يشهد قطاع الدخان والسجائر حالة من الجدل الكبير ما بين مؤيد ومعارض؛ حول طرح رخصة تصنيع سجائر فى مصر، بما يفتح الباب للمزيد من الاستثمارات الأجنبية فى هذا المجال الهام،و يساهم فى تحسين مؤشرات الاقتصاد.
وبحسب مصادر اقتصادية فإن طرح رخصة جديدة يمثل تحولا جذريا فى الاقتصاد المصرى ، معتبرين أن مزايا طرح رخصة جديدة كثيرة جدا، بل تساهم فى دعم الشركة الوطنية التى تحتكر الصناعة خلال العقود الماضية.
وقالت المصادر إن هيئة التنمية الصناعية وزعت كراسة الشروط على بعض شركات السجائر العاملة فى مصر، ومن المقرر أن تقدم الشركات عروضها الفنية والمالية بحد أقصى يوم 18 أبريل المقبل، على أن يكون موعد إجراء المزايدة نفسها يوم 6 يونيو، بحسب كراسة الشروط.
وأوضحت المصادر أنه بحسب كراسة الشروط، فإن المزايدة ستكون "محدودة" بين الشركات المؤهلة، القادرة فنيا وماليا على إقامة المشروع، حيث إن الهيئة ستقوم بدراسة العروض المقدمة وتقييمها وفقا لنظام النقاط، والشركات المؤهلة فقط هى التى ستشارك فى المزايدة.
وستقوم كل شركة تتقدم للمزايدة بتقديم خطاب ضمان بقيمة 30 مليون جنيه، يزيد إلى 100 مليون جنيه فى حالة التأهل للمزايدة.
ويهدف المشروع لإقامة مصنع لإنتاج السجائر بطاقة إنتاجية مركبة بطاقة قصوى 50 مليار سيجارة سنويا.
واشترطت الهيئة ألا يقل إنتاج المشروع عن 15 مليار سيجارة سنويا، وهو ما يزيد من صادرات هذا القطاع، ولا سيما أن صادرات الشركة الشرقية ما تزال ضعيفة مقارنة بما تمتلكه من إمكانيات كبيرة.
وفى الوقت الذى ذكرت وكالة رويترز فى تقرير لها أن 4 شركات عاملة فى السوق، اعترضت على المزايدة، وتقدمت بخطاب إلى رئيس الوزراء بتاريخ 16 مارس، طلبت فيه تجميد المزايدة ودراسة طرح رخص تسمح لجميع الشركات بالتصنيع إلا إنه بقراءة تفاصيل الرخصة، فإنها تعتبر مفيدة للاقتصاد عامة حيث ستؤدى لحالة من الزخم وتحسن بشكل مباشر مؤشرات الاقتصاد الوطنى.
ونفت المصادر ما رددته الشركات المعترضة، وهى أدخنة النخلة، وبريتش أمريكان توباكو، وإمبريال توباكو، والمنصور الدولية للتوزيع، من أن المزايدة لا تتسم بالعدالة وتخالف قانون حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، موضحة أن المزايدة واضحة للشركات التى تمتلك قدرات مالية وفنية لتمثل إضافة للاقتصاد وليست تفصيل لشركة واحدة فقط.
وأضافت أن الباب متاح لكل الشركات للتقدم بعروضها حيث تعطى المزايدة الشركة الفائزة بالرخصة، وشركة الشرقية للدخان حق تصنيع الجيل الجديد من السجائر الإلكترونية والتبغ المسخن، حال اقراره والموافقة على خلطته وفق الشروط والضوابط التى سيتم تحديدها فى هذا الشأن.
وحتى تضمن كراسة الشروط عدم إهدار استثمار الشركة الفائزة بالرخصة منحتها مدة تصل لنحو 10 سنوات، وعدم طرح أى رخص جديدة لإنتاج السجائر من تاريخ إصدار رخصة التشغيل للمصنع الجديد.
ومن مزايا كراسة الشروط انها تسمح للشركة التى ستفوز بالرخصة، بإمكانية شراء أو استئجار بعض الأصول غير المستغلة فى الشركة الشرقية للدخان، مما يمثل تحقيق إيرادات مناسبة للشركة الوطنية، والتى يتم استخدامها حالياً لإنتاج السجائر الفاخرة (مبانٍ- أراض- خطوط إنتاج)، وذلك بالسعر الذى يتم الاتفاق عليه من خلال أحد مكاتب التقييم المعتمدة بموافقة الجمعية العمومية للشركة الشرقية للدخان.
وأكدت هيئة التنمية الصناعية على الشركة التى ستفوز بالرخصة بتنفيذ المشروع، وبدء الإنتاج خلال 3 سنوات من تاريخ الموافقة النهائية على الرخصة حرصا على سرعة ضخ استثمارات جديدة تنعش السوق المحلى، مما يحسن جودة المنتج ويزيد الصادرات، بما ينعكس على رفع مستوى الضرائب التى يتم تحصيلها من هذا القطاع الهام.
ومن أبرز مزايا الرخصة انها حمت الشركة الوطنية مما يساهم فى تعويض تراجع بعض إيراداتها وارباحها فى حالة تحققه من خلال التزام الشركة التى تحصل على الترخص بإتاحة نسبة مساهمة للشركة الشرقية للدخان بواقع 24% من رأس مال الشركة الجديدة التى سيتم إنشاؤها فى حال موافقة الجمعية العمومية للشرقية للدخان على ذلك، وهو ما يعنى ضمان إيرادات وارباح جديدة للشركة الشرقية.
كما نصت كراسة الشروط على أن تلتزم الشركة الفائزة بأداء مقابل الرخصة بالكامل، ولا تحسب قيمتها ضمن أصول الشركة عند حساب نسبة مساهمة الشركة الشرقية ايسترن كومبانى.
وبحسب كراسة الشروط، فإن هيئة التنمية الصناعية سوف تتلقى طلبات التقديم من الشركات، ودراستها، وتأهيل الشركات التى سيسمح بدخولها المزايدة وفق مجموعة من المعايير التى تتضمن قوة سابقة أعمال الشركة، وإجمالى الاستثمارات التى سيتم ضخها، وعدد العمالة الحالية والمستقبلية فى الشركة الجديدة، والإيرادات المحلية والعالمية، والاستثمارات محلية أو عالمية، حيث تعطى أفضلية للاستثمارات المحلية أو الأجنبية بمشاركة محلية.
كما تتضمن المعايير أيضا أنواع السجائر التى يمكن إنتاجها، وحجم استهلاك الطاقة والمياه، وفترة تنفيذ المشروع، ونسبة التصنيع المحلى فى خطوط الإنتاج، وعدد العمالة فى الشركة الجديدة، وميزانية التدريب، وإمكانية توظيف موظفين من الشرقية للدخان، وميزانية المسؤولية المجتمعية.