أقام قطاع شئون الإنتاج الثقافى، برئاسة المخرج خالد جلال، ملتقى الهناجر الثقافى الشهرى تحت عنوان: (نساء صنعن التاريخ)، وقد أدارت النقاش الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد، مديرة الملتقى ومؤسسته، بمركز الهناجر للفنون بساحة دار الأوبرا المصرية، وتحت إشرف الفنان شادى سرور.
جزءمن الملتقى
شارك فى الملتقى الدكتورة هويدا مصطفى، عميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة، والدكتورة نيفين مكرم، أستاذ الذكاء الاصطناعى بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، والدكتورة إيمان المنير، نائبة الأمين العام لاتحاد المرأة الأفروآسيوى، والكاتبة الصحفية مروة الطوبجى، رئيس تحرير مجلة نصف الدنيا، والداعية الدكتورة وفاء عبد السلام، والمستشار علاء الشيمى، مستشار وزير العدل، وشهدت هذه الفاعلية الثقافية المتجددة مواصلة تطبيق الإجراءات الاحترازية كافة؛ مع استقبال الجمهور بنسبة لا تتخطى نصف الطاقة الاستيعابية للمسرح كحدٍ أقصى، بهدف الوقاية والحد من انتشار فيروس كورونا.
جانب من الحضور
وقالت الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد، مديرة ملتقى الهناجر الثقافى ومؤسسته، إن هذه الأمسية من الملتقى تستمد أهميتها الكبيرة من الدور العظيم الذى اكتسبته المرأة المصرية بفضل ما قدمته قديمًا ومازلت تقدمه فى الوقت الراهن على أكمل وجه فى مختلف المجالات والتخصصات.
وتابعت الدكتورة ناهد عبد الحميد، مشيدة بتميز المرأة المصرية الملحوظ فى كل مناحى الحياة واتجاهاتها، وأكدت أن القيمة الكبيرة التى حازتها عظيمات مصر اللاتى حفرن أسمائهن بأحرف من نور منذ أن نشأت الحضارة الإنسانية منذ آلاف السنين، فكعادتها كانت مصر التى مثلت فجر ضمير الإنسانى سباقة ورائدة كذلك فيما يخص النساء الرائدات اللاتى كتبت أسمائهن بأحرف من نور فى التاريخ الإنسانية جمعاء.
الفنان شادى سرور
وأوضحت ناهد عبد الحميد تاريخ المرأة المصرية ملىء وحافل بالنضال والكفاح على مر العصور، كما أنها أثبتت على مر العصور أيضًا أنها الرقم الأهم فى المعادلة الحياة الوطنية، وكذلك هى أيقونة النجاح وضمير الوطن ومفتاح الحياة بشكل عام، وقد أثبت التاريخ أن هناك نساء أبدعن وشاركن فى صنعه، سواء كن على مسرح الأحداث أو خلف الكواليس، فنجد أن أول عصيان مدنى فى التاريخ قامت به امرأة فى العصر الفاطمى وتحديدًا خلال الشدة المستنصرية والسبع سنوات العجاف فى عهد المستنصر بالله، فضلًا عما تعكسه وتشهد به الحضارة المصرية القديمة من قيمة عظيمة للمرأة المصرية آنذاك.
جزء من الفقرة الفنية
وأكد المستشار علاء الشيمى أهمية دعم المرأة المصرية فى مختلف المجالات، وأشار إلى أنه تم إنشاء قطاع حقـوق الإنسان بوزارة العـدل عام 2002، ثم ضمت إدارات: الطفل، والمرأة، وحقوق الإنسان عام 2016، لتصبح قطاعًا واحدًا مختصًا بهذه الأمور، باعتبار أن الطفل والمرأة حقوقهم لا تتجزأ أو تنفصل عن حقوق الإنسان، وإذا تحدثنا عن الحقوق نتذكر الواجبات بطبيعة الحال، فالعدالة تتمثل فى التوازن بين الحقوق والواجبات، والعدالة أولى من كلاهما مستقلين أو مجتمعين، وتلك هى النقطة التى تنطلق منها مصر خلال تعاملاتها مع المجتمع الدولى، حينما تنضم لأى من الاتفاقيات الدولية تكون لدى مصر تحفظات، ويكون الهدف منها أحيانًا التوافق مع الشريعة الإسلامية، وبالحديث حول المرأة على وجه الخصوص، نجد أن مصر حينما انضمت إلى اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة منذ ثلاثة عقود، تحفظت مصر على بعض المواد مثل المادة رقم (9)، التى تناولت حصول الطفل على جنسية الأم، وهو ما تغير عام 2004 حينما تم تعديل قانون الجنسية بما ينص على منح الابن جنسية لأم المصرية وإن كان زوجها أجنبى الجنسية، فبناءً على هذا تم سحب هذا التحفظ.
وأوضحت الدكتورة هويدا مصطفى أن قضية الإعلام وبناء الوعى تعد قضية محورية بالغة الأهمية، لم تحظى بتناول إعلامى حقيقى بشكل متوازن، كما أن أهمية الدور الواقع على كاهل وسائل الإعلام الوطنية المختلفة، ويتلخص هذا الدور فى اصطلاح المسئولية الاجتماعية، وهو ما يعنى أن يكون للإعلام دور فعال تجاه المجتمع، فبالتالى يجب أن تحمل رسالة الإعلام هدفًا يتصل بمسئوليته نحو المجتمع والمواطنين، خاصة وسط ما نتعرض له من أخبار زائفة وشائعات، ساهم فى تفشيها التطور التكنولوجى الكبير الذى انعكس بدوره على الإعلام، بفضل انتشار مواقع التواصل الاجتماعى بما لها من تأثير والتى تندرج تحت مظلة الإعلام الرقمى أو الإعلام الإلكترونى.
وأشارت الكاتبة الصحفية مروة الطوبجى، إلى أن المرأة المصرية تميزت فى المجالات كافة، وبوصفها صحفية فى المقام الأول، قدمت فى الأشهر الستة الفائتة على وجه الخصوص، العديد من النماذج المضيئة للنساء المصريات المتميزات فى مختلف المجالات، مؤكدة حرصها على الحديث عن المقاتلات المصريات على حد وصفها، وأشارت إلى فخرها أنها تعاصر عهد مصر الآن، الذى وضع ملف تمكين المرأة المصرية على أولويات أجندته، وأصدر العديد من القرارات فى هذا الشأن.
كما أشادت مروة الطوبجى بالعديد من مكتسبات المرأة المصرية مثل: إعلان عام 2017 عامًا للمرأة المصرية، وزيادة نسبة التمثيل النسائى فى مجلس الوزراء، والتى وصلت إلى ثمان وزيرات، وزيادة نسبة تمثيل المرأة كذلك فى البرلمان ومجلس الشيوخ والهيئات القضائية بالإضافة إلى الكثير من المجالات منها الوعظ الدينى على سبيل المثال وليس الحصر.
وأوضحت الدكتورة نيفين مكرم، أن التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 تتلخص فى ثمانية أهداف بشكل خاص، من ضمن سبعة عشر هدفًا عالميًا فى ذات الإطار، وعلى رأسها القضاء على الفقر وعدم وجود أى تمييز بين الرجل والمرأة، باعتبار المرأة تمثل نصف المجتمع، بالإضافة إلى عدة محاور مثل الاستفادة من المصادر البيئية كافة، وأخر هذه الأهداف يتمثل فى ضرورة تحقيق الشراكة بين القطاعين الحكومى والخاص ومؤسسات المجتمع المدنى.
عقب هذا أكدت الدكتورة إيمان المنير، أن منظمة تضامن الشعوب الأفروآسيوية، قد انبثق عنها منذ ثلاثة أشهر اتحاد المرأة الأفروآسيوى، وحصدت أمل مسعود منصب الأمين العام، فيما حازت هى على منصب نائب الأمين العام، ودعت السيدات فى مصر وسائر الدول الأعضاء إلى الانضمام للاتحاد، حتى يتم انجاز المزيد من الانجازات ليس فقط لمصر، بل كذلك لسائر الدول الأعضاء فى أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا.
وأشارت الداعية الدكتورة وفاء عبد السلام، إلى أنها تعمل واعظة فى وزارة الأوقاف بشكل تطوعى كامل منذ عام 2017، وأن القرآن الكريم أشار إلى الكثير من السيدات الفضليات، بداية من السيدة مريم العذراء التى شرفها المولى عز وجل بسورة تحمل اسمها، وصولًا إلى السيدة امرأة عمران، والسيدة أم موسى بالإضافة إلى أخته، والسيدة أسيا زوجة فرعون.
خلال الملتقى
وأكدت الدكتورة وفاء عبد السلام، على أنه من كرم الله وفضله علينا كمصريات أن فطنت الدولة المصرية لأهمية دور المرأة كواعظة، حيث اتجهت وزارة الأوقاف المصرية إلى المرأة فى مجال الوعظ، وتم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الأوقاف والكنيسة المصرية والمجلس القومى للمرأة، فجاءت حملة طرق الأبواب لكى تجوب المحافظات واعظة إسلامية مع مكرسة مسيحية يدًا فى يد.
جانب من الفقرة الفنية
وتخللت المناقشة فقرات غنائية قدمتها فرقة: (كردان) الغنائية بقيادة المايسترو على المنسى، الذى قدم مجموعة من الأغانى الوطنية، بجانب بعض الأغنيات الطربية والفلكلورية، التى شدت بها كوكبة من الأصوات الشابة وهم: نوران سيد، وصابرين ربيع، جودى هيثم، جنا هيثم، سليم محمد، إبرهيم غازى، يوسف ياسر، محمود حجاج.