سرد "عبد العزيز الغمري" وشهرته "عبده الغمري" 88 عاما، من قرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، موقفا من المواقف الإنسانية للعندليب، وهو شاهد عليه، قائلا: "كان كله خير لأهله وأهل قريته في ليلة من الليالي عقب صلاة العشاء فى إحدى السنوات، وكانت القرية لم تدخلها الإنارة بعد، وبعد خروجه من المسجد فوجئ بشخص يرتدي ملابس أفرنجية، يطالبه بالذهاب معه إلى عدد من منازل الفقراء بالقرية، وكان ذلك قبل وقفة عيد الأضحى الكبير بيوم، ولم يعرف أنه "عبد الحليم حافظ" كان يسمعه فى الإذاعة فقط، ورافقه فى زيارة لكل منازل الفقراء، وكان يعطى لهم ما يستطيع، حيث زار 45 منزلا وقدم لهم الهدايا والدعم لهم ليلة العيد".
وأضاف: "العندليب الأسمر عزمه على مشروب القهوة فى منزل خاله، وعرف أنه "عبد الحليم" وقدم عيديات لأطفاله بمبلغ 20 جنيه وده كان مبلغ كبير فى ذلك الوقت، أخذه ونزل فى اليوم التالى وذهب مباشرة إلى السوق واشترى عجلة بالمبلغ، ثم شاهد العندليب مرة ثانية أثناء حضوره لشراء ماكينة إنارة على نفقته الشخصية لأهالى قريته".
وتمر اليوم الذكرى الـ 44 على رحيل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، الذي رحل عن عالمنا فى 30 مارس 1977، عن عمر ناهز 48 عاماً، ولد عبد الحليم حافظ فى قرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية فى 21 يونيو 1929، وكان الابن الأصغر بين أربعة أخوة هم إسماعيل، ومحمد، وعلية، وقد توفيت والدته بعد ولادته بأيام، وقبل أن يتم عامه الأول توفي والده ليعيش يتيم الوالدين، وعاش فى بيت خاله الحاج متولي عماشة وكان دائم اللعب مع أولاد عمه فى ترعة القرية، ومنها انتقل إليه مرض البلهارسيا، الذي عانى منه كثيرا، وعاش فترة من حياته فى ملجأ أيتام الزقازيق، وساهم فى بناء جامعة الزقازيق ومسجد الفتح بمنطقة المبرة الذي يعرفه الأهالى باسم مسجد "عبد الحليم حافظ".
العندليب تألق كثيرا فى عالم السينما والغناء وقدم للسينما 16 فيلما مع أجمل بطلات السينما المصرية، وقدم 250 أغنية، ومن أبرز أعماله التى ظلت بصمة ورمز مصري: "أغنية الوداع"، "أيام وليالي"، "أيامنا الحلوة"، "ليالى الحب"، "لحن الوفاء"، "دليلة"، "موعد غرام"، "بنات اليوم"، "الوسادة الخالية"، "فتى أحلامي"، "شارع الحب"، "حكاية حب"، البنات والصيف"، "يوم من عمري"، "الخطايا"، "أدهم الشرقاوي"، "معبودة الجماهير"، "أبى فوق الشجرة"، "أرجوك لا تفهمنى بسرعة"، "إحنا الشعب"، "الله يا بلدنا"، "الوطن الأكبر"، "حكاية شعب"، "الجزائر"، "صورة"، "عدى النهار"، "أحلف بسماها"، "البندقية اتكلمت"، "عاش اللى قال"، "النجمة مالت على قمر"، "قارئة الفنجان"، "أهواك"، "على قد الشوق"، "النجمة مالت على قمر"، "أنا من تراب"، "ورق الشجر"، "بين صحبة الورد"، "خلينى كلمة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة