دون الحديث عنها وللنظرة الأولى تعرف أنها شجرة مختلفة تحمل بين فروعها وأوراقها عشرات الحكايات، فجذوعها العملاقة الممتدة يمينًا ويسارًا ولونها يدلان على أن الشجرة عتيقة يزيد عمرها عن المائة عام.
هناك فى قرية القصر، بقرى شرق النيل فى نجع حمادي، ترتفع شجرة أطلق عليها الأهالى "شجرة الشيخ حسن" لا تبعد عن نهر النيل سوى أمتار وتجاور عدد من المنازل لها، ظلت صامدة طوال السنوات الماضية تستقبل زوارها فى كل يوم جمعة اعتقادًا منهم أنها تشفى الأمراض وتعالج العقم والسحر، ويحتفظون بالماء الذى يخرج منها بلون الدم فى شكله ورائحته.
الشجرة
فعلى مدار سنوات تأتي النساء من القرية والقرى المجاورة يتبركن بالشجرة والمادة التى تخرج منها أملا فى الشفاء أو الإنجاب، ويتواجد الأطفال للأكل من ثمارها، حيث تنبت الشجرة العملاقة ثمار النبق وتعد الشجرة الوحيدة فى تلك المنطقة التى تنبت ثمار النبق، وما بين مؤيد لتلك الأفعال ومعارض تظل الشجرة قائمة وحكايات كرامات صاحبها تسرد للأحفاد من قبل الأجداد، وبينت حكايات الأهالى أن أبحاث أجريت على الشجرة بعد فحص جذورها أثبتت أنها متواجدة منذ 700 عام وليس 100 عام كما يردد البعض.
قال أحمد علي، من الأهالي، إن شجرة الشيخ حسن يأتى إليها الأشخاص للتبارك بها، حيث نقل الأجداد للأبناء أن هذا المكان يدعى الشيخ حسن وهذه الشجرة له، ويأتى الأشخاص الطيبون للتبارك بها وتقديم النذر وكذلك إيقاد الشموع له فى فترات المساء، وبعض النساء التى تعانى من العقم أو أحد أبنائها مريض كانت تأتى إلى المكان لزيارة الشجرة وطمس الطفل فى نهر النيل لشفائه.
وتابع أحمد شعبان، أن من حكايات الأهالى عن شجرة الشيخ حسن، هى احتواء المكان على كنز أثرى مدفون تحت الشجرة وأن لها حارس، وكذلك بعض الأشخاص يدعون رؤية الشيخ حسن فى المنام، مؤكدًا أن هذه خرافات لأن الأمر لا يزيد عن شجرة مثمرة لا تنفع ولا تضر ولا يجوز الطلب من شجرة أو إنسان ولكن الطلب يكون من عند الله.
جذع الشجرة المتواجدة بالقرية
وأوضح محمود شعبان، أن الشجرة تتواجد منذ مائة عام وهى شجرة مثمرة ولكنها ليست مباركة كما يدعى بعض الأشخاص والخرافات وتظل مجرد شجرة، لافتًا أن المادة التى تخرج من الشجرة عبارة عن مادة تحمل اللون الأحمر ومعظم الأشجار تخرج المواد ذات اللون الأبيض ولكن هذه الشجرة لون موادها أحمر وتميل للدم ولكنها ليست دم والإسم العلمى لها الشجر الدامى، ولوجود الشجرة بالقرب من نهر النيل فهى غنية بالعناصر المعدنية المتواجدة فى الأرض.
وأضاف محمود، أن الأهالى كانوا يأتون إلى المكان للإستمتاع بنهر النيل القريب من الشجرة وملئ المياه قديما ثم الإستراحة تحت ظل الشجرة ومن هنا تناقلت الأجيال فائدة الشجرة وقيل عنها أنها مباركة لإستراحة الأهالى أسفلها، مضيفًا أن بعض السيدات تقيد الشموع أسفل الشجرة أملًا فى الإنجاب ولكن هذه من الخرافات.
وأشار الشيخ عسران طايع، أحد أهالى القرية، إلى أن شجرة الشيخ حسن تتواجد منذ القدم وفى إحدى السنوات زارت القرية متخصصة فى علم الجيولوجيا لفحص الشجرة وأثبتت فى تحليلها للشجرة أن عمرها يتعدى الـ 700 عام، وذلك لكبر حجم الشجرة والدوائر التى تتواجد فى الجذور تمثل كل منها 100 عام والشجرة يتواجد بها 7 دوائر.
"الناس توارث المعتقد على مدار السنوات"، بهذه الكلمات استكمل الشيخ عسران، حديثه عن الشجرة وعن توارث الأشخاص للمعتقدات على مدار السنوات، حيث تخرج من الشجرة مادة تشبه الدم تمامًا ولا يمكن التفريق بينهما ومن هنا جاءت روايات مباركة الشجرة، قائلًا "الإسلام برئ من هذه الأفعال والخرافات".
أطفال-وشاب-من-القرية-مع-مراسل-اليوم-السابع
جذوع-الشجرة
جذوع-شجرة-الشيخ-حسن
شجرة-الشيخ-حسن
شجرة-يزيد-عمرها-عن-مائة-عام