على الرغم من مرور أكثر من شهرين على مغادرة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب البيت الأبيض، إلا أن الأضواء لا تزال تلاحقه تبحث عن ظهور نادر له أو حتى بيان أو تعليق عن حدث، حتى أن وسائل الإعلام الأمريكية تلاحقه مثلما تلاحق الرئيس الحالى جو بايدن، ما لم يكن أكثر.
وبدوره، فإن ترامب يدفع وسائل الإعلام إلى مزيد من التشويق بأخباره المتوالية. فقد دشن الرئيس السابق موقعا إلكترونيا رسميا ليكون منصة لمؤيديه يتواصل من خلاله معهم ويستعرض الفترة التى قضاها فى البيت الأبيض، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز.
وتعرض الصفحة الرئيسية للموقع الذى يحمل عنوان 45office.com، صورا لترامب مع شخصيات مختلفة من بينهم زوجته ميلانيا وأفراد فى الجيش وزعماء دوليين، تم التقاطها خلال فترة رئاسته.
وتقول رسالة على الصفحة الرئيسية "مكتب دونالد جيه. ترامب ملتزم بالحفاظ على الإرث الرائع لإدارة ترامب مع إعطاء دفعة لأجندة أمريكا أولا".
ولن يكتفى الرئيس السابق بالموقع الإلكترونى، بل يعتزم إطلاق منصته الخاصة للتواصل الاجتماعى، بعدما تم حظره من مواقع فيس بوك وتويتر فى أعقاب أحداث اقتحام الكابيتول فى يناير الماضى قبل أيام من مغادرته البيت الأبيض.
فقد كشف كورى ليفاندوفسكى، أحد مديرى حملة ترامب فى عام 2016 والمستشار البارز لحملة إعادة انتخابه، أن الرئيس السابق سيطلق منصته الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعى فى غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر، وهما ما سيسمح لمؤيديه بالتواصل معه مباشرة.
وقال ليفاندوفسكى خلال مقابلة تليفزيونية إن شبكة وسائل التواصل الاجتماعى الخاصة بترامب ستسمح لمناصريه بالتواصل معه بحرية دون خوف من الرقابة، مضيفاً "سيكون لدينا منصة تكون فيها رسالة الرئيس حول "أمريكا أولاً" قادرة على الوصول إلى الجميع وستكون فرصة للآخرين للتعبير عن رأيهم والتواصل بصيغة حرة دون خوف من الانتقام أو الإلغاء"، ولفت إلى أن المنصة الجديدة لن تعتمد على خوادم أمازون وستبنى من الصفر بالكامل، وهذا سيمنح ترامب الفرصة للتحكم بالمحتوى، ليس فقط من ناحية التوزيع والنشر بل وأيضاً المشاركة، وكل ذلك بشكل إيجابي على حد قوله.
كما قال جيسون ميلر، وهو مستشار لترامب منذ فترة طويلة ومتحدث باسمه، إن الرئيس السابق سيعود إلى وسائل التواصل الاجتماعى من خلال إنشاء منصته "الخاصة" التى ستستضيف "عشرات الملايين" من الأشخاص.
واللافت أن ترامب ليس وحده من يحتاج إلى الإعلام، فالإعلام أيضا يحتاجه. فى تقرير لها هذا الأسبوع، قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إن وسائل الإعلام الأمريكية تفتقد الرئيس السابق دونالد ترامب، مشيرة إلى أن الصحف والقنوات التلفزيونية تعانى تراجع فى زوار مواقعها الإلكترونية ومشاهدى القنوات بعد تركه البيت الأبيض.
وقالت الصحيفة فى مقال تحليلى لإدوارد لوس، نشرت "بى بى سى" أجزاء منه، إن شعار صحيفة واشنطن بوست "الديمقراطية تموت فى الظلام" كان قد عمل بشكل جيد خلال سنوات حكم ترامب، وزادت الصحيفة قاعدة المشتركين فى موقعها الإلكترونى ثلاثة أضعاف فى هذه الفترة. لكن فترة ما بعد ترامب أصبحت لعبة مختلفة، على حد قول الكاتب، فقد انخفض معدل زيارة الموقع الإلكترونى للصحيفة بنسبة 26% بين يناير وفبراير الماضيين. كما تراجع انخفض عدد زيارات موقع صحيفة نيويورك تايمز بنسبة 17%.
ويرى الكاتب أن السبب وراء ذلك هو أن الأخبار التى تشير إلى أن الديمقراطية بخير ليست جيدة جدا للمبيعات.
من ناحية أخرى، خسرت القنوات الإخبارية مشاهدين أيضا، منها شبكة سى إن إن التى فقدت 45% من جمهورها فى وقت الذروة منذ تنصيب جو بايدن. فى حين كانت قناة فوكس نيوز المقربة من ترامب أقل تضررا فى ظل انتقاداتها الدائمة لإدارة بايدن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة