اقيم في موسكو حفل تقديم للكتاب الذي أصدره المنتدى الإسلامي العالمي بالتعاون مع دار "المدينة" للنشر، والذي يحتوي على أول ترجمة للرسالة العامة التاريخية التي أطلقها قداسة البابا فرنسيس رئيس الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بعنوان "فراتيللي توتي"،"جميعنا إخوة"، إلى اللغة الروسية.
يأتى ذلك في إطار مساهمة مسلمي روسيا الإتحادية في تعزيز الأخوة الإنسانية، ونشر ثقافة اللقاء، والمشاركة في الحوار الديني، والتعاون بين الإسلام والمسيحية، أقيم في المركز الثقافي "بوكروفسكي فوروتا" بموسكو يوم أمس، حفل تقديم الكتاب الذي أصدره المنتدى الإسلامي العالمي بالتعاون مع دار "المدينة" للنشر، والذي يعتبر أول ترجمة للرسالة العامة التاريخية التي أطلقها قداسة البابا فرنسيس رئيس الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بعنوان "فراتيللي توتي"،"جميعنا إخوة"، إلى اللغة الروسية.
جميعنا أخوة
وحضر حفل تقديم الكتاب فاليري غازاييف رئيس لجنة القوميات بمجلس الدوما (البرلمان الروسي)، أدولف شايفي الحاخام الأكبر لروسيا، باولو بيزي رئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في روسيا، سيرجي ملنيكوف رئيس الجمعية الروسية للدفاع عن الحرية الدينية، غريغوري ماتروسوف رئيس مجلس التعاون مع العالم الإسلامي في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، عبد الواحد نيازوف رئيس المنتدى الإسلامي الأوروبي، وممثلو سفارات عدد من الدول الأوربية والعربية، والمنظمات الدينية والحكومية والعامة، وعدد من الشخصيات العليمة والثقافية وممثلي وسائل الإعلام.
ويتزامن انجاز ترجمة ونشر هذه الوثيقة التاريخية التي تدعو إلى تكريس الأخوة الإنسانية والصداقة الإجتماعية مع الاحتفالات العالمية بيوم الأخوة الإنسانية " الرابع من فبراير" الذي أعلنت عنه الجمعية العامة للأمم المتحدة يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية.
وقام بإدارة هذه الجلسة العلمية كل من: السيد جان فرانسوا تيري، مدير المركز الثقافي "بوكروفسكي فوروتا" بموسكو، والدكتور ضمير محي الدينوف، النائب الأول لرئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، السكرتير التنفيذي للمنتدى الإسلامي العالمي، رئيس تحرير دار "المدينة" للنشر.
في كلمته، تلا السفير الرسولي للفاتيكان في الإتحاد الروسي، المونسنيور جيوفاني دانييلو، رسالةَ قداسة البابا فرانسيس إلى المشاركين بهذا اللقاء. وأشار قداسته إلى أن التأملات والحوار حول هذه الرسالة العامة يمكن أن يساعد ليس فقط في الإتحاد الروسي، الذي يُدعَى فيه إلى تطوير الحوار بين المسيحيين والمسلمين، ولكن في المجتمع البشري ككل. وشدّد على "أن المقارنة الصريحة والصادقة للأفكار مع مواضيع الرسالة العامة للأخوّة يمكن أن تسهّل الحوار بين الأديان".
بدوره، قدم السفير الرسولي للفاتيكان، الشكر لسماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين على دعوته للمشاركة في هذا الحدث الهام، قائلاً: "إن الإنفتاح التام سيسمح لنا بفهم الآخر وتقديره، لأن الحب الحقيقي النابع من إلهام الله، لا يمكن إلاَّ أن يخلق في قلوبنا جميعاً الرغبة في أن نساعد بعضنا البعض، بغض النظر عن الإختلافات التي يمكن أن ننظر إليها بشكل مختلف، والتي يتوجب أن تكون عناصر تثرينا وتغنينا بدلاً من أن تشكل عائقاً أمامنا".
وشدّد السفير الرسولي على إمكانية فهم "روح الأخوّة" على أنها تَطَلّع الإنسان إلى تحويل نظره باتجاه الله، حتى يتمكن فيما بعد من مشاركة "الأُخوَة" من حوله، بعملية الإثراء من خلال أعمالٍ ملموسة. وحث السفير الرسولي على "الحلم" كأسرة بشرية واحدة، كأعضاء في جسد واحد، كأبناء أرض واحدة، والتي تعتبر بيتنا المشترك". واختتم كلمته قائلاً: "دعونا نحلم، بحيث يقدم كل منا لهذا الحلم ثروة إيمانه ومعتقداته الخاصة، بحيث يتحدث كل شخص بصوته - فنحن جميعاً أُخوة وأخوات".
وفي كلمةٍ قرأها بالنيابة ايلدار علاء الدينوف مفتي مدينة موسكو، نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، أعرب سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين عن شكره وامتنانه لقداسة البابا فرانسيس: "الأخ الزعيم الروحي للكاثوليك حول العالم ورئيس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس. أنا ممتن لكم، أولاً وقبل كل شيء، لهذا العمل العظيم والضروري والملهم للبشرية، وهو الرسالة العامة "فراتيلي توتي" - "جميعنا أخوة" الداعية إلى الأخوة الإنسانية والصداقة الإجتماعية. إن يد الصداقة والسلام التي مدها قداسة البابا فرنسيس تجاه العالم الإسلامي في عام 2019 في شبه الجزيرة العربية تحظى بامتنانا واحترامنا، نحن مسلمو الفضاء الأوراسي. حيث لا يوجد شيء أكثر نبلاً من البحث عن التواصل والحوار والعطاء، على طريق تحقيق السلام والوئام لشعوبنا. ونحن نتقبل بادرة حسن النية الفريدة في التاريخ هذه، ونعلن استعدادنا للعمل يداً بيد مع أخوتنا المسيحيين لتحقيق السلام والعدالة".
حفل تقديم كتاب جميعنا إخوة