يبدو أن حياة الأديب الكولومبى الشهير جابرييل جارسيا ماركيز، مليئة بالحكايات والقصص المثيرة خاصة فى فترة شبابه، وهو ما يظهر من خلال بعض ما رواه صاحب نوبل في الآداب لعام 1982، في سيرته الذاتية التي نشرها عام 2002 بعنوان "عشت لأروى".
ويبدو أن الفوضى والفقر شيئان عانى منهم صاحب "مائة عام من العزلة في فترة شبابه، لكن كيف وصف "ماركيز" نفسه وشكل حياته فى تلك الفترة، وما الأشياء التي تأثر بها وأثرت فيه، حتى أصبح ما هو عليه بعد ذلك، من أديب ملأت أخباره ورواياته العالم شرقا وغربا.
يحكى "ماركيز" في مذكراته قائلا "كنت سأكمل الثالثة والعشرين من عمرى، وكنت متخلفا عن الخدمة العسكرية، وأدخن كل يوم دون هواجس، ستين سيجارة من صنف تبع رهيب، وأقضى بطالتى بالتناوب بين بارانكيا وكارتخينا دى إندياس، على ساحل الكاريبى الكولومبى، بالبقاء حيا على أحسن وجه بما يدفعونه لى مقابل ملاحظاتى الصحفية اليومية في جريدة "الهيرالدو" وهو أقل من لا شىء تقريبا، وأنام مع أفضل رفقة ممكنة حيثما يفاجئنى الليل، وكما لو أن عدم اليقين بأمر طموحاتى وفوضى حياتى لم يكونا كافيين، فقد كنا نعد العدة، أنا وجماعة من الأصدقاء الحميمين لإصدار مجلة جريئة، ودون موارد خطط ألفونسو فوينمايور لها منذ ثلاث سنوات، ما الذى يمكننى أن أرغب فيه أكثر من ذلك.
ويضيف "ماركيز"، "وبسبب القلة أكثر مما هو بدافع الإعجاب، سبقت الموضة بعشرين سنة، شارب كثيف خشن، وشعر مشعث، بنطال رعاة بقر، وقمصان مزركشة بأزهار غير مناسبة، وصندل حاج، وفى ظلمة إحدى دور السينما، كان أحد أصدقاء، ذلك الزمن يقول لأحدهم، دون أن يدرى أننى قريب منه، يا لجابيتو المسكين، إنه حالة ميئوس منها: وهكذا حين طلبت منى أمى أن أذهب معها لبيع البيت لم أجد أى عائق يمنعنى من أن أقول لها نعم، أخبرتنى أنها لا تملك ما يكفى من النقود، فقلت بدافع الكرامة، إننى سأتولى دفع نفقاتى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة