كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن اتهامات جديدة بالتحرش وسوء السلوك الجنسى ضد حاكم ولاية نيويورك الديمقراطى أندرو كومو، والتي وجهتها له موظفة سابقة عملت معه، وسبق أن اتهمت امرأتان كومو بالتحرش الجنسى، بينما قالت أخرى أنه بمغازلتها بشكل غير مرغوب.
وقالت آنا ليس، المساعدة السابقة لكومو لصحيفة وول ستريت جورنال إن الحاكم الديمقراطى سألها ما إذا كان لديها صديق حميم، وقالها لها "حبيبتى" ولمسها خلال حفل استقبال وقام بتقبيل يدها أثناء نهوضها من مكتبها.
وفى وقت سابق، اعتذر أندرو كومو لجعل البعض يشعرون بعدم ارتياح، ونفى أن يكون قد قام بلمس أحد بشكل غير مناسب. وقال أنه لم يلمس أحد بشكل غير مناسب، وكرر الأمر فى أول تعليق عام له على الفضيحة، بحسب ما قالت شبكة سى إن إن.
وقال كومو إنه لم يكن يعرف أبدا أنه يجعل أحد يشعر بعدم ارتياح. وعملت ليس مساعدة لشئون السياسة والعمليات مع كومو فى الفترة بين عامة 2013 و 2015، بحسب وول ستريت. وتقول المساعدة السابقة أنها اعتقدت فى البداية أن ما قام به كومو مغازلة غير مضرة، لكنها بدأت ترى الأمر بعد ذلك سلوكا سيئا.
وردا على ذلك، قال مستشار كومو ريتش أزوباردى، لسى إن إن، إن الصحفيين والمصورين الذين غطوا شئون الحاكم على مدار 14 عاما رأوه يقبل رجالا ونساءً ويلتقط معهم الصور، وفى حفل الاستقبال المعلن والمفتوح، يكون هناك المئات وهو يقف لالتقاط مئات الصور، وهذا ما يفعله الناس فى السياسة.
واشنطن بوست
من ناحية أخرى، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مساعدين سابقين لكومو قولهم إن سلوكه خلق ثقافة بيئة عمل معادية وسامة، فإلى جانب محاولات التحرش، قال مساعدان آخران إن كومو كان يوبخهما باستخدام لغة وألفاظ بذئية وخارجة، بينما قالت ثلاث نساء عملن جميعا مع كومو فى السنوات الأخيرة إنه كان يستجوبهن بشأن من يواعدونهن، وهو ما رأينا أنه جزء من ثقافة عمل اعتبرن أنها مهينة للنساء الشابات.
وتطرقت صحيفة نيويورك تايمز إلى ما وصفته بالعزلة المتزايدة التي يواجهها كومو فى ظل هذه الاتهامات، إلى جانب ما تم الكشف عنه أيضا من تعمد إخفاء للأعداد الحقيقية لوفيات كورونا فى دور رعاية المسنين فى العام الماضى خوفا من أن يتم تسيسها من قبل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقالت الصحيفة إنه فى اللحظة التي يواجه فيها كومو أكبر خطر سياسى له طوال 10 سنوات أمضاها فى المنصب، فإن المقابلات التي أجرتها مع حوالى 20 من المشرعين الديمقراطيين والمخططين الإستراتيجيين ترسم صورة حاكم أصبح معزولا بشكل متزايد.
ويواجه كومو تحقيقا فيدراليا فى تعامل إدارته مع وفيات دور المسنين، وأيضا تحقيقا مستقلا فى مزاعم التحرش، مما يجعل مستقبله السياسى فى مواجهة تحديات أكبر.
ويوم الجمعة، مرر المجلس التشريعى فى نيويورك، الذى يسيطر عليه الديمقراطيون، تشريعا يقيد بشكل كبير صلاحيات الطوارئ الواسعة لكومو، وعندما حاول الحاكم الإشارة إلى أنه لعب دورا فى صياغة مشروع القانون، نفى ذلك على الفور رئيس المجلس كارل هيستى ، وقال إنه لم يتم مناقشته مع الحاكم.
وصعد مشرعون آخرون فى نيويورك دعواتهم لمساءلة الحاكم وطالبوا بمزيد من التحقيقات وإجراءات عزله وحتى استقالته، وذلك بعدما كشفت نيوويرك تايمز أن مساعديه اعادوا كتابة تقرير لمسئولى الصحة لإخفاء العدد الحقيقى لوفيات دور رعاية المسنين من وباء كورونا. وقالت عضو مجلس الشيوخ بالولاية راشيل ماى، الديمقراطية، إنه لو كان هذا صحيحا، فيجب أن يستقيل على الفور كل من شارك فى الكذب على الرأى العام والسلطة التشريعية ويشمل هذا الحاكم.
وأكدت الصحيفة أن هذا الأمر يمثل تحولاً غير عادى لرجل كان أبرز من تحدوا الرئيس السابق دونالد ترامب فى التعامل مع الوباء، والذى كانت إدارته لا تواجه أي تحديات تقريبا عندما بدأ عام 2021.
