يمتلئ التاريخ بنماذج نسائية ساهمت فى تغيير المجتمع للأفضل، فقد أثبتن أن نهضة المجتمع غير مقصورة على الرجال، واليوم يحتفل العالم باليوم العالمى للمرأة وهو احتفال عالمى يحدث فى 8 مارس من كل عام، للدلالة على الاحترام والتقدير وحب المرأة لإنجازاتها، وخلال السطور المقبلة نستعرض أبرز النماذج النسائية المصرية غيرن تاريج لدهم.
حتشبسوت
حتشبسوت ملكة مصرية قوية تزوجت من أخيها الملك تحتمس الثانى، ولقبت بالزوجة الملكية العظمى، وعند موته كانت الوصية على عرش ابنه الملك الطفل تحتمس الثالث، والذى كان عمره تسع سنوات آنذاك، فحكمت إلى جواره من "1479 إلى 1457 ق.م".
يقول الدكتور ممدوح الدماطى، فى كتابة "ملكات مصر" إنه طبقًا للتقاليد الدينية المصرية اعتبرت حتشبسوت، خارجة على الشرعية الدينية للحكم، إذ أن الملك الحاكم يجب أن يكون ذكرًا ممثلاً للمعبود حورس رب الملكية، حتى يمنح الشرعية الدينية والقبول لدى الشعب، لذا تطلب وضع حتشبسوت لبعض المعالجات السياسية والدينية لتحمى جلوسها على العرش، خاصة أنها أصبحت وصية على عرش الملك تحتمس الثالث، ونظرًا لكونه طفلاً صغيرًا، وكانت أمة إحدى محظيات الملك تحتمس الثانى، مع تمتعها بالذكاء وطموحها للحكم، الذى ربما بدأت فى ممارسته فى فترة حكم أخيها وزوجها الضعيف تحتمس الثانى، هيأت الظروف السياسية فى البيت الحاكم لها فرصة التربع على العرش والانفراد بالحكم حتى وإن كانت شراكة رسمية مع الملك الصغير.
عاشت مصر فى عهد الملكة حتشبسوت عصرًا من أزهى عصور الحضارة المصرية على مدار 12 سنة وتسعة أشهر كما جاء فى تاريخ مانيتون، قضتهم فى حكم مصر، تحفها العظمة وتذخر بالمجد، ونعمت مصر بالرقى والاستقرار والعلاقات الدولية الوطيدة، لتخلد اسمها بين أعظم حكام الدنيا، إلا أنها اختفت من على العرش فى ظروف غامضة لم يستطع علماء الآثار حتى الآن معرفتها على وجه اليقين.
هدى شعراوى
هدى شعراوى "1879/ 1947"، من أبرز الناشطات المصريات اللاتى شكلن تاريخ الحركة النسوية فى مصر فى نهايات القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، وتعد هدى شعراوى أول امرأة مصرية طالبت بحقوق النساء فى المشاركة بالحياة السياسية، وقامت بتأسيس مجموعة الاتحاد السياسى المصرى، كما ساعدت المرأة فى المشاركة بالحياة العملية بجانب مراعاة أبنائها من خلال إقامة دور حضانة للأطفال، كما طالبت بإنشاء المستوصفات العلاجية لغير القادرين وحصلت على مجموعة من الأوسمة الخارجية والداخلية وتم تكريمها من قبل هيئات عليا.
مسيرة رائدة تحرير المرأة هدى شعرواى ارتبط ارتباطا وثيقا بمعارك مثل حق المرأة فى التعلم وسن قانون يحدد سن الزواج للفتيات، وغيرها من الحقوق المكتسبة، كما كانت عضوا مؤسسا فى "الاتحاد النسائى العربى" وصارت رئيسته فى العام 1935، وبعد عشرين عاماً من تكوين هذا الاتحاد قامت بعقد ما سمى بالمؤتمر النسائى العربى سنة 1944م، بحضور مندوبات عن الأقطار العربية المختلفة.
صفية زغلول
صفية زغلول "1878 م / 1946" ، هى زوجة الزعيم الراحل سعد زغلول، وابنة مصطفى فهمى باشا، وهو من أوائل رؤساء وزراء مصر منذ عرف البلد نظام الوزارة فى أوائل القرن التاسع عشر.
لقبت باسم "صفية زغلول" نسبة إلى اسم زوجها، كذلك لقبت بـ"أم المصريين" إثر مشاركتها فى المظاهرات النسائية إبان ثورة 1919، كان لها دور بارز فى الحياة السياسية المصرية.
صفية زغلول أكدت أن المرأة المصرية يمكنها قيادة ثورة كاملة حينما وقفت سكرتيرتها أمام المتظاهرين الذين أحاطوا منزلها ببيان جاء فيه "إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعداً ولسان سعد فإن قرينته شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن على أن تضع نفسها فى نفس المكان الذى وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن، وأن السيدة صفية فى هذا الموقع تعتبر نفسها أماً لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية".