مع حلول شهر رمضان المبارك واقتراب هلال شهره الكريم، يظهر البلح الأسوانى المميز بصورة واضحة فى أسواق أسوان ويقبل عليه الكثيرون لادخاره قبل بداية شهر الصيام وتناوله مع أذان المغرب وقت الإفطار، ويتميز البلح فى أسوان بجودته وقلة تكلفته، فهو فى متناول الجميع من المواطنين بأشكاله وأنواعه المختلفة.
وبين عدد كبير من البائعين، تقف سيدة فى العقد الرابع من عمرها تُكنى بـ"أم محمد" تبيع البلح الأسوانى وتنفق من تجارتها الصغيرة على ابنها بعد انفصالها عن زوجها ومكافحتها من أجل تربية ابنها وتعليمه.
قالت أم محمد لـ"اليوم السابع"، إنها تعمل فى مهنة بيع البلح الأسوانى منذ 10 سنوات وهى تكافح من أجل توفير مصدر رزق لها ولابنها بعد انفصالها عن زوجها ومكوثها على تربية ابنها والإنفاق عليه من بيع البلح منذ أن كان رضيعاً حتى أصبح عمره 18 سنة، وعلقت قائلةً: "علمته وكبرته من البلح".
وتحكى السيدة الأسوانية قصتها فى بيع البلح قائلةً: "بنشتغل شهرين بس فى السنة ونبيع البلح فى شعبان ورمضان من كل سنة"، موضحةً بأنه مع موسم جنى البلح الذى يتزامن مع شهور الصيف وتبدأ فى شراء وتجميع البلح وتخزينه خلال الفترة من شهر أغسطس حتى نوفمبر تقريباً وتنتظر حتى حلول رمضان وتبدأ النزول بالبلح فى الأسواق مع شهر شعبان.
وأضافت، أن المزارعين يبدأون جنى موسم البلح فى فصل الصيف، ويتم قطعه من النخيل بواسطة متخصص فى طلوع النخل باستخدام "مطلع" أو "مقطف" لكى يحكم ثبات طالع النخل أثناء صعوده النخيل العالى، ويعد نخيل بهاريف والجعافرة شمال أسوان من أفضل أنواع النخيل، مضيفةً أن البلح بعد قطعه من الشجر يتم "فرزه" ويترك فترة ليجفف فى الهواء بعيداً عن الشمس ويستبعد منه المصاب بالسوس أو التالف، ثم يتم تعبئته فى "أجولة" ليتم تصديره أو بيعه بمحافظات الوجه البحرى أو داخل أسوان.
وأوضحت بائعة البلح، بأن البلح الأسوانى يعد من أجود أنواع البلح فى مصر لأنه ينضج فى طقس حار جداً وجاف ويروى أشجاره بماء النيل، وتتعدد أنواع البلح ما بين "ملكابى وبرتمودى وسكوتى والبلح البلدى"، بحسب جودته واستخداماته، فالكثير من المواطنين يفضلون مثلاً البلحة الملكابى الذى يتم تناوله فى إفطار رمضان ممزوجا بالحليب أو بالماء ويعطى قيمة غذائية عالية، وكثير من الناس يقبلون على شراء البلح البلدى لأن سعره فى المتناول.
وأشارت إلى أن أسعار البلح الأسوانى تبدأ من 15 جنيهاً للكيلو الواحد وتصل إلى 40 جنيهاً، موضحةً بأن البلحة الأسوانية مميزة ويقبل على شراؤها كثير من المصريين الزائرين لمحافظة أسوان خلال جولاتهم السياحية فيها، وكذلك السائحين الأجانب.
وعن يومها، تابعت "أم محمد" الحديث قائلةً: "أخرج كل يوم من بيتى مع طلعة النهار وأعود أخره، وفى أيام نكسب فيها وأيام تانية نعود بحق كيلو واحد وأيام لا نعود بأى شىء ولكن نقول الحمد لله، وربنا بيعوضنا، ورزقى ورزق ابنى على الله".
يشار إلى أن محافظة أسوان واحدة من أكبر محافظات الجمهورية فى إنتاج التمور، فهى تحتل المرتبة الثانية بعد الوادى الجديد بـ2 مليون نخلة تنتج ما يقرب من 102 ألف طن سنويًا، وذلك بسبب الطقس المشمس والجو الحار لهذه المحافظة الجنوبية أقصى صعيد مصر.
ويعد البلح فى مقدمة المحاصيل المنزرعة بأسوان بعد قصب السكر، وتحتل التمور الأسوانية مكانة مميزة فى قائمة الأصناف الجافة من البلح، وتسعى المحافظة جاهدة بالتنسيق مع وزارة الزراعة للاهتمام بهذا المحصول الهام وتنميته عن طريق تدعيم المعمل المركزى للنخيل، وبصدد دراسة إنشاء مصنع للتمور فى أسوان مجهز بأحدث التقنيات الحديثة للمساهمة فى زيادة نسبة تصدير التمور مما يعود بالنفع والعائد الاقتصادى المباشر على المزارع الأسوانى، بجانب وضع التمور الأسوانية على خارطة التمور العالمية، علاوة على خلق أكثر من 6 آلاف فرصة عمل جديدة للشباب فى مجال زراعة التمور والصناعات المتعددة القائمة عليها.
البلح الأسوانى يغزو الأسواق قبل رمضان
أم محمد فى السوق
أم محمد
بائعة البلح الأسوانى
بائعة البلح فى أسوان
بائعو البلح
تجفيف البلح
صحفى اليوم السابع مع أم محمد
طلوع النخل فى أسوان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة