قال محمد وحيد، المتخصص فى مجالات التقنية والاستثمار فى التكنولوجيا والرقمنة، إن مستخدمو الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعى فى مصر والمنطقة العربية يُهدرون ملايين الساعات يوميا، بينما يمكن توظيف جزء من هذا الوقت الضخم فى خلق فرص عملية وتحقيق عوائد مادية ومعنوية مباشرة، إلى جانب أدوار الاتصال والترفيه التى تنحصر فيها أغلب ممارسات وعادات الاستخدام المسيطرة على مستخدمى الإنترنت العرب.
وأضاف محمد وحيد، أن حجم الطاقة المهدرة ضخم ويصعب حصره بدقة، ولكن بشكل تقريبى فى ضوء وصول عدد مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى فى مصر لنحو 45 مليون شخص، وبافتراض أن متوسط الاستخدام ساعتان فقط يوميا، فإننا إزاء قرابة 100 مليون ساعة تقريبا لا يتحقق من وراءها عائد يكافئ كل تلك الطاقة والإنفاق، بينما بقدر يسير من الجهد والتنظيم يمكن ترجمة تلك الفوائض لمليارات الدولارات سنويا. متابعا: "على سبيل المثال يمكن لكل شاب تحقيق بين دولار و5 دولارات عن كل ساعة على مواقع الفرى لانس العالمية، ولا يتطلب الأمر إلا تجهيزات الاتصال وواحدة من المهارات الكثيرة المطلوبة عبر تلك المنصات، والتى تبدأ من الكتابة وصولا للبرمجة ومرورا بكل الأنشطة المعرفية والتقنية والإبداعية، هذا إلى جانب الفرص الضخمة فى إنتاج المحتوى والتسويق وبيع الإعلانات والتجارة الإلكترونية وغير ذلك من الأنشطة المتاحة وسهلة الممارسة لأغلب المستخدمين".
وأكد خبير الاستثمار التكنولوجى، أن أغلب مستخدمى مواقع ومنصات التواصل المصريين من الشباب المؤهلين للعمل عبر الإنترنت، فضلا عن إمكانية تأهيل الباقين من خلال الكورسات وبرامج التدريب وتحسين المهارات الرقمية أو التأهيل المهنى وتعليم الحرف والمهارات الخاصة بإنتاج المحتوى أو الأشغال اليدوية أو التسويق والتجارة الرقمية، وبالنظر إلى نمو كعكة التجارة عبر الإنترنت وتجاوزها 20 تريليون دولار سنويا، فضلا عن مئات المليارات من خلال مواقع العمل المستقل والعمل عن بُعد ومنظومة الإعلانات والتسويق الرقمية، فإن بإمكان كل شاب مؤهل أن يجنى 20 دولارا فى المتوسط يوميا، يمكن أن تقفز لأكثر من 100 دولار حسب النشاط وساعات العمل، وإجمالا فإن مليون شاب بإمكانهم تحقيق أكثر من مليار دولار فى المتوسط، وحال انخراط أعداد أكبر يمكن مضاعفة العوائد بالنظر إلى أن لدينا نحو 45 مليون مستخدم يُهدرون قرابة 100 مليون ساعة كل يوم.
وشدد "وحيد"، على أن أهمية هذا المسار لا تنحصر فقط فى استغلال طاقات الشباب وفوائض الوقت وترجمتها لفرص وأبواب دخل، وإنما تمتد لتمثل فرصة عملية لتطوير منظومة الاقتصاد وإعادة رسم ملامح السوق المحلية، وتدبير منابع مالية غير تقليدية أو مرتبطة بالمسارات المحدودة للإنتاج والتجارة والتداولات التقليدية، كما أنها تفتح الباب لخلق مزيد من الوظائف ذات الشروط السهلة والعوائد المرتفعة، وتسمح بتحقيق حضور أكبر ضمن المنظومة الاقتصادية العالمية الناشئة، وامتلاك قدرة أكبر على تعزيز التعاون المؤسسى مع الدول والأسواق الخارجية وجذب الاستثمارات وإثراء مكونات النمو، داعيا الشباب ومستخدمى الإنترنت إلى النظر للفرص المتاحة عبر المنصات الرقمية وعدم حصر الأمر فى التسلية والترفيه، ما يسمح لهم باستغلال جانب من فائض الوقت، وتحويل هذا الإهدار الضخم إلى فرص عمل ومداخيل قياسية بالنظر إلى متوسط الدخل الحقيقى ومستوى المعيشة فى مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة