واحدة من قدرة وعبقرية أى كاتب أو أديب هو رؤيته للواقع بعين ناقدة وربطه وتحليله الدائم والجيد للأحداث ومن ثم توقعه المستقبل، ولعل توقع أى شيء قبل حدوثه كفيل بتخليد صاحبه فى التاريخ ليكون مثالا على الرؤية والتنبؤ الصحيح للأحداث.
والحقيقة أن العديد من الأحداث التى شهدها العالم توقعها وتنبأ بها روائيون وأدباء وليس عارفين أو منجمين، وواحدة من الأحداث التى يعتقد أن الأدب تنبأ بها كانت حادثة اصطدام وغرق سفينة "تيتانيك" العملاقة، تلك المركب العملاق الذى اعتقد مشيدها أنها غير قابلة للغرق لكنها غرقت مع أول رحلتها البحرية، إذ اصطدمت بجبل جليدى فى مثل هذا اليوم 14 أبريل عام 1912.
وفى التقرير التالى نسلط الضوء على عدد من الروايات التى يعتقد أن أصحابها تنبأوا بأحداث ووقائع حدثت بالفعل فيما بعد وأصبحت توقعات صادقة فى عالم الأدب والواقع، ومنها:
رواية "من الأرض إلى القمر" تتنبأ بالصعود إلى القمر
رواية لجول فيرن الصادرة عام 1865، وتدور أحداثها فى القرن التاسع عشر حول مجموعة من أعضاء نادى المدفع قامت برحلة إلى القمر فى طلقة مدفع قد صمم خصيصاً لهذا الغرض. وكان قد ألفها قبل 100 عام تقريباً من إطلاق أول صاروخ إلى القمر.
"العبث" رائعة "مورجان روبرتسون" التى توقعت بغرق أكبر سفن العالم
فى عام 1898 كتب الروائى "مورجان روبرتسون"، رواية أطلق عليها اسم العبث Futility، عن سفينة اسمها تيتان عام 1898 - قريبة من اسم تيتانيك، ويقول عنها إنها أكبر سفينة فى ذلك الوقت وبالفعل "تيتانيك" كانت أكبر سفينة فى وقتها، وكتب قصتها التى لا تختلف كثيرا عن الواقعة، ووصف الكاتب السفينة ولم يخطئ إلا فى الطول، حيث كان فرق الطول بين القصة والواقع 2 قدم فقط، أما الوزن وغيره فقد تنبأ به الكاتب، وغرقت السفينة "تيتانيك" عام 1912 فى المحيط الأطلسى كما تنبأ فى سفينة روايته "تيتان".
رواية "عيون الظلام" تتنبأ بفيروس كورونا
قال موقع "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" إن رواية "The Eyes of Darkness" (عيون الظلام) للمؤلف الأميركى الشهير دين كونتز وصدرت عام 1981، تنبأت بتفشى فيروس كورونا فى مدينة ووهان وانتشاره فى عدد من دول العالم، خلال الشهرين الماضيين. وتروى "عيون الظلام" قصة الأم كريستينا إيفانز التى كانت تعتقد أن ابنها توفى فى رحلة تخييم، قبل أن تقودها عملية البحث إلى اكتشاف حقيقة وفاته، ووجدت إيفانز فى النهاية أن ابنها ما يزال على قيد الحياة، إلا أنه محتجز داخل منشأة عسكرية، بعد إصابته بفيروس غامض أطلق عليه "ووهان- 400"، تم تطويره فى مختبر فى مدينة ووهان.