قام مشروع فريد من نوعه في علم الفلك والموسيقى بتحويل بيانات مركبة الفضاء التابعة لوكالة ناسا إلى تسجيلات صوتية سماوية في مجموعة من مقاطع فيديو جديدة، وكانت أصدرت وكالة ناسا ثلاثة مقاطع فيديو وقع إنتاجها بالتعاون مع مركز شاندرا للأشعة السينية (CXC) وبرنامج التوعية العلمية SYSTEM Sounds.
ووفقا لما ذكره موقع "RT"، تمزج مقاطع الفيديو بيانات الضوء من تلسكوب هابل الفضائي، والملاحظات التي التقطها مرصد شاندرا للأشعة السينية التابع لناسا ومركبات فضائية أخرى، وتعرضها بصوت وفيديوهات فريدة ومذهلة.
وفي مقاطع الفيديو، يمكنك الاستماع إلى تفسير صوتي دقيق ولامع ولطيف لـ Chandra Deep Field South، وسلسلة سديم عين القط (Cat's Eye Nebula) وترددات الاحتكاك للمجرة الدوامة أو كما تعرف باسم مسييه 51 (Messier 51).
وتم توجيه مشروع الفيديو من قبل عالم التصور كيمبرلي أركاند في مركز شاندرا للأشعة السينية، وعالم الفيزياء الفلكية مات روسو، والموسيقي أندرو سانتاغويدا من SYSTEM Sounds.
ويتكون الضوء من موجات كهرومغناطيسية، والتي لا تحتاج إلى وسيط للسفر: لهذا السبب يمكن للضوء القادم من النجوم البعيدة أن يصل إلى الأرض، ويتنقل عبر فراغ الفضاء. من ناحية أخرى، يتكون الصوت من موجات ميكانيكية، ما يعني أنه يحتاج إلى الانتقال عبر مادة، مثل الماء أو الغاز، ليعلن عن نفسه.
وعلى الرغم من أن الصوت قد لا يتمكن حرفيا من الوصول إلى آذان الإنسان من هذه الأجسام السماوية البعيدة، فإن تحويل البيانات إلى صوت يمكن أن ينبه الدماغ إلى العلاقات بين الأطوال الموجية المختلفة على الطيف الكهرومغناطيسي باستخدام الفواصل الموسيقية لتمثيل الاختلافات أو أوجه التشابه في البيانات. ويسلط منشئو هذا المشروع الضوء على عناصر مختلفة في كل مقطع فيديو.
ويعد حقل Chandra Deep Field South أعمق صورة تم التقاطها في الأشعة السينية، وتمثل النقاط الملونة المجرات أو الثقوب السوداء الهائلة التي تعيش في مراكز المجرات. ويعابر النطاق الكامل لأطوال موجات الأشعة السينية الموجودة في هذا المجال هائلا، لذا لتصويرها، استخدم العلماء اللون الأحمر للأشعة السينية منخفضة الطاقة، والأخضر للقوة المتوسطة والأزرق للأشعة السينية عالية الطاقة.
وتأخذ هذه الأصوات مجال اللون أحادي البعد وتحوله إلى تجربة ظاهرية حيث ينقل الصوت اختلافات نشطة.
وكتب مسؤولو ناسا في بيان صحفي يصف مقاطع الفيديو: "يتم تشغيلها كصوت ... يمكن تجربة النطاق الكامل للبيانات".
ويساعد وضع الاستريو للأصوات المشاهد أيضا في معرفة ما إذا كانت درجة الصوت تتوافق مع اللون على الجانب الأيسر أو الأيمن من الصورة.
وهناك شعور "بالطيران عبر الفضاء" يأتي من فيديو صوتنة البيانات المصنوع من سديم عين القط. هذا لأن الصوت في هذا الفيديو يوضح ما يحدث على مسافات مختلفة من مركز السديم المذهل.
وكتب مسؤولو ناسا: "ارتفاع وانخفاض درجات الصوت التي يمكن سماعها ناتجة عن مسح الرادار الذي يمر عبر الانفجارات والحزم في السديم".
وتم تصوير بيانات الأشعة السينية من شاندرا باستخدام ما وصفته ناسا بأنه صوت "أقسى".
والأصوات المتنافرة من صوتنة البيانات لمجرة ميسيه 51، تصور الملاحظات من هابل، وشاندرا، وتلسكوب الفضاء بالأشعة تحت الحمراء السابق لناسا سبيتزر والتلسكوب فوق البنفسجي السابق لوكالة الفضاء GALEX.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة