ليوناردو دافينشى، وصف باعتباره رمزا لعصر النهضة، تحل اليوم ذكرى ميلاده، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 15 أبريل من عام 1452م، وكان دافينشى يمتهن العديد من الحرف فكان رسامًا، ومهندسًا، وعالم نبات، وجيولوجيًا، وموسيقيًا، ونحاتًا، وبحكم طبيعة معجزته، كان ماهرًا للغاية فى الرياضيات وعمل فى فن النحت وفاق فى التصميم كل الآخرين، كما كانت لديه اختراعات رائعة، ولكنه لم يلون الكثير منها لأنه لم يكن -كما يقال- راضيا قط عن نفسه، وبالتالى فقد كانت أعماله نادرة.
تعود قصة مولده إلى عام 1451 عندما عاد والد ليوناردو دا فينشى، الذى يسمى"سير بييرو"، إلى مسقط رأسه "فينشى" فى تلال توسكانا الإيطالية، وفى مرحلة ما خلال زيارته إلى منزله التقى "كاترينا" وحملت بطفل منه، وأنجبت كاترينا ولداً سمى ليوناردو، وتظهر الوثائق أن والد ليوناردو، تزوح أربع نساء على مدار حياته، وأنجب 17 طفلا، ولكن هذه الوثائق لم تشر إلى بأى شكل إلى كاترينا مما أتاح مجالا واسعا للتخمينات على مر القرون.
الموناليزا
تلقَى ليوناردو تعليمه فى مرسم فنان إيطالى كام مشهورًا وقتها، وهو أندريا دل فروكيو، وانتقل فيما بعد إلى مدينة ميلان فأمضى فيها معظم شبابه بخدمة الدوق لودوفيكو سفورزا، ثم انتقل منها إلى روما وبولونيا والبندقية.
تم تأريخ أول أعمال ليوناردو بين عام 1469م وأوائل السبعينيات، ففى هذه الأعمال التى دار النقاش حولها يظهر الفنان الالتزام التام باللغة المشتركة لطلاب فروكيو معقدًا الدراسات المسندة. فتعد لوحة السيدة الصغيرة دريفوس (حوالى 1469م، المتحف الوطنى للفنون، واشنطن) هى العثور النهائى للنقاد والتى أخذت فى الماضى أيضًا أسماء فيرويكو ولورينسو دى كريدى ففى الواقع كان هناك تقارب أسلوبى بينها وبين لوحة السيدة جاروفانو (حوالى 1473م، ألتى بيانكوثيك، موناكو) بألوان رقيقة وتقريبًا شفافة، والإيماءات الأسرية بين الأم والطفل.
سيدة مع قاقم
من يناير 1474م إلى خريف عام 1478 لم تكن أعمال ليوناردو معروفة، وكان هذا الصمت غريبًا خاصة أن مهنة ليوناردو كانت تعتبر فى السنوات السابقة مباشرة قابلة للانتهاء مدعومة من قبل أب ثرى وذى نفوذ الذى أبقاه على الأقل حتى عام 1480م وبذلك استطاع أن يساعده فى الحصول على عمولة، ولذلك، كان من المفترض أن يكون ليوناردو مترددا فى أوائل العشرينات من عمره بشأن مستقبله حيث اقترب من عالم العلوم بحضور عالم الجغرافيا والفلك باولو دل بوزو توسكانيللى، وربما كانت فرصة له لدراسة تشريح الجثث فى مشارح المستشفيات، ولكنه كان يجب عليه دراسة الفيزياء والميكانيكا من خلال التجارب المباشرة.
القديس يوحنا المعمدان
وتعد لوحة الموناليزا أشهر لوحات الفنان دافينشى، كما أن لوحة العشاء الأخير هى أكثر لوحة دينية أُعيد رسمها فى التاريخ كافة، وبيعت لوحة سالفاتور مندى بمبلغ قياسى فى 15 نوفمبر سنة 2017 هو 450.3 مليون دولار أمريكى فى مزاد كريستيز العالمى.
ورحل فى 2 مايو 1519م، تم دفنه فى الكنيسة الجمعية للقديسة فلورينتين بقلعة دامبوا فى فرنسا، لكن الكنيسة تعرضت لأضرار كبيرة أثناء الثورة الفرنسية وتهدمت كاملة فى سنة 1802، وحدث أن تخربت بعض القبور بسبب ذلك فتناثرت العظام منها واختلطت ببعضها، وأصبح من المستحيل التأكد مما لحق بجثمان دا فينشى، وأجرى مفتش عام للفنون الجميلة فى سنة 1863 تنقيباً فى أطلال الكنيسة عثر فيه على هيكل عظمى شبه كامل فى إصبعه خاتم برونزى ورأسهُ أبيض الشَعر وحوله أشلاء حجارة عليها الحروف: "يو" و"ار" و"دو" و"فينش"، فافترض أنها مكوِنات اسم ليوناردو دا فينشى.