تمر، اليوم، الذكرى 1380 على فتح المسلمين مصر، فى 16 أبريل من عام 641م، وذلك فى عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ثانى الخلفاء الراشدين، وذلك بعد اقترح من عمرو بن العاص، بعد تمكن المسلمين من فتح الشام وبيت المقدس، وكان سقوط حصن بابليون آخر معاقل الدولة البيزنطية.
ولم يكن طريق عمرو بن العاص وجيش المسلمين حتى الوصول إلى حصن بابليون ممهد، حيث واجه المسلمون صعوبات كبيرة حتى وصلوا إلى الحصن البيزنطى واستطاعوا فتح مصر.
وصل عمرو إلى العريش عشية عيد الأضحى من السنة التاسعة عشرة للهجرة، ثم توجه إلى منطقة فى مدينة تسمى الآن المساعيد، وفى ضوء عدم وجود حاميات للروم على الطريق بعد العريش تمكن عمرو بن العاص من اجتياز سيناء سريعا، ووصل إلى منطقة بئر العبد، على بعد خمسين كيلو مترا من العريش.
وكانت الفرما أول منطقة محصنة على أبواب مصر الشرقية وفيها حصن قديم، وتسقى بقناة من مياه النيل، وفيها حشد الروم قوة كثيرة، وجرت فيها اشتباكات مع المسلمين استمرت نحو شهر، إلى أن هزمت قوات الروم، وتم فتح الفرما يوم الخامس والعشرين من صفر عام عشرين للهجرة.
المحطة المحصنة التالية بعد الفرما هى بلبيس، وقد سلك إليها عمرو بن العاص طريقا فى الصحراء الشرقية.
بلبيس كانت فيها حامية قوية للروم، ولذلك خاض فيها المسلمون ثانى معركة مهمة من معارك فتح مصر، استمرت نحو شهر، إلى أن تم فتحها فى جمادى الأولى سنة عشرين للهجرة.
بعد فتح بلبيس، أصبحت الطرق أمام عمرو سالكة إلى موقع مدينة القاهرة الحالية، وكانت المحطة التالية قرية على الطريق إلى حصن بابليون فى موقع حى العباسية الآن، تسمى أُم دنين.
قبل أن يصل عمرو بن العاص إلى أم دنين، بلغته الأنباء عن حشود ضخمة للروم، فأرسل إلى عمر بن الخطاب يطلب المدد، وبعد وصول هذه القوة الجديدة أعاد عمرو بن العاص تشكيل قواته، لتواجه حشود الروم في أكثر من منطقة، ووقعت أكبر مواجهة حتى الآن فى منطقة ميدان العباسية، انتصرت فيها قوات عمرو.
بعد معركة أم دنين، تجمعت قوات الروم في حصن بابليون، وفي الطريق إليه خاض المسلمون معركة محدودة، فيما يعرف الآن بميدان رمسيس.
المواجهة الحاسمة فى فتح مصر، هى تلك التى خاضها جيش عمرو بن العاص أمام حصن بابليون، حيث ضرب الجيش خيامه هناك واستعد لتلك المنازلة الكبرى.