كان النبى محمد صلى الله عليه وسلم شجاعا، معروفا بصبره وقدرة تحمله، ولكن ما الذى يقوله التراث الإسلامى فى معانى شجاعته وصورها؟.
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "فصل فى شجاعته صلى الله عليه وسلم".
ذكرت فى التفسير عن بعض من السلف أنه استنبط من قوله تعالى: { فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين} [النساء: 84] أن رسول الله ﷺ كان مأمورا أن لا يفر من المشركين إذا واجهوه، ولو كان وحده من قوله: {لا تكلف إلا نفسك}.
وقد كان ﷺ من أشجع الناس، وأصبر الناس، وأجلدهم، ما فر قط من مصاف، ولو تولى عنه أصحابه.
قال بعض أصحابه: كنا إذا اشتد الحرب، وحمى الناس نتقى برسول الله ﷺ، ففي يوم بدر رمى ألف مشرك بقبضة من حصا فنالتهم أجمعين حين قال: "شاهت الوجوه".
ويوم أحد وهو ثابت في مقامه لم يبرح منه، ولم يبق معه إلا اثنا عشر قتل منهم سبعة وبقى الخمسة، وفي هذا الوقت قتل أبي بن خلف - لعنه الله -، فعجله الله إلى النار.
ويوم حنين ولى الناس كلهم، وكانوا يومئذ اثنا عشر ألفا، وثبت هو في نحو من مائة من الصحابة وهو راكب يومئذ بغلته، وهو يركض بها إلى نحو العدو، وهو ينوه باسمه ويعلن بذلك قائلا: "أنا النبى لا كذب، أنا ابن عبد المطلب" حتى جعل العباس، وعلى، وأبو سفيان يتعلقون فى تلك البغلة ليبطئوا سيرها خوفا عليه من أن يصل أحد من الأعداء إليه، وما زال كذلك حتى نصره الله وأيده في مقامه ذلك، وما تراجع الناس إلا والأشلاء مجندلة بين يديه ﷺ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة