نلقى الضوء على كتاب "فضحكت فبشرناها" لـ رولا خرسا، وفيه تستعرض قصص زوجات الأنبياء ودورهن فى التاريخ الدينى، وتقول رولا خرسا فى مقدمة الكتاب، لست بعالمة فى مجال الدين، هذه مرتبة لا أدعيها، إنما أنا مجرد واحدة من البشر الذين أتاحت لهم الظروف بعد تجارب مؤلمة كثيرة أن تتعلم أن أفضل منجى للإنسان في حالات الإحباط واليأس الشديدين، أو عندما نلمس القاع هو الله سبحانه وتعالى.
لذلك وُجد رجال الدين أولاً بما حباهم الله من علم يستطيعون به الإجابة على أسئلتنا واستفساراتنا. خاصة عندما يتعلق الأمر بالفقه والشرع والأمور التي تحتاج إلى شرح أو فتوى مفصلتين ومستندتين على حجة ودليل وبرهان.
فضحكت فبشرناها
أما أنا ككاتبة فهذه لم تكن مهمتي، مهمتي هي إعطاء معلومة صحيحة مع الحرص على مخاطبة الروح والقلب معًا جنبًا إلى جنب.، أما علاقتي بالكتابة في القصص الدينية فقد بدأت منذ سنوات طويلة، عندما بدأت في نشر مقالاتي في الصحف والمجلات، وكنت حريصة في عملي التلفزيوني والصحفي في رمضان من كل عام على تقديم أو كتابة قصص الأنبياء وقصص سيدات بيت النبوة، وآل البيت؛ بيت رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام.
وهنا أصل إلى النقطة التي جعلتني أشرع في كتابة هذا العمل.
أول أسبابي إحساسي أن النساء عبر التاريخ كنَّ أقل حظًا بكثير من الرجال في تتبع سيرتهن وأثرهن، نحن نعرف الكثير عن تفاصيل نبي من الأنبياء، ولكن عندما يتعلق الأمر بامرأة لها صلة به يجب أن نبحث كثيرًا ونلهث في الكتب لمعرفة اسم السيدة التي شاركته حياته ورحلته.
بحثت كثيرًا عن زوجات الأنبياء الذين سبقوا سيدنا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، بدءًا من حواء زوجة سيدنا آدم أبي البشرية. هذا الكتاب استغرق مني سنوات من البحث. كنت كمن يبحث عن إبر في أكوام قش.. وأود هنا أن أشكر فضيلة الدكتور «علي جمعة»، العالم الجليل الذي لديه من العلم الغزير ومن التواضع الكثير. أشكره على تقديمه لي يد العون دومًا، كما أشكر مجمع البحوث الإسلامية على مراجعة واعتماد هذا الكتاب.
مرة أخرى أشرح لمن لم يصله ما أفعله، ولكل من يقرأ لي مشكورًا. لست هنا بصدد إصدار فتوى أو تحليل لست أهلا له.
لست هنا لأتكلم في أي قضايا خلافية. إنما أنا باحثة ناقلة لما كُتب، أجمع ما استطعت جمعه من معلومات لا تتخيلون كيف كانت صعوبة البحث عنها، فعندما يتعلق الأمر بالنساء، وجدت أن التعامل معهن حدث وكأنهن نسيًا منسيًا.
وكان ما ساعدني في هذا البحث هو إتقاني للغات الفرنسية والإنجليزية، فعدت في بحثي أيضًا إلى بعض المراجع الأجنبية، وفي الخارج من الكتب العديدة التي كتبت عن قصص الأنبياء كما جاءت في العهدين القديم والجديد.
بالطبع لم آخذ كل ما قرأته، بل كنت حريصة كل الحرص على كتابة ما يتفق مع احترامي الشديد لأي تفصيلة خاصة بالأنبياء والرسل وسيرتهم المقدسة، وكلما قرأت أكثر كلما تأكدت أننا في عالمنا العربي - باستثناء الدارسين والمتخصصين - لا نعرف تقريبًا شيئًا عن السيدات اللاتي شاركن حياة هؤلاء الأنبياء الذين كان لهم بالغ الأثر في أمم بأكملها.
فعندما نسأل: ما اسم زوجة سيدنا زكريا، السيدة العاقر المسنة التي وعدها الله بالولد، فضحكت فبشرناها؟
ما اسم زوجة سيدنا موسى التي قالت لأبيها إن خير من استأجرت القوي الأمين؟
لا نعرف حتى أسماءهن، فما بالكم بتفاصيل حياتهن!
هذا الكتاب اعتراف بسيط مني بدور أولئك النساء، واعتذار مني لهن لتجاهلهن عبر السنوات.
أتمنى أن ينتفع به القرّاء فيدعوا لي.