تمر اليوم الذكرى الـ133، على صدور العدد الأول من جريدة المقطم، وهى جريدة يومية سياسية، ربط البعض بينها وبيت الماسونية منذ تأسيسها، صدرت فى الفترة 1888- 1952م، أنشأها يعقوب صروف وفارس نمر وشاهين مكاريوس فى القاهرة، تعاقب على رئاسة تحريرها فارس نمر، وخليل ثابت، وكريم ثابت، وأنطون نجيب مطر، صدر العدد الأول من جريدة "المقطم" كجريدة "سياسية تجارية غرضها خدمة الوطن، واسمها المقطم، ويكون صدورها يوميا".
وهذا الثلاثى سالف الذكركان يقف خلف إنشاء جريدة "المقطم"، حيث نشأ فى أكبر مؤسسات الغرب التعليمية تأثيرا فى الشرق الأوسط، وهى الكلية الأمريكية فى بيروت، بل إن أحدهم وهو شاهين مكاريوس أوردت بعض المصادر التاريخية ارتباطه بالحركة الماسونية الذى كان واحدًا من أقطابها البارزين منذ سنة 1874م، وكان بينه وبين رؤساء المحافل الماسونية فى أميركا مراسلات وعلاقات ودية قوية للغاية، حتى إنه كان ينشر فى جريدته "اللطائف" التى أنشأها فى لبنان قبل مجيئه إلى مصر كل ما تشتمل فائدته من الأخبار الماسونية، مع شرح مفصل عن القوانين الماسونية، وحين افتتح "المقطم" فى مصر، ظل اهتمامه بنشر أخبار المحافل الماسونية وأنشطتها المختلفة على الدرجة نفسها من الأهمية.
ووفقا لكتاب "الحقائق الأصلية فى تاريخ الماسونية العملية"، فأن شاهين مكاريوس، عمل أولًا فى المطبعة الأمريكية ببيروت، وتعلم فن الطباعة، وزاول أيضًا مهنة التجارة، ولكنه لم يستمر بها طويلً، حيث تولى إدارة مجلة «المقتطف» فى بيروت عام 1876م، وبعدها رحل إلى مصر، وانضم إلى زميليه: «يعقوب صروف» و«فارس نمر» وقاموا بتأسيس جريدة «المقطم»، بالإضافة إلى ذلك، قام بإنشاء عدد من المجلات، منها: «اللطائف» و«الأولاد» و«الروايات المصورة» و«العروسة»، كما كان عضوًا فى جمعية «زهرة الآداب»، فضلًا عن انضمامه لمحفل لبنان الماسونى عام 1874م، وتم انتخابه عضوًا بالمجمع العلمى الشرقي.
كما أنه يعد رئيس أعظم شرف مقام العقد الملوكى بالينويس فى الولايات المتحدة الأمريكية، وعضو شرف فى جمعية أبطال الماسونية القدماء، وعضو شرف فى كل من محفل اللولو بأمريكا، ومحفل سليمان الملوكى بالقدس، ومحفل الثبات بمصر، ومحفل سورية بدمشق، ومحفل الملك سليمان الأميركي، ومحفل إدريس بمصر، ومحفل النيل الإيطإلى بمصر، ومحفلى لبنان وفلسطين فى بيروت، ومحفل أسكلة سليمان بيافا، ومقام كوكب الشرق الملوكي، وعضو المحفل الأكبر المصري، والمقام الأكبر المصري، ورئيس ومؤسس محفل اللطائف ومقام اللطائف، ومحفل فينيقية، وحائز لدرجة النخل والصدف ودرجة 32 وغيرها.
ومن هذا المنطلق الفكرى لأصحاب "المقطم"، فقد أعلنوا منذ الأيام الأولى عن سياستهم فى النشر، فهم سيعملون على تقريب وجهات النظر بين الحاكمين والمحكومين، وسيدعمون بكل قوة موقف السلطة الخديوية فى مصر التى كان يحكمها آنذاك الخديو توفيق وهو الذى استدعى الإنجليز لاحتلال مصر والقضاء على الثورة العرابية، أما موقفهم من الإنجليز فقد أثار كثيرا من المآخذ والآنتقادات.