" رمضان أهلا.. مرحبا رمضان.. الذكر فيك يطيب والقرآن "، من منا لا يحفظ هذه الكلمات التى أصبحت منذ الستينيات من أهم ما يميز الشهر الكريم، فهى واحدة من أروع الابتهالات التى قدمها الشيخ سيد محمد النقشبندى، والتى ارتبط سماعها بالشهر الكريم وتحديدا بعد ثبوت رؤية رمضان، أو قبل موعد أذان المغرب يوميا.
الشيخ سيد النقشبندى
الحقيقة أن تراث شيخنا الذي رحل عام 1976، عن عمر ناهز 55 عاما، ملىء بالابتهالات الدينية التى أثرت فينا كمصريين ولا يمكننا تجاوزها مثل "ابتهال ليلة القدر"، و"حشودنا تدعوك"، و"يا رب يا رحمن"، و"يا باسط الأرزاق"، و"إلهى وأنت مجيب الرجاء"، وغيرهم الكثير والكثير، فالنقشبندى صاحب مدرسة متميزة في عالم الابتهالات والتواشيح الدينية، فهو يمتلك صوتا ملائكيا مما جعله يلقب بقيثارة السماء، فهو صوت يلمس الروح، ويجعلك تحلق في السماء مرددا كلماته التى منحتنا فرصة للمناجاة مع الله.
الشيخ سيد النقشبندى وبليغ حمدى
"مولاى إنى ببابك قد بسطت يدى " كان واحدًا من أروع ابتهالات النقشبندى والذى أنتج بقرار جمهوري" من الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، فلهذا الابتهال قصة طويلة بدأت عندما دعاه الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلى حفل خطبة ابنته في ميت أبو الكوم، فقد كان حريصا على وجود إنشاد دينى في حفلاته الخاصة، وكان موجودا بالحفل أيضا بليغ حمدي، فقال السادات للحكيم " افتحوا الإذاعة للنقشبندي عايز أسمعه مع بليغ".
النقشبندى وبليغ داخل استديو الإذاعة
وعندما ناقشه الحكيم في الأمر داخل مبنى الإذاعة المصرية أنذاك، قال له النقشبندى:" على آخر الزمن أتعاون مع ملحن أغاني بهية وعدوية"، ومع إصرار الشيخ على الرفض اتفق معه توفيق الحكيم أن يستمع أولا إلى اللحن في الإذاعة وإذا لم يعجبه سيعتذر لبليغ وينتهى الأمر، لكن إذا أعجبه سيقوم بخلع عمامته.
الشيخ سيد النقشبندى
وافق النقشبندى على اقتراح توفيق الحكيم، وذهب للإذاعة وجلس مع بليغ حمدى الذي قال له :" سأصنع لك لحنا يعيش 100 سنة"، وعندما استمع الشيخ إليه قام واقفا وخلع العمه والقفطان أيضا وقال :" بليغ دا جن"، ليصبح هذا الابتهال علامة من علامات الإذاعة المصرية.
كما أثمر التعاون بين النقشبندى وبليغ حمدى عن 6 ابتهالات قال عنها الشيخ في حوار له مع توفيق الحكيم: "لو مكنتش سجلتهم مكنش بقالي تاريخ بعد رحيلي".