سورة البقرة سميت بهذا الاسم لأن فيها قصة بقرة بني إسرائيل. يقول الله عز وجل" بسم الله الرحمن الرحيم، وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ، قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرُونَ، قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ، قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ، قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ".
يروى الشيخ محمد عيد الكيلاني من علماء الأزهر الشريف قصة بقرة بني إسرائيل فقال" كان في رجل غني جدًا وعنده بنت وحيدة، وكان في ابن أخوه عاوز يتزوج من بنته، فذهب إليه وطلب أديها، فالراجل رفض يزوجه بنته، فعزم الشاب النية على قتل عمه، بعد فترة ذهب ليه وقال ياعمى معايا مبلغ من المال وعاوز أشترى من التجار بضاعة ولو أنا روحت لوحدى مش هيبيعوا ليا، لكن أنت راجل معروف وهيوفقوا على طول، فوافق الرجل وذهب معه فقتله الشاب، ورجع إلى أهله يسأل عن عمه، وراح للمكان اللي قتله فيه مع مجموعة من أهل البلد ولما وجده مقتول اتهم تجار القوافل التجارية، وطلب القصاص لعمه".
يكمل الشيخ" أخذ التجار بعد اتهامهم بقتل عمه وذهب بهم لنبي الله موسي يطلب القصاص، فحكم "موسي" على التجار بدفع الدية، فوافقوا وطلبوا من موسي عليه السلام أن يدعو الله ليظهر لهم القاتل الحقيقي، فناجى سيدنا موسي ربه، فقال له اجعلهم يذبحوا بقرة، وياخدوا جزء من لحمها يضربوا به القتيل، فسيحيه الله عز وجل وينطقه باسم القاتل".
واستطرد "الشيخ": على الرغم من أن بنوا إسرائيل هم من طلبوا الدعاء لله عز وجل إلا أنهم شددوا على انفسهم وجادلوا النبي في ذبح البقرة وعرضوا الكثير من الأسئلة مثل لونها وشكلها على الرغم أن الله عز وجل قال بقرة ولم يحدد ما هي، ولكن البني أجاب على أسئلتهم فقال" يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ"، "إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا" حتى ذبحوها وأخذوا لحمها وضرب القتيل وأنطقه الله باسم القاتل وكانت المفاجئة .