كتاب "مرآة الزمان فى تاريخ الأعيان" لصاحبه أبى المظفر شمس الدين يوسف بن الأمير حسام الدين قزغلى، المعروف بسبط ابن الجوزى، واحد من أهم كتب التراث، وأحد أشهر موسوعات التاريخ الإسلامى والإنسانى، التى تناولت بدء الكون وحياة الإنسان على الأرض، هو كتاب تاريخى عالمى عام، ألفه سبط ابن الجوزى حسب التنظيم الحولي، حيث يتناول تاريخ العالَم منذ بدء الخليقة.
ويتناول ابن الجوزى فى تاريخه، تاريخ العالم منذ بدء الخليقة وحتى وفاة مؤلفه عام 654هـ/1256م، وقد ابتدأ المؤرخ كتابه بفصول مهمة ركز فيها على قواعد أساسية لا بد للقارئ من معرفتها ثم شرع فى موضوع كتابه، وجاءت الفصول وفق ما يلي: الفصل الأول: فى معرفة التاريخ وهل فرقت العرب بينه وبين التواريخ، الفصل الثاني: فى عيون التواريخ والآثار وأسانيد الأخبار، الفصل الثالث: فى إنقضاء مدة العالم وما تقدم من السنين وتقادم، الفصل الرابع: فيما ينبغى للمؤلف إستعماله من الكلام المتسق النظام، الفصل الخامس: فى تراجم الأبواب.
ويعد هذا الكتاب من المراجع المهمة فى التاريخ العربي، كان له تأثير واضح فى كتب من أرخ بعده، حيث نجد رواياته قد نثرت فى كتبهم، وصرح بذلك الداودارى (ت 736هـ) فى كتابه فقال: "التأريخ الكبير المسمى بمرآة الزمان، جمع فيه العجائب والغرائب ما نثرت جملة التأريخ"، وقد أثار هذا الكتاب إهتمام المؤرخين القدماء (الكلاسيكيين) والمعاصرين، فمنهم من انتقده، ومنهم من أثنى عليه، وكان اليونينى من جملة هؤلاء، إذ أنه وجده "أجمع التواريخ مقصداً وأعذبها مورداً وأحسنها بياناً، وأصحّها رواية، يكاد خبره يكون عياناً".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة