"مفيش حاجة بتيجى جهجهونى كده" جملة عامية كثيرا ما نسمعها فى حياتنا اليومية، دون أن نعرف المعنى الحرفى لكلمة "جهجهونى" وإن عرفنا المغزى منها، وارتباطه بالعشوائية وسوء التصرف فى اتخاذ القرارات من جانب بعض الأشخاص فى حياتهم العادية.
الدكتورة أميمة منير جاد فى دراسة نقدية عن أشعار الشاعر صلاح فتح الباب، بعنوان (قراءة تحليلية في القيم والجماليات والموروث الشعبي)، استشهدت بأحد أبياته التى يقول فيها: "مادام الأصل معووج م البداية.. سياسة الفرع تبقى جهجهونى"، وأوضحت "أميمة" فى دراستها أن الكلمة سالفة الذكر تشير فى معناها الدارج فى العامية المصرية إلى عدم التخطيط والعجلة وعشوائية القرارات اللامدروسة، لافتة أيضا أن كلمة (جهجهوني) لم تأت مناسبة تماما لما يتسق مع سياق معنى الفساد، بل جاءت متخبطة على استحياء مغازلة المعنى من بعيد متسقة مع القافية.
ولم نجد فى المعجم العربى معنى واضح لكلمة "جهجهونى" لكن المعاجم احتوت على العديد من الكلمات المتشابهة وإن جاءت فى أغلبها بعيدًا عن المعنى الواضح التى تستخدم فيه الكلمة، وبحسب معجم المعانى فأن جذر الكلمة سالفة الذكر قد يكون "جهجهو" أو "جهجه" وهى تأتى من الجهجهة ومعناها: من صياح الأَبطال في الحرب وغيرهم، وقد جَهْجَهُوا وتَجَهْجَهُوا، قال: فجاءَ دُون الزَّجْرِ والتَّجَهْجُهِ وجَهْجَهَ بالإِبل: كَهَجْهَجَ. وجَهْجَه بالسبع وغيره: صاح به لَيَكُفَّ كهَجْهَجَ مقلوب.
ومن المعانى القريبة أيضا، جَهْجَهَ ـ جَهْجَهَ بالسَّبُعِ: صاحَ ليَكُفَّهُ. ـ جَهَّهُ: ردَّهُ قبيحاً. ـ مُجَهْجَهُ: الأسَدُ. ـ جَهْجاهٌ الغِفارِيُّ: ممَّنْ خَرَجَ على عثمانَ، رضي الله تعالى عنه، كَسَرَ عَصَا النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، بِرُكْبَتِهِ، فَوَقَعَتْ الأكِلَةُ فيها، ورَجُلٌ آخَرُ سَيَمْلِكُ الدنيا، ويُرْوى جَهَهاً، أو جَهْجاً، وكُلُّها في صَحيحِ مُسْلِمٍ، رحمه الله تعالى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة