قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، إن مرتكب الكبيرة التائب قبل موته كمن لا ذنب له، وأن الطمع فى رحمة الله له شروط أن يكون مخلصا مؤمنا.
وأضاف المفتى، خلال لقائه مع الإعلامى حمدى رزق عبر برنامجه "نظرة"، المذاع على قناة صدى البلد: "الرسول الكريم برحمته لم يؤذ أحد قط حتى ولو بالقول.. وكان الرسول يساعد أهل بيته فى تنظيف البيت وخدمة نفسه"، معقبا: "لمن لم يساعد أهل بيته أقول له أنظر إلى الرسول كان يعمل فى بيته".
وتابع الدكتور شوقى علام: "الرحمة -وما اشتق منها- مفردة مهمة ومكون أساسى فى تأسيس فقه الدولة؛ فهى قلب الإسلام وشعاره، نحتاجها فى كل زمان ومكان، فإذا غابت أصبحت القلوب جامدة وخاوية، وقد جرت الإشارة إلى هذه الفضيلة تصريحًا وتلميحًا أكثر من 250 مرة فى القرآن الكريم، فضلًا عن أن الرحمة صفة من صفات الله عز وجل وإحدى مشتملات البسملة التى نستخدمها كثيرًا فى أغلب شئون حياتنا؛ وهذا يعطينا رسالة واضحة بأهميتها فى الحياة".
وقال إن قضية التراحم بين الناس هى قضية الإسلام الأولى، فقد حث الإسلام فى تكامله على الرحمة، ودعا إلى التراحم والرفق فى الأمور كلها، فقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]، وقال صلى الله عليه وسلم مخبرًا عن نفسه: «إنما أنا رحمة مهداة»، والتشريع الإسلامى إنما يجسد موضوع الرحمة والتراحم المجتمعى.
ولفت فضيلة مفتى الجمهورية النظر إلى أنه قد وردت فى السنة النبوية القولية والعملية صورٌ متنوعة وأمثلة رائعة من رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد كان رحيمًا رؤوفًا بالأطفال وكبار السن والضعفاء، وكان رحيمًا عطوفًا على المرأة، وكان رحيمًا بالمخطئين، وكان رحيمًا شفوقًا على الأسرى، وكان رحيمًا بالحيوان والطير، وهى رحمة متجردة عن الهوى وعن النفعية الدنيوية والأهداف الشخصية.
وأردف قائلًا: إنه صلى الله عليه وسلم كان مصدرًا للرحمة، وباعثًا لها، ومتخلِّقًا بها فى جميع أحواله، ورحمته صلى الله عليه وسلم ليست للآدميين فحسب، بل للعالمين؛ من إنسانٍ، وحيوانٍ، وماءٍ، وهواءٍ، وجمادٍ، وغير ذلك.
وكشف مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم عن موضعين يبكيان على الإنسان عند موته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة