أعربت الحكومة الألمانية عن تفاؤلها إزاء المباحثات الجارية في العاصمة النمساوية فيينا بين إيران والقوى الكبرى، في محاولة لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وصرحت متحدثة باسم الحكومة الألمانية، حسب وكالة رويترز، بأن برلين ترى "تقدما وإرادة للمضي قدما" في المباحثات النووية مع إيران.
من جانبه قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، إن محادثات فيينا كانت "بناءة"، مشيراً إلى أن "هناك جهداً حقيقياً للعودة إلى الامتثال المتبادل للاتفاق النووي" الموقع في عام 2015.
وأضاف سوليفان، خلال لقاء تلفزيوني مع شبكة "فوكس نيوز"، أن واشنطن لن ترفع العقوبات عن إيران، ما لم يكن لديها الثقة بأن طهران ستمتثل لجميع التزاماتها، بموجب الاتفاق النووي.
وفيما رفض الخوض في تفاصيل ما ستطالب به الولايات المتحدة مقابل رفع العقوبات، قال إن "الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات ما لم يكن لدينا وضوح وثقة بأن إيران ستعود تماماً إلى الالتزام بموجب الاتفاق".
وتابع: "ستضع إيران غطاء على برنامجها النووى، وستخفض مستوى ونطاق تخصيب اليورانيوم، وحتى نثق بكل هذه الأمور، فإننا لن نقدم أي تنازلات على الإطلاق".
وتجري المحادثات رسميا بين إيران من جهة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من جهة أخرى، لكن الاتحاد الأوروبي سبق أن أكد مشاركة الولايات المتحدة، التي يقيم وفدها بفندق قريب، في الحوار دون خوضها أي اتصالات مباشرة مع الطرف الإيراني الذي يرفض التفاوض مع إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قبل رفع العقوبات.
بدورها قالت الخارجية الإيرانية إن مباحثات فيينا تسير على الطريق الصحيح حتى اليوم، وإن طهران قدمت مسودة نص اتفاق وطلبت من الطرف المقابل الإسراع في الدخول بالقضايا الهامة والنصوص المشتركة.
وجاء في بيان الخارجية: "نحن نسير على الطريق الصحيح، وقد تم إحراز تقدم ، لكن الأمر ليس كما لو أننا وصلنا إلى المرحلة النهائية. حاولنا تقديم نصوصنا، ومن ناحية أخرى أردنا إدخال أمثلة ونصوص مشتركة بسرعة. كلما حدث ذلك مبكرا، كان بإمكاننا التفكير في النتيجة بشكل أفضل. من السابق لأوانه التفكير في الأمر. نحن الآن في مرحلة يلزم فيها إجراء مناقشات بشأن القضايا الصعبة. لسنا في عجلة من أمرنا والمهم التحرك في إطار أوامر المرشد الأعلى للثورة ومصالح الشعب".
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده:"مستعدون للعودة إلى تنفيذ التزامتنا ببنود الاتفاق النووي بعد رفع العقوبات الأمريكية والتحقق من مصداقية ذلك".
وأكد المتحدث على عدم إجراء الجانب الإيراني أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع الأمريكيين في فيينا، لافتا إلى أن "حضور الوفد الأمريكي في فيينا أمر إيجابي ويمثل إدراك واشنطن لأسس العودة إلى الاتفاق النووي".
وشدد المتحدث على أنه لن يكون هناك أي اتفاق جديد يضاف إلى الاتفاق النووي، ويمكن لأمريكا الحضور في إطار الاتفاق النووي بعد رفع العقوبات.
من جانب أخر أكدت الخارجية الإيرانية أن حادثة منشأة نطنز "إرهاب نووي وستتخذ طهران الإجراءات القانونية اللازمة للرد عليه"، منوهة بأن قرار تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% يمثل الرد المناسب على هجوم نطنز.
فيما عززت تقارير التفاؤل الأوروبي، وقالت وكالة بلومبرج هناك مؤشرات على ذوبان الجليد قد يؤدى إلى إحياء الاتفاق النووى لعام 2015، وتقليل التوترات فى منطقة الخليج.
ورأت الوكالة الأمريكية أن تصريحات الجانب الايرانى تضخ أملا جديدا فى العملية التى اهتزت الأسبوع الماضى بسبب الهجوم على منشأة نطنز النووية الإيرانية.
وذهبت بلومبرج إلى القول بأن المحادثات تؤكد تغير موقف واشنطن إزاء إيران منذ تولى بايدن مهام منصبه فى وقت سابق هذا العام، وكان بايدن قد تعهد بعودة بلاده لاتفاق 2015، إلا أن الإدارة كانت مترددة فى القيام بأى بادرات كبرى أو الموافقة على رفع العقوبات كلا مرة واحدة، وهو ما تصر إيران على ضرورة قيام واشنطن به باعتبارها الطرف الذى انتهك الاتفاق أولا.
فى الوقت نفسه، هناك قلق اسرائيلى من احتمالية توصل الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق جديد بشأن برنامج طهران النووي، وحذر مسؤولون إسرائيليون من المخاطر التي قد يجلبها هذا الاتفاق إلى بلدهم.
وقال مسؤول طلب عدم الكشف عن اسمه للقناة الـ12 الإسرائيلية أمس، في أعقاب عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت" اجتماعا بشأن إيران، هو الأول منذ شهرين، قال إن واشنطن وطهران ترغبان، على حد سواء، في إبرام صفقة، مضيفا: "يشعر الإيرانيون بسعي الأمريكيين إلى إبرام اتفاق معهم بأي ثمن".
وذكر المسؤول أن النتيجة معروفة منذ البداية، وهي العودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 ، مع بعض التعديلات، مشيرا إلى أن مثل هذه الصفقة في المدى البعيد "ستقوض حرية تصرف إسرائيل، وهذا أمر مثير للقلق البالغ".