محافظة المنيا واحدة من المحافظات التى تضم بين جنباتها، الاماكن السياحية والأثرية الإسلامية والقبطية والفرعونية والرومانية، جميع العصور، هنا انطلقت كلمة التوحيد، هنا البقيع الثانى بالبهنسا، ودير العذراء مكان رحلة العائلة المقدسة.
ساهم ذلك بشكل كبير فى تنشيط السياحة، وكانت المساجد الأثرية بالمحافظة واحدة من تلك التى ساهمت وبشكل فعال فى صناعة تاريخ لمحافظة المنيا، بل أصبحت قبلة لكل المريدين والمتصوفين وذوى الحاجات وكذلك السائحين
ومنها مسجد العارف بالله سيدى أحمد الفولى ويعد اهم مساجد محافظة المنيا والذى أطلق اسمه على المحافظة " منيا الفولى" وذلك نظراً لمكانته بين أهالى المنيا ومريدية، سيدى احمد الفولى هو على بن محمد بن على اليمنى المصرى، من علماء الأزهر الشريف ولد عام 990 هــ وتوفى 1067 هـ اى، ولقب بالأستاذ لأنه كان عالماً بالأزهر الشريف وله العديد من المؤلفات العلمية وله تلاميذه ودفن فى ضريح خاص بزاويته التى انشائها فى حياته على شاطىء النيل الغربى.
وتواترت الأقاويل أن الخديو اسماعيل وهو فى طريق رحلته إلى جنوب مصر توقف بموكبه أمام زاوية الشيخ الفولى ونزل إلى مكان الضريح وهناك أمر الخديوى اسماعيل ببناء جامع كبير له وضريح يليق بمقامه، عام 1363 هـ تم بناء المسجد والضريح على الطراز الاندلسى وهو طراز فريد فى مصر ليس له مثيل وتم افتتاح المسجد ونقل الجثمان اليه عام 1365 هـ
ويتكون المسجد من حوائط جميعها مبنية بالطوب الأحمر ومكسوة من الخارج بالحجر الصناعى، وأسقفه من الخرسانة المسلحة، وسلالم المدخل وأرضيه من الموزايكو، والقبلة والجزء الأسفل من الحوائط الداخلية بارتفاع 1.20 متر مغطاة بالموزايكو المزخرف بحليات عربية.
ونقشت الأسقف بزخارف عربية دقيقة بألوان متعددة، وأعمدته من الخرسانة المسلحة المغلفة بالموزايكو، فيما صنعت الأبواب الرئيسية للمسجد من الخشب على الطراز العربى بحشوات بسيطة من وجه ومكسوة بزخارف عربية دقيقة من النحاس من الوجه الآخر، والشبابيك من الخشب المخروط المعروف بالخرط الصهريجى، وبالضريح شبابيك من الجص المفرغ المحلى بالزجاج الملون، أما المنبر وكرسى السورة فمصنوعان من خشب نقى معشق بحشوات من خشب الزان ومجمعة بحليات وأشكال هندسية، ويضم المسجد مصلى للسيدات ومكتبه كبيرة واستراحة لكبار الزوار وقد شهد المسجد فى الأيام الماضية تطورا كبيرا حفاظا على القيمية الأثرية للمسجد، وقد أشرفت وزارة الأوقاف على أعمال التطوير والتجديد بالمسجد، حتى عاد المسجد إلى سيرته الاولى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة