رغم مرور أكثر من 260 عامًا على إنشاء المسجد إلا أنه يظل تحفة معمارية تزين مدينة فرشوط شمالى محافظة قنا، التى يتواجد بها المسجد، الذى أنشأه شيخ العرب همام فى عصر الدولة العثمانية بمصر ليحكى تاريخ تلك الحقبة ويصبح شاهد على ماضى مر من هنا بالإضافة إلى تواجد قلعة شيخ العرب همام التاريخية فى نفس المركز.
يقع المسجد فى مدينة فرشوط وأمر بتشييده الأمير همام يوسف أحمد محمد همام، وقد اشتهر الأمير همام بالكرم والشجاعة وتولى حكم الصعيد فى الفترة من 1765_ 1769م، وهو الابن البكر للشيخ يوسف زعيم قبائل الهوارة، تلك القبائل التى استقرت فى صعيد مصر وتمتعت بقدر كبير من الثروة والنفوذ وسيطر شيوخها على مقاليد الأمور فى الصعيد، وبعد تولى الشيخ همام الحكم بعد وفاة والده يوسف عام 1767 م لم يمض قدما فى توسيع ومد سلطانه على كافة أقاليم الصعيد، من المنيا إلى أسوان.
يتكون المسجد من صحن أوسط مكشوف تحيط به الأروقة من جهاته الأربعة، أكبرها وأعمقها الرواق المقابل لرواق القبلة، ويشغل المبنى من الداخل 559 مترا، وكتلة المدخل الشمالية والشرقية استخدم فى بنائها الحجر والطوب المحروق ويشمل كل منها على عتب خشبى، ويحتوى النص التأسيسى على أبيات من الشعر منفذة بالحفر البارز.
ومأذنة المسجد مبنية بالطوب المحروق فى جميع جهاته من الداخل والخارج، عدا واجهات كتلتى المدخل الشرقى والشمالى وعقود المحاريب وأروقة الجامع، واشترك الحجر الجيرى والطوب المنجور فى بناء وزخرفة واجهتى كتلتى المدخل الشرقى والشمالى، أما عقود المحاريب وأروقة المسجد فقد بنيت من الطوب المنجور والآجر بطريقة المشهر، وقد إستخدم البناء فى لصق الوحدات البنائية مونه مكونة من الطين والجير والحمرة بنسب مختلفة فى أماكن مختلفة.
وكان قد أسس شيخ العرب همام، شبه دولة فأنشأ الدواوين لإدارة شئون الأراضى الواقعة تحت سيطرته ولرعاية العاملين عليها وشكل قوة عسكرية من الهوارة والعرب ومن المماليك الفارين من حكم على بك الكبير فدقت أبواق الحرب بين دولة فى الجنوب يرأسها همام ولد يوسف أحمد الهوارى ودوله أخرى فى الشمال يراسها على بك الكبير الذى كان حليفا للروس وكان يعدهم بأن يدخلوا مصر على جثه همام فأمدوه بأكثر الأسلحة تطورا فى هذا الوقت فبعث شيخ العرب جيشا كبيرا جمع فيه عدة جيوش من الصعيد ومن هوارة وعلى رأسهم إسماعيل الهوارى.
وبدأت الحرب وكانت الغلبة من نصيب أهل الصعيد وهوارة فى البداية ولكن بسبب مكر المماليك استطاعوا أن يخدعوا إسماعيل الهوارى ويجعلوه يخون ابن عمه وانتصر المماليك بسبب الخيانة ودخلوا فرشوط وجعلوها كوما من الرماد فاتجه همام إلى النوبة ليبنى جيشا آخر من الصعيد ولكنه لم يستطع بسبب الموت فتوفى فى الطريق.