أفضل القصص فى الإسلام هى قصص القرآن الكريم، ويقول الله عز وجل فى كتابه العزيز: "نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ" الآية 3 من سورة يوسف، ولأن القصص القرآنى متعدد ومتنوع فى الزمان والمكان، يقدم "اليوم السابع" القصص القرآنية بترتيبها فى المصحف الشريف، بداية من سورة البقرة حتى نهاية القرآن مع الشيخ محمد عيد الكيلاني.
يقول الله تعالى في كتابه العزيز في سورة البقرة: بسم الله الرحمن الرحيم "وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ".
هذه الآيات الكريمة تحمل قصة رائعة من أفضل القصص القرآنى، ويقول الشيخ محمد الكيلانى وهو من علماء الأزهر الشريف: "يحدثنا القرآن عن الملكين هاروت ومارت اللذان نزلا إلى الأرض بأمر من ربهما، فلماذا هذا الأمر، نعود بالقصة حيث كان بنوا إسرائيل يعتقدون كثيرًا فى أعمال السحر، والسحر كما نعلم فى الإسلام منهى عنه، ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام قد نهى عن الدجل والشعوذة والكهنة، وقال فى حديثه الشريف: "من جلس إلى كاهن أو ساحر فصدقه فقد كفر بما نزل على محمد".
وتابع الشيخ محمد حديثه: "فقد أرسل نبى الله سليمان إلى بنى إسرائيل وكان قد حباه الله بمعجزات ثلاثة، هى علمه منطق الطير، وتسخير الجن له، وكذلك تسخير الريح، وكان بنوا إسرائيل يعتقدون أن سيدنا سليمان بارع فى السحر، بسبب هذه المعجزات الثلاث، ولذلك فقد أرسل الله عز وجل هذان الملكان وهما هاروت وماروت إلى الأرض كى يفرقان بين المعجزات وبين السحر، حيث علما الناس كيفية السحر، لكن كان هناك تنبيه وتحذير للناس، فكانا يقولان لهم، إنما نحن فتنة فلا تكفر، وهذا يعنى أن من يصدق الساحر كفر بالله سبحانه وتعالى.
وأكمل الشيخ: قال الله عز وجل فى ختام هذه القصة "وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ"، وهذا يعنى أنه لا يمكن لأى كذاب أو دجال أو كاهن أن يضر إنسان أو ينفعه إلا بإذن الله، لذلك يجب علينا أن نعتصم بالله ونثق فيه وحده ونحصن قلوبنا وأعمالنا بالإيمان القوى، ولذلك فإن هناك دعاء للشيخ محمد الشعراوى يقول فيه: "اللهم أنك أقدرت بعض خلقك على السحر والشر، واحتفظت بذاتك بإذن الضر، فأعوذ بما احتفظت به لذاتك مما أقدرت عليه أحدًا من خلقك"، فمن قال هذا الدعاء لم يصيبه أذى، ولا ينال منه دجال أو كاذب أو ساحر، وهذه قصة الملكين هاروت وماروت اللذان علمان السحر للناس في الأرض.