تمر اليوم الذكرى الـ39 على استعادة مصر لمدينة شرم الشيخ، فى إطار اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، وذلك فى 21 أبريل عام 1982، وتقع مدينة شرم الشيخ، السياحية بمحافظة جنوب سيناء، عند ملتقى خليجى السويس والعقبة، وهى ليست غريبة على استضافة الأحداث الكبرى، حيث استضافت أحد أبرز بقاع أرض الفيروز سيناء عددا من المناسبات الدولية العامة مثل مؤتمر الشباب والنسخة الأولى من منتدى شباب العالم، بجانب استضافتها للمؤتمر الاقتصادى العالمى، وتبلغ مساحتها 480 كم، ويصل عدد سكانها لنحو 35 ألف نسمة.
يعود تاريخ المدينة إلى آلاف السنين، حيث كان يسكنها البدو، لكن تأسيسها جاء بشكل رسمى عام 1968، وأطلق عليها الاحتلال الإسرائيلى حينها اسم "عوفيرا" لتكون مركزا لقاعدته الجوية، وبحسب عدد من التقارير فإن لفظ "عوفيرا" اسم لبلد ذكر اسمها فى الكتاب المقدس، يعتقد اليهود بأنها مليئة بالذهب والموارد الطبيعية، والخيرات مما تركها النبى سليمان، وورد اسم "أوفيرا" في التوراة.
أما عن أصل تسمية المدينة بشرم الشيخ، فإنه يختلف عليه تاريخيا، حيث لا يوجد مرجع مؤكد لصحة الاسم، إلا أن عددا من التقارير ذكرت بأن اسم "شرم" هو من أصل عبرى، بمعنى الشق فى الجبل، وكما يظهر فى المعجم العربى " شقَّ من جانب"، وأن لفظ شرم عبارة عن كناية لقبيلة بدوية كانت تقيم في المنطقة، ومن هنا سميت بشرم الشيخ.
وتذكر عدد من المراجع بأن ورود اسم "شرم الشيخ" للمرة الأولى، جاء فى منتصف القرن التاسع عشر، بعدما جاء عدد من الرحالة البريطانيين لاستكشاف مناطق بسيناء، والقيام برحلات غوص، من أجل مشاهدة الشعب المرجانية والأسماك المتنوعة التى تشتهر بها المدينة وسواحل البحر الأحمر.
واحتلت المدينة كباقى مدن سيناء، خلال نكسة عام 1967، وبدأ الاحتلال فى تخطيط المدينة، حيث أعدت فى بداية الأمر لتكون مستوطنة إسرائيلية، لتقوم الحكومة الإسرائيلية، ببناء منازل تسع لتسكين نحو 500 أسرة، يطلق عليها "مساكن اليهود"، بالإضافة إلى إقامة قاعدة جوية وعسكرية هناك، وجاء ذلك ليكون خليج العقبة تحت السيادة الإسرائيلية، في أى اتفاق مستقبلى، قد يوقع بين الجانبين المصرى والإسرائيلى.
وعقب حرب أكتوبر وهزيمة العدو الإسرائيلى، وتوقيع اتفاقية السلام عام 1979، دارت المفاوضات حول عودة المدينة للسيادة المصرية، حيث رفض فى البداية السكان اليهود مغادرتها، وأيدتهم الحكومة الإسرائيلية، قبل أن تخلى نهائيا من الوجود الصهيونى فى إبريل عام 1982.
ومنذ ذلك الوقت قامت الحكومة المصرية، فى تسعينيات القرن الماضى، بالاهتمام بالمدينة الساحلية، حتى أصبحت أهم منتجع سياحى مصرى، وتم تزويد المدينة وخدمتها الفندقية بالنظم المعمارية والترفيهية الحديثة، حيث تضم المدينة نحو 500 فندق، وهو ما أهلها للفوز بجائزة منظمة اليونسكو لاختيارها ضمن أفضل خمس مدن سلام على مستوى العالم من بين 400 مدينة عالمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة