يحتفل الأقباط في شهر أبريل من كل عام بـ"أسبوع الآلام"، حيث يأتى الاحتفال هذه المرة وسط مجموعة من الإجراءات الاحترازية التى أقرها البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
ووجه قداسة البابا تواضروس الآباء الأساقفة ضرورة تنظيم عملية مشاركة الشعب لضمان حصول الجميع على فرصة المشاركة فى الصلوات ولو لمرة واحدة، ليتمتع كافة أبناء الكنيسة ببركات هذه الأيام المقدسة، كما أشار إلى ضرورة بث الصلوات عبر شبكة الإنترنت والقنوات المسيحية ليتسنى لمن لن يتاح له الحضور إلى الكنيسة، متابعة الصلوات طوال هذه الأيام المقدسة.
وطلب البابا توصية الآباء الكهنة بكافة كنائس القاهرة والإسكندرية بالاستمرار في توعية الناس بكافة الوسائل بالحرص على اتباع كافة الإجراءات الصحية الوقائية فى الكنيسة وفى كل مكان، حرصًا على صحتهم وسلامتهم.
وقرر البابا تواضروس الثانى السماح بالمشاركة الشعبية بالكنائس فى أسبوع الآلام بحد أقصى 25% مع اتباع كافة الإجراءات الصحية الوقائية، وشدد على ضرورة متابعة الآباء الكهنة بكل الحرص لإلتزام المتواجدين داخل الكنيسة بارتداء الكمامة بالشكل الصحيح والتباعد الاجتماعى.
وأكد البابا تواضروس أن تلك الإجراءات الصحية الإحترازية تأتى حرصًا على سلامة أبنائه من الشعب القبطى وكذلك الشمامسة والكهنة.
أسبوع الآلام
يأتى أسبوع الآلام نسبةً للمعاناة التى واجهها السيد المسيح على يد الرومان فى تلك الفترة، رغم احتفالهم بذكرى دخوله القدس فى يوم الأحد منه من خلال رفع الخوص، تيمنًا باستقبال اليهود له على تلك الشاكلة.
وتبدأ مراسم ذلك الأسبوع بيوم السبت الذى فيه قام صديق سيدنا المسيح من قبره، ليكون اسم ذلك اليوم "سبت اليعازر" أو "سبت النور".
ويحتفل الأحد الأقباط بذكرى دخول المسيح إلى القدس فيما يُسمى بأحد الشعانين، ويسمى بذلك لأن أهالى القدس استقبلوه بالسعف والزيتون المزين فارشاً ثيابه وأغصان الأشجار والنخيل تحته، لذلك يعاد استخدام السعف والزينة فى أغلب الكنائس للاحتفال بهذا اليوم.
ويعتبر الاثنين "اثنين البصخة"، والبصخة تعنى باللغة القبطية "العبور"، وهو ذكرى عبور النبى موسى لليهود من البحر الأحمر هربًا من عبودية فرعون، وثلاثاء وأربعاء البصخة، لذلك يسمى أيضًا بأسبوع البصخة.
ويأتى "خميس العهد" الذى أسس فيه المسيح سر التناول "رمزًا لتجسده وموته وقيامته فى اليوم الثالث"، وسر الكهنوت، كذلك أفصح فيه عن خيانة يهوذا الذى أسلمه بعد أن قام بتقبيله، لذلك لا يقبّل الأقباط بعضهم بعضًا فى ذلك اليوم.
ويحيى أسبوع الآلام ذكراه الأقباط بين السعادة بالاحتفال بالخوص لدخول المسيح، والحزن على نهايته كذلك، وبانتهاء الأسبوع يفرغون من صوم 55 يومًا، يتناولون بعدها الطعام الدسم.
وكان الأقباط بدأو فى الصوم الكبير والذى يمتد لمدة 55 يوماً، ينتهى بعيد القيامة المجيد، ويمتنع الأقباط عن تناول اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان.
الشموع فى أسبوع الآلام
وتوضع الشموع فى أسبوع الآلام على المنارة بجانب "المنجلية" وهو المكان الذى يوضع عليه الإنجيل، إشارة لنور القراءات، ولذلك توضع 3 شمعات، إشارة إلى: النبوات، والمزامير، والأناجيل "البشائر".
ويفسر وضع الشموع فى هذه الطقوس لأن المسيح هو نور العالم.
التسبحة فى أسبوع الآلام
تبدأ التسبحة بـ"لك القوة والمجد والبركة... حيث تقال 12 مرة كل ساعة، 5 ساعات نهارية، و 5 ساعات ليلية، فيبقى رقم 10 موجودًا، ورقم 12 موجودًا، فرقم 12 "3×4" يشير إلى ملكوت الله، "الثالوث يملك على أركان الأرض الأربعة"، ورقم 10 يشير إلى السماء، وعندها نقول: "لك القوة والمجد والبركة"، ويُقصد بذلك أن السيد المسيح هو مصدر القوة.
سر عدم إقامة قداس فى 3 أيام من أسبوع الآلام
لا تقيم الكنيسة قداس إلهى خلال الثلاثة أيام: "الاثنين والثلاثاء والأربعاء"، ولا أحد يدخل إلى المذبح خلال هذه الأيام، وذلك بسبب:
1- سر تذكار الطرد من الفردوس: لنتذكر الطرد الذى نالته البشرية نتيجة المعصية، حتى يدخل فى ذهن الناس خطورة الخطية التى تؤدى إلى الطرد من حضرة الله.. الانفصال عنه.
2 - الصيامات المسيحية يمكن فيها للمسيحيين أكل السمك، ما عدا الصيام الكبير.
ويلقى قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عظته الأسبوعية اليوم الأربعاء بالمقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
ويتم إذاعة عظة قداسته عبر القنوات المسيحية وصفحة المتحدث الرسمي للكنيسة القس موسى إبراهيم يعقوب، بدون حضور شعب نظرًا للاجرءات الاحترازية للوقاية من انتشار فيروس كورونا.
وتعد عظة البابا تواضروس اليوم قبل بدء أسبوع الآلام ، والذى يبدأ يوم الأحد المقبل، الموافق أحد السعف وهو تذكار دخول السيد المسيح القدس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة