أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب عن أسماء الفائزين فى دورتها الخامسة عشرة، التى تعد الدورة الكبرى فى تاريخ الجائزة، من حيث عدد الترشيحات، حيث استقبلت الجائزة 2349 ترشيحاً خلال 2020 / 2021، بزيادة تبلغ 23% بالمقارنة مع الدورة الماضية، تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبو ظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وضمت قائمة الفائزين بالجائزة، التى ينظّمها مركز أبو ظبى للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، سبعة أدباء وباحثين من مصر وتونس والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى دار نشر لبنانية، ونستعرض حسب التقرير التالى حيثيات فوز هذه الأعمال بجائزتها.
جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع الآداب: كتاب «فى أثر عنايات الزيات» الصادر عن دار الكتب خان عام 2019 للكاتبة المصرية إيمان مرسال، يتتبع هذا العمل سيرة عنايات الزيات، وهى كاتبة مصرية شابة رحلت فى ستينات القرن الماضى فى ظروف مأساوية تاركةً وراءها رواية يتيمة هى «الحب والصمت». يمتاز كتاب مرسال الذى يتتبع حياة الزيات، بأنه عمل عابر للأنواع، فهو يرتكز على السرد وعلى أساليب البحث العلمى والصحافة الاستقصائية، كما يمزج بين السيرة الغيرية والذاتية فى سياق رؤية نقدية متوازنة تجتاز الآفاق الأجناسية المعروفة، وتمزج الإبداع بالوثيقة وبالخبر التاريخي، لتعيد قراءة وتقديم تجربة نسوية على نحو يصدر عن مراجعة فاحصة ضمن بنية سردية متماسكة.
جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع أدب الطفل والناشئة: قصة «رحلة فنّان» الصادرة عن دار المؤانسة للنشر عام 2020 للكاتب التونسى ميزونى بنّاني. ترسّخ هذه الرواية الأصالة وتدعو للتمسك بالوطن والفخر به، وتخاطب فئة الناشئة بلغة جميلة وعذبة وتغمرهم بقدرتها على الوصف، لتمنحهم عملاً متنامياً ومشوّقاً مصحوباً بالصوّر الموحية، وبالخيال المحلّق، وبالمحتوى الجذّاب الذى عُبّر عنه بلغة تتناسب مع طبيعة العمل وأجوائه العامرة بالدهشة. يروى الكتاب الأحداث على لسان طير، مما يجعل القارئ يحلّق بخياله، فيتحوّل من قارئ إلى مشارك.
جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع المؤلِّف الشاب: كتاب «إشكاليات الذات الساردة فى الرواية النسائية السعودية – دراسة نقدية (1999 – 2012)» للباحثة السعودية د. أسماء مقبل عوض الأحمدي، صدرت عن الدار العربية للعلوم ناشرون عام 2020. تقدِّم الباحثة فى هذا الكتاب دراسة شاملة ومميزة للرواية النسائية السعودية، وذلك عبر إخضاع 12 رواية لقراءات نقدية تجمع بين التحليل والتأويل على مدى 830 صفحة، مسلّطةً الضوء على القضايا التى انشغلت بها الروائيات السعوديات، مثل الهوية والانتماء وسعى المرأة لتحقيق ذاتها. واستناداً إلى هذه الرؤى الفكرية والمنهجية، تصبح الرواية النسائية السعودية فضاء تمسك فيه المرأة زمام سرد حكايتها، بحثاً عن ذاتها، وحرصاً منها على خصوصية التعبير والتفكير والاستقلال والحياة. كما نجحت الباحثة فى توظيف معرفتها الواسعة بتقنيات السرد الروائى لاستجلاء الخصائص الفنية المتعلقة ببناء الشخصيات، وتقنية تعدد الأصوات، والحوارية، وجماليات المكان والزمان.
جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع الترجمة: كتاب Impostures للمترجم الأمريكى مايكل كوبرسون، والذى ترجم «مقامات الحريري» من اللغة العربية إلى الإنجليزية، وأصدرته مكتبة الأدب العربى التابعة لجامعة نيويورك - أبوظبى عام 2020. فى هذه الترجمة قدر كبير من النضج والابتكار، فقد نجح المترجم فى ابتكار منهج إبداعى أعانه على النفاذ إلى جوهر مقامات الحريري، والتى تعد من كنوز النثر العربي، دون أن يقع فى فخ النقل الحرفى الذى يقتل الفن ويشوه روحه ويفسد هويته ومقاييسه الجمالية، كما برع المترجم فى إعلاء الجانب الوظيفى فى النقل، ولا سيما فى التصدى لنص صعب يستند فى بنيته اللغوية إلى السجع المكثّف. إنَّ أهم ما يميِّز هذه الترجمة أنَّها لجأت إلى استعمال أساليب ولهجات إنجليزية عالمية، وهذا أعانه على الوصول الى ترجمة تعكس تنوع مستويات اللغة الإنجليزية، وتفجِّر طاقاتها التعبيرية والإيحائية، فتمكّن المترجم بسبب عمق معرفته بالأدب العربى وخبرته الكبيرة فى الترجمة، من أن يخلق عملاً أدبياً حيوياً يُنزل مقامات الحريرى منزلة رفيعة فى آداب اللغة الإنجليزية.
جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع الفنون والدراسات النقدية: كتاب «مسار التحديث فى الفنون التشكيلية من الأرسومة إلى اللوحة» للباحث التونسى خليل قويعة، أصدرته دار محمّد على للنشر عام 2020. يعد الكتاب دراسة فى تاريخ الفن التشكيلى التونسى منذ الأرسومة، والتى تعنى الرسم على الزجاج المعبّر عن الفن الفطرى الإسلامي، حتى اللوحة الفنية بمعناها الحديث الذى ظهر فى بدايات القرن الماضى تقريباً. يتبع الكتاب منهجية نقدية تعول على قراءة تأويلية تاريخية، كما يعرض كيفية الانتقال السلس من فن ما قبل الحداثة، أو فن الرسم التقليدى التونسي، إلى الفن التشكيلى التونسى الحديث، ويوضح الكتاب علاقة فن الأرسومة التقليدى فى تونس بما جرى لاحقاً من تحديث طال الفن التشكيلى وأخرجه من عباءة الماضى دون إحداث قطيعة معه.
جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع التنمية وبناء الدولة: كتاب «تراث الاستعلاء بين الفولكلور والمجال الديني» للباحث المصرى د. سعيد المصري، أصدرته دار بتانة للنشر والتوزيع عام 2019. يقع الكتاب فى 357 صفحة ويتكون من سبعة فصول، ويجمع بين الدراسة النظرية والبحث الميدانى وهو ينتمى لحقل الأنثروبولوجيا الثقافية. فى الكتاب يلتقى الدين والموروث الشعبى ويتوقف عند مسألة فكرية ذات تجليّات مجتمعية هى مسألة الاستعلاء. ويكشف عن جذورها فى الموروث الشعبى وفى حركات الإسلام السياسى التى غذّت مبدأ التعالى مما أدى إلى تفاقم روح التعصب وشيوع ثقافة الكراهية وانتشار المذهبية والطائفية. ويبرز الكتاب مظاهر التمييز الثقافى فى التراث الشعبى المصري، والصور النمطية للتباينات الاجتماعية والعمرية والجغرافية والدينية والعرقية والجسدية. يمتاز الكتاب بمنهجيته الصارمة وبالدقة العلمية والتناول المستقصى للظاهرة المدروسة.
جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع الثقافة العربية فى اللغات الأخرى: كتاب «الخطابة العربية: الفن والوظيفة» للباحثة الأميركية طاهرة قطب الدين، أصدرته دار بريل للنشر عام 2019. تقدِّم المؤلِّفة دراسة شاملة لفن الخطابة فى الثقافة العربية عبر الكشف عن خصائصه الفكرية والفنية التى تتمثل فى التركيز على إقناع الجمهور وإشراكه، واستعمال الصور الحية، والإيقاع المكثَّف، واللجوء إلى الاقتباسات الدينية والأدبية. كما تتناول نشأة هذا الفن فى أحضان التقاليد الشفاهية قبل ظهور الإسلام، وتستعرض مراحل تطوره فى العصور اللاحقة حتى اكتسب شخصيته المستقلة، وغدا نوعاً أدبياً يحظى بمكانة مرموقة فى التراث الأدبى العربي. لقد تمكَّنت الباحثة، بفضل معرفتها العميقة بالأدب العربى القديم، واطّلاعها الواسع على نظريات الدراسات الشفاهية، من استجلاء أبعاد فن الخطابة الأسلوبية والبنيوية، وتحليل أنواعها، وأغراضها الدينية والسياسية والفكرية والاجتماعية والعسكرية.
جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع النشر والتقنيات الثقافية: فازت بها دار الجديد، والتى صبّت جل اهتماماتها على موضوعات منسيَّة ومهملة فى النشر العربي، كما سعت منذ تأسيسها إلى رفد المكتبة العربية بالكتب العلمية والدراسات اللغوية والفكرية. تُعنى دار الجديد بالإبداع وتسعى لاكتشاف والنشر بعيداً عن الأيديولوجيا والتحزّب، حيث طبعت الدار مجموعة من الدواوين الشعرية لأعلام الشعر العربى الحديث، وقدّمت الدعم لعدد من التجارب الشعرية الشابة والأسماء الروائية والأدبية.
سيتم الإعلان عن الفائزة بلقب «شخصية العام الثقافية» خلال الأسابيع المقبلة، وذلك قبيل انطلاق حفل التكريم الافتراضي، والذى سيجرى تنظيمه بالتزامن مع الدورة الـ30 لمعرض أبوظبى الدولى للكتاب فى شهر مايو المقبل، وسيتم خلال الحفل تكريم الفائز بجائزة «شخصية العام الثقافية» ومنحه «ميدالية ذهبية» تحمل شعار الجائزة وشهادة تقدير، بالإضافة إلى مبلغ مالى بقيمة مليون درهم، فى حين يحصل الفائزون فى الفروع الأخرى على «ميدالية ذهبية» و«شهادة تقدير» وجائزة مالية بقيمة 750 ألف درهم إماراتي.