جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقدته مساء اليوم السفيرة الفرنسية بحضور مدير مركز الأزمات والمساندة بوزارة الخارجية الفرنسية إريك شوفالييه الذي يزور لبنان حاليا.


وقالت إن وزير الخارجية جان إيف لودريان كان واضحا حينما قال - مؤخرا - إن كل وسائل الضغط الممكنة ستُستعمل بالتنسيق مع مجموعة الشركاء الدوليين الذين يتشاركون من أجل الوصول إلى الهدف بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، وأن كل وسائل الضغط يمكن استعمالها سواء في شكل ثنائي أو أوروبي وفي إطار إقليمي ودولي. مضيفة: "الكلمات كانت واضحة والعمل بدأ بالتنسيق مع شركائنا".


وأشارت إلى أن بلادها تبذل جهودا كبيرة في سبيل مساعدة الشعب اللبنانى، وأن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون سبق وأعلن بصورة متكررة أن فرنسا لن تتخلى عن اللبنانيين في هذه الأزمة الشديدة التي يعانون منها، لافتة في هذا الصدد إلى أنه سبق وأن جرى تخصيص 85 مليون يورو في أعقاب انفجار ميناء بيروت البحري لتعزيز القطاعات الصحية والتعليمية والأمن الغذائي وإعادة الإعمار.


وأضافت أن فرنسا ستخصص نحو 50 مليون يورو إضافية لتلبية احتياجات اللبنانيين، ومن بينها ما يتعلق بدعم مواجهة وباء كورونا، مؤكدة أن المساعدات التي تقدمها "المجموعة الدولية من أجل دعم لبنان" يجب أن تواكبها مساعدات فعالة لمنع انهيار لبنان، غير أن المجموعة الدولية لا يمكن في نفس الوقت أن تحل مكان لبنان.


من جانبه، قال مدير مركز الأزمات والمساندة بوزارة الخارجية الفرنسية إنه حضر إلى لبنان للاطلاع على واقع الأوضاع الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، وتحديد الأولويات وبرامج المساعدات التي تقوم بها فرنسا وشركاؤها من أجل متابعة وتطوير أوجه المساعدة للبنان.


وأضاف: "لفتتني الأوضاع الخطرة والمقلقة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادى، وهي من الأسوأ التي عرفها اللبنانيون. كما أن الكثيرين تحدثوا عن العدد الكبير للسكان الذين يعانون العوز ولم يعد في مقدورهم الحصول على الخدمات الصحية الأساسية".


وتابع: "ينبغي الاعتراف أن اللبنانيين في وضع اقتصادي دراماتيكي، يتطلب استجابة على المستويين الغذائي والصحي. ويجب ألا ننسى اللاجئين فهم أيضا في وضع صعب، ويجب تلبية حاجات مختلف فئات المجتمع".


وأشار إلى أن جزءا كبيرا من المساعدات التي تقدمها فرنسا يمر عبر المنظمات غير الحكومية اللبنانية، لافتا إلى أنه في ظل عدم تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة ينبغي أن تكون الاستجابة وتقديم المساعدات للجهات الفاعلة التي تحاول مساعدة اللبنانيين وسد احتياجاتهم، وهذا يجري من خلال المؤسسات غير الحكومية التي تبذل جهودا كبيرا في هذا الصدد.


وأكد أن الكثير من الجهات الدولية المانحة أبدت الاستعداد والجاهزية لتقديم مساعدات إلى لبنان على المديين المتوسط وطويل الأمد، شريطة أن تعمل مؤسسات الدولة وتُجري الإصلاحات اللازمة. مضيفا: "هم يقولون – المانحون الدوليون - سنساند لبنان عندما نشعر بأنه من المفيد وضع مبالغ كبيرة وفي شكل مستدام في لبنان".