بدأ المتحف المصرى الكبير منذ شهر تنفيذ سيناريو العرض الخاص لمقتنيات الملك توت عنخ آمون داخل قاعته، والتي تضم لأول مرة المجموعة الكاملة للملك الذهبى والتى تتجاوز عددها 5 آلاف قطعة، داخل قاعة تبلغ مساحتها 7000 متر، بعد ترميمها بشكل علمى حديث معترف به دوليا، فما هى القطعة الأولى التي يراها الزوار عند دخولهم لقاعة الملك الصغير؟
ولكن قبل أن نكشف عن القطعة الأولى التي يشاهدها زوار المتحف الكبير بقاعة الملك الذهبى، يجب أن نستعرض تاريخ الكشف عن المقبرة، حيث أنه منذ أن عثر عليها فى 4 نوفمبر من عام 1922م، عندما كان يقوم كارتر بحفريات عند مدخل النفق المؤدى إلى قبر الملك رمسيس الرابع في وادي الملوك، فلاحظ وجود قبو كبير واستمر بالتنقيب الدقيق إلى أن دخل إلى الغرفة التي تضم ضريح توت عنخ أمون، وكانت على جدران الغرفة التي تحوي الضريح رسوم رائعة تحكى على شكل صور قصة رحيل توت عنخ أمون إلى عالم الأموات، وقد أحدث هذا الاكتشاف ضجة إعلامية واسعة النطاق في العالم، نظراً للتوصل إلى مومياء الفرعون الصغير كاملة المحتويات، وبكامل زينتها من قلائد وخواتم والتاج والعصى وكلها من الذهب الخالص والأبنوس.
وفى 16 فبراير من عام 1923، كان العالم البريطاني هوارد كارترهو أول إنسان منذ أكثر من 3000 سنة يطأ قدمه أرض الغرفة التى تحوى تابوت توت عنخ آمون، ولكن كانت أول قطعة تخرج من المقبرة هي نفسها القطعة التي سيتم عرضها في واجهة القاعة الرئيسية لتوت عنخ آمون.
رأس توت عنخ آمون المنبثقة من زهرة اللوتس
وكانت القطعة رأس توت عنخ آمون المنبثقة من زهرة اللوتس، وهى فريدة من نوعها، وتصور القطعة الملك صبياً بملامح جميلة، حيث يخرج الرأس من زهرة لوتس مفتحة البتلات، وتمثل القاعدة المطلية باللون الأزرق المياه التي تنمو عليها الزهرة.
واستوحى المصرى القديم من زهرة اللوتس لتشكيل قمم الأعمدة في المعابد، فنرى منها ما يمثل الزهرة المقفولة، ومن تلك القمم ما يمثل الزهرة المفتوحة، ومنذ الدولة الحديثة كان الفنان المصرى القديم يمثل طفلا جالسًا على زهرة اللوتس ويرمز بذلك إلى مولد معبود الشمس، فطبقا لمعتقدات المصري القديم أن مولد معبود الشمس في البدء كان في زهرة لوتس خرجت من البحر العظيم نون عند نشأة العالم، وكان المصري القديم يرى في طلوع الشمس صباحا تكررا لعملية الخلق .