جامع محمد بن أبي بكر الصديق، هو أحد المساجد التى انشئت في عصر الدولة الأيوبية في مصر، يقع بشارع باب الودائع قريبا من الباب عن يسرة السالك نحو الشرق إلى باب الوداع وبجوار قبر متهدم يعرف بالكردى.
جامع محمد بن أبى بكر
ويعرف الجامع باسم محمد الصغير، كما كان يعرف باسم زمام، وذلك أنه بعد مضى مدة من قتله أتى زمام مولى محمد بن أبى بكر إلى الموضع الذى دفن فيه وحفر فلم يجد سوى الرأس فأخذه ومضى به إلى المسجد المعروف بمسجد زمام، فدفنه فيه وبنى عليه المسجد، ويقال إن الرأس مدفون في القبلة وبه سمى مسجد زمام، وقيل لما شق بعض أساس الدار التي كانت لمحمد ابن أبى بكر، وجد رمة رأس قد ذهب فكه الأسفل فشاع في الناس أنه رأس محمد أبن أبى بكر وتبادر الناس ونزلوا الجدار وموضعه قبلة المسجد القديم، كما حفر محراب مسجد زمام وطلب الرأس منه فلم يوجد وحفرت أيضًا الزاوية الشرقية من هذا المسجد والمحراب القديم المجاور له والزاوية الغربية من المسجد فلم يجدوا شيئًا.
ومهما قيل في وجود رأس محمد بن أبى بكر في المحراب أو في الجدار بيته فإنه من الثابت أن مشهده موجود مكان المسجد المعروف باسمه بمصر القديمة الآن فقد جاء في بعض المراجع: أن أكثر قبور أهل مصر فيها الاختلاف ولم يكن بمصر أصبح من قبر مسلمة بن مخلد ومشهد محمد بن أبى بكر الصديق ومشهد زيد بن زين العابدين ومشهد عفان، كذلك الأسعد النسابة في تاريخه مشاهد الرؤوس وذكر من بينها مشهد رأس محمد ابن أبى بكر.
وقد أعيد بناء المسجد في القرن التاسع الهجرى سنة 830 ه، (1426م)، في عهد السلطان الأشرف برسباى على يدى المقر تاج الدين الشوبكى الشامى وإلى القاهرة وأقيمت فيه صلاة الجمعة وباقى الأوقات وعمل فيه السماعات، وهو مكان مشهور بإجابة الدعاء عند أهل مصر.
ثم جدد المسجد في العصر العثمانى سنة 1287 هـ، على يدى محمد باشا أمير كما هو ثابت من اللوحة التي تعلو المدخل الرئيسى للمسجد.
ويعتبر المسجد من الجوامع المعلقة إذ يصعد إليه بمجموعة من الدرجات، ويقع المدخل الرئيسى في الجهة الشمالية المواجهة لحائط القبلة ويتكون من عقد كبير مرتفع ذي ثلاثة فصوص ملئ تجويفه بمجموعة من الدلايات المنحوتة في الحجر، والمسجد من الداخل مغطى كله وفى الركن الشمالى الغربى منه توجد غرفة الضريح، التي ترجع عمارتها إلى العصر المملوكى، وهى عبارة عن مربع نحيط بع أربعة عقود وكانت تعلوها قبة سقطت هي والجزء العلوى من المئذنة أثر زلزال أطاح بهما، والشقف مغطى الآن بألواح خشبية.
وتعلو المئذنة مدخل المسجد وتتكون من ثلاث دورات الأولى مربعة والثانية مثمنة وبكل وجهة من أوجهه المثمن تجويف مخلق في جانبيه عمودان وبه فتحة واحدة يتقدمها شرفة للمؤذن، ويفصل بين الدورة الثانية والثالثة شرفة خشبية أما الدورة الثالثة فهى مجدده وترجع إلى العصر العثمانى وهى تشبه المسلة أو طرف القلم الرصاص.
أما عن صاحب المسجد فهو محمد بن أبى بكر الصديق رضى الله عنهما يكنى بأبى القاسم، ولد في حجة الوداع، وكان كثير العبادة ناسكًا كنى بأبى القاسم نسبة إلى ولده القاسم الذى كان عالم المدينة في وقته وأحد فقائها السبعة، وكان محمد بن أبى بكر عند على بن أبى طالب مكرمًا معظمًا فولاة ولاية مصر، فأحبه أهلها لما رأوا من سياسته ورياضة أخلاقه.