يقول الله عز وجل في كتابه العزيز، بسم الله الرحمن الرحيم"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ".
يروى الشيخ محمد الكيلانى من علماء الأزهر الشريف قصة هذه الآية الشريفة، فقال: توضح الآية قصة النمرود، هذا الملك كان في عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام، وكان بنى الله إبراهيم دعا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وكان إلى الله حصيف الذهن، ذكى العقل، كان حسن المنطق يمتلك أدوات الإقناع، فقد حدث جدال ونقاش دار بين بني الله والملك الموجود حين إذ وكان اسمه "النمرود".
يكمل الشيخ: سأل النمرود نبي الله فقال له من ربك؟ فرد عليه إبراهيم ربيا الله، فقال الملك من هو الله الذى تتحدث عنه؟، فرد عليه إبراهيم فقال، ربيا الذى يحي ويمت، فقال النمرود، هذا بسيط جدَا أنا كمان أحي وأميت، فإذا حكمت على أحد بالموت فقد أمته وإذا عفوت عنه فقد أحييته، وهذا فكر خاطئ من ملك يجادل في الباطل بني الله إبراهيم، فأراد إبراهيم أن يأتي بحجة قاطعة تخرص هذا الملك النمرود، فقال له، "فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من المغرب " فلا يمكن لأى إنسان أن يغير حركة الكون التي هي بيد الله عز وجل فإنه يقول في كتابه العزيز في سورة "يس"، " لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكلُ في فلك يسبحون"، فأراد إبراهيم أن يظهر عجز النمورد ويقف وقحاته، ودليل ذلك في القرآن الآية الكريمة" فبهت الذى كفر" أي أنه لم يستطيع الجدل ولا الرد.
وتابع الشيخ حديثه: أراد الله أن يعطينا آية في موت هذا النمرود فقد هزمه الله بذبابة، فأمر الله ذبابة صغير أي مخلوق ضعيف للغاية أن تدخل في أذنه لتستقر وتظل تطن داخل الأذن ولا تسكت إلا حين يضرب بالنعال على أم رأسه، وظل على هذا الأمر حتى مات، وكان ذلك علامة على أن الإنسان إذا أطاع ربه كانت الدنيا جميعها لديه وإذا كان تكبر وكفر وعصا وطغي فإن ربنا بقدرته يبيده بأدني مخلوق وبأقل شيء قد يتخيله الإنسان.