يعتبر جواز سفر كورونا أو ما يطلق عليه الشهادة الرقمية الخضراء، مصدر أمل الأوروبيين فى إنقاذ السياحة مع بداية فصل الصيف، خاصة مع استمرار خسائر القطاع بأوروبا فى عام 2021، مع انخفاض بنسبة 85% حتى الآن بالمقارنة بالعام الماضى، وحذرت منظمة السياحة العالمية UNWTO على موقعها من أن القارة العجوز حاليا تعانى من أزمة فى هذا القطاع.
وفى جزر الكنارى على سبيل المثال، أدى الوباء إلى تعميق الشعور بالعزلة والنسيان من جانب المدن الكبرى، وأغرق السياحة بالكامل، التى أثرت على 35% من الناتج المحلى الاجمالى، ولكن الضوء بالفعل بدأ فى الظهور فى نهاية النفق، وبعد اسوأ عام فى تاريخ السياحة العالمية مع تراجع وصول ما يصل مليار سائح دولى، اطلقت برامج التطعيم خططا لاستعادة ثقة المسافرين وتقليل القيود المفروضة على حرية التنقل، ويعتبر كل من خوان فيرناندو لوبيز أجيلار وكلوديا مونتيريرو دى أجيار، هم أعضاء البرلمان الأوروبى الذين يقودون المبادرات ليس فقط لإنقاذ موسم الصيف فى القارة الاوروبية بل لاستدامته أيضا، وذلك من خلال جواز سفر كورونا، حسبما قالت صحيفة "دياريو سور" الإسبانية.
فى الأسبوع المقبل، سيصوت البرلمان الأوروبى (EP) للتفاوض مع الدول الأعضاء بشأن تنفيذ جواز سفر كورونا أو الشهادة الخضراء الرقمية، وستعمل هذه الوثيقة، الرقمية أو المطبوعة، كنوع من السلوك الآمن عبر الحدود الذى يضمن التنقل الآمن للأوروبيين الذين يستوفون أحد هذه الافتراضات على الأقل: يتم تطعيمهم أو لديهم تفاعل سلبى فى تفاعل البوليميراز المتسلسل أو اجتازوا المرض.
وقال لوبيز أجيلار، المكلف باللوائح الخاصة بجواز سفر كوفيد: "حدد البرلمان الأوروبى لنفسه هدفًا يتمثل فى المساهمة بكل قوته لاستعادة حرية الحركة فى منطقة شنجن". ومع ذلك، فإن الأمر ليس سهلاً: بالإضافة إلى ضمانات احترام معيار حماية البيانات الأوروبى، وهو الأعلى فى العالم "سوف نتأكد من أن البيانات تتراكم فقط فى الإدارة الصحية التى تصدر جواز السفر، ويؤكد أن العملية التشريعية تتعارض مع عقارب الساعة وتواجه دولًا غير مستعدة للتخلى عن حقها فى أن تكون لها الكلمة الأخيرة بشأن القيود على الحدود.
كما أكد أجيلار على أن معركة التفاوض مع أعضاء الاتحاد الأوروبى ستكون شاقة نظرا لإجراءات الطوارئ، ومن المقرر أت موعد الجلسة العام لشهر يونيو أن تعطى الضوء الأخضر النهائى.
ولكن من ناحية أخرى، فقد حذر أجيلار من أنه إذا لم يكن لدى السكان إمكانية الوصول إلى اللقاحات، فإن هذا الإجراء لن يكون له معنى كبير، وقد يؤدى إلى عدم المساواة والتمييز المحتمل، فلا يوجد ديلى علمى أن الشخص الملقح ليس معديا كما أنه كما يمكن أن يتسبب فى رغبة أولئك الذين لا يحصلون على اللقاحات فى أن يصابوا قريبًا بالحصول على طريق مجانى والقدرة على السفر".
كما يحذر إتزيار دى ليكونا، مدير مرصد الأخلاقيات الحيوية بجامعة برشلونة والذى شارك فى مناقشة حول هذا الموضوع نظمتها مؤسسة Alternativas. «الاقتراح سابق لأوانه. ولا يزال يتعين علينا أن نرى كيف يؤثر ذلك على الحق فى الخصوصية والسرية ".
بالإضافة إلى ضمان حماية البيانات، فإن إمكانية الوصول إلى اختبارات PCR تشكل مصدر قلق خاص لأعضاء البرلمان الأوروبى، بغض النظر عن الألوان السياسية، بسبب طبيعتها التمييزية. بينما تكون الاختبارات فى فرنسا مجانية، فإن متوسط تكلفة PCR فى المختبرات الخاصة فى إسبانيا يصل إلى 100 يورو، وهذه المشكلات مثل التوافق مع جوازات سفر كورونا التابعة لجهات خارجية، وخاصة المملكة المتحدة، ومع اللقاحات التى لم تتم الموافقة عليها بعد.
أما فى قطاع السياحة، فقد تم الإشادة بوصول جواز سفر كورونا، لتنسيق المتاهة التقليدية بين دول الاتحاد، الشهادة الرقمية الخضراء، هى خطوة فى الاتجاه الصحيح لتشجيع الناس على التطعيم وأيضًا إعادة تنشيط السياحة فى الاتحاد الأوروبى، وهو قطاع يمكن أن يقود طريق التعافي"، كما نقدر مدير الاتصالات فى منظمة السياحة العالمية (OMT)، مارسيلو ريسي.
وأشارت صحيفة لابانجورديا الإسبانية فى تقرير لها إلى أن حساسية السياحة الأوروبية تتجاوز القطاع نفسه، ومن هنا تأتى الحاجة الملحة لتنشيط تدفق السياح، ولذلك فإن "جواز السفر الاخضر" الذى يعتبر شهادة صحية تؤكد أن المسافر حصل بالفعل على اللقاح اللازم ضد كورونا أحد الحلول التى تعطى أملا كبيرا لأوروبا لاستعادة قطاع السياحة فى فصل الصيف، خاصة فى ظل تحديد الاتحاد الأوروبى 14 يوليو تاريخا حصانة جماعية ضد كورونا فى أوروبا بتطعيم 70% من سكان أوروبا.
وقالت الصحيفة الإسبانية نفسها فى تقرير آخر، إن الاتحاد الأوروبى حدد 14 يوليو تاريخا محددا لتحقيق حصانة جماعية ضد كورونا فى أوروبا بتطعيم 70% من سكان أوروبا.
وقالت نائب رئيس المفوضية الأوروبية، مارجريتيس شيناس: "واثقة من أن الاتحاد الأوروبى سيصل إلى هدفه المتمثل فى تطعيم 70 % من السكان خلال فصل الصيف، حتى فى منتصف شهر يوليو، وبالتحديد 14 يوليو، ومن هذه النسبة المئوية للسكان الملقحين يتحدث الخبراء عن "مناعة جماعية" أو "مناعة قطيع".
وأشارت المسئولة الأوروبية إلى أنه من بين أهداف الاتحاد الأوروبى تطعيم 360 مليون أوروبى بنهاية يونيو، مضيفة: "نعم.. سيكون لدينا 70% محصنون بحلول نهاية الصيف"، كما قال المفوض الأوروبى للسوق الداخلية، تييرى بريتون إنه يأمل "فى تحقيق هذا الهدف" فى غضون الصيف".