سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم.. 27 إبريل 1970 «هيكل» يذكر فى رسالة إلى عبدالناصر سبعة أسباب يراها مانعا لجمعه بين منصبه الوزارى ورئاسة «الأهرام»

الثلاثاء، 27 أبريل 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم.. 27 إبريل 1970 «هيكل» يذكر فى رسالة إلى عبدالناصر سبعة أسباب يراها مانعا لجمعه بين منصبه الوزارى ورئاسة «الأهرام» محمد حسنين هيكل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كتب توفيق الحكيم رسالة إلى الرئيس جمال عبدالناصر بعد قرار تعيين الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل وزيرا للإرشاد القومى يوم 26 إبريل، 1970، وذكرت «الأهرام» نص القرار فى صفحتها الأولى، 27 إبريل، مثل هذا اليوم، 1970، كما كتب «هيكل» نفسه رسالة إلى الرئيس، وحملت الرسالتان محاولة إقناع عبدالناصر بقبول اعتذار «هيكل» عن المنصب الوزارى، وتفضيله لعمله الصحفى ورئاسته للأهرام، ومحاذير الجميع بين المنصبين.. «راجع، ذات يوم، 26 إبريل 2021».
 
وفيما نبه «الحكيم» إلى أنه يخشى من أن يفقد «الأهرام» دوره إذا ما امتزج بالسلطة، عدد هيكل مخاطرها.. قال فى رسالته إلى عبدالناصر التى أوردها فى كتابه «بين الصحافة والسياسة»: «سيدى الرئيس، إن المفاجأة التى تلقيتها ظهر اليوم بترشحى وزيرا للإرشاد القومى كانت مفاجأة كبيرة، كما أنها كانت شرفا أكبر، ذلك أنها كانت شاهد ثقة أعتز بها، وأفخر أن مصدرها هو ذلك الزعيم والقائد الذى تتجسد فيه الوطنية المصرية فى مرحلة من أهم مراحل التاريخ.. وإذا أذنتم لى - يا سيادة الرئيس - فإننى أرجو أن أضع تحت نظركم بعضا من الظروف الخاصة التى تدعونى إلى أن ألتمس منكم معاودة بحث الأمر فيما يتعلق بى، وهذه الظروف كما يلى:
 
1 - أن الصحافة هى مهنتى منذ ثمانية وعشرين عاما، ولم أعرف لنفسى فى حياتى عملا غيرها لدرجة أستطيع أن أقول معها بإخلاص أن هذه المهنة هى حياتى ذاتها..
 
2 - أننى عن طريق هذه المهنة خدمت وطنى بقدر ما وبعض الجهد، ومن خلال خدمتى لوطنى فقد جاءت خدمتى للثورة التى كان لكم فعل قيادتها، والتى سوف يذكر التاريخ لها - مهما كان أو يكن- أنها نقلت مصر إلى القرن العشرين بآماله وأفكاره الواسعة.
 
3 - لقد استقرت أفكارى وأهدافى منذ وقت طويل على أن مستقبلى هو العمل الصحفى وحده، وقد بلغ ذلك فى يقينى مبلغ المبدأ، وذلك إحساس أنتم أكثر من يقدره بحسكم الصافى وإيمانكم العميق..
 
4 - إنكم تعرفون ما يعنيه الأهرام بالنسبة لى، كما أنكم تعرفون ما يؤديه فى مجال الخدمة العامة، ولقد فعل الأهرام ما فعل وحقق ما حقق بفضل رعايتكم له، وأصبح فى النهاية مركزا من مراكز التقدم فى وطننا، وفى العالم العربى، وأنا أشعر- وقد يكون فى ذلك غرور ألتمس منكم اغتفاره لى - أن وجودى فى الأهرام فى هذه المرحلة ضرورى  لاستمرار دوره، وحتى لو لم يكن ذلك صحيحا فإننى أحب أن أتصوره، كما أننى بصدق لا أستطيع أن أجد لنفسى عملا أحبه خارج الأهرام، ولقد أحسست فى الساعات الأخيرة أن كل من فى الأهرام يشاركنى هذا الشعور، وصدقنى - يا سيادة الرئيس - أن هناك من جاءوا لتهنئتى والدموع فى عيونهم.
 
5 - إن قراركم الكريم الذى يسمح لى استثناء بأن أجمع بين الوزارة وبين العمل فى الأهرام يلقى علىّ ما لا أستطيع تحمله، وأعرف مقدما أن جهدى كله سوف يميل إلى جانب الأهرام، وليس ذلك إنصافا لمسؤولية أخرى، وفضلا عن ذلك فإن الجمع له محاذير لعدة أسباب: أن هناك تعارضا بالطبيعة بين العملين.. الصحافة والوزارة، ثم أن الجمع بين رئاسة تحرير الأهرام ووزارة الإرشاد سوف يجعل فى يد فرد واحد من أسباب القوة السياسية ما يمكن أن يحوله بحق إلى مركز قوة، وتلك إساءة إلى النظام إذا وقعت، وأخيرا فإن الجمع سوف يثير حساسيات لا داعى لها بين زملاء المهنة خصوصا إذا ظهر انحيازى للأهرام، وسوف يحدث ذلك يقينا بحكم صلتى به وانتمائى إليه، وشعورى بالألفة مع كل شىء فيه حتى أحجاره الصماء.
 
6 - إن هناك مشكلة سوف تعرض لى على الفور، وهى مشكلة مقالى الأسبوعى «بصراحة»، وقد أصبح هذا المقال جزءا لا يتجزأ من كيانى، كما أنه ارتباط وثيق بصلة القلم مع مئات الألوف من قراء الأهرام فى مصر، وسوف يزداد اللبس بين آرائى وآراء الحكومة، وهو لبس يقع بالفعل بغير وزارة، فكيف إذا أضيف له الوزارة؟
إننى يا سيادة الرئيس لا أستطيع أن أكف عن الكتابة لأنها حركة التنفس بالنسبة للكاتب، ولنفرض أننى واصلت الكتابة فإنى أترك لسيادتكم شعور مدى التعقيدات التى يمكن أن يصنعها ذلك.
 
7 - إن الوزارة تتطلب استعدادا آخر صعبا، وألتمس منكم أن تجنبونى مشاقه، إنه ليس خيارا بين عملين وإنما هو أبعد من ذلك بكثير، إننى أعرف مشاعركم نحوى، وسوف أبقى طول العمر مطوقا بفضلكم وبرعايتكم لى ولعملى، ويكفينى للتاريخ أن يقال عنى أننى أديت دورى فى الخدمة للوطن وتحت راياتك المنتصرة بإذن الله.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة