إرهاب وقتل وسفك دماء وترويع الآمنين، جرائم طالما ارتكبتها الجماعة الإرهابية في حق الشعب المصري، لا سيما بمنطقة كرداسة التي شهدت جرائم بشعة لجماعة الإخوان، لعل أبرزها محاصرة مركز الشرطة واغتيال 14 ضابط ورجل شرطة.
المشهد كان صادمًا، لعناصر إرهابية متطرفة تزحف نحو المركز وتحاصره ويطلق إرهابى قذيفة أربى جى على المبنى، ثم يهاجموه ويسحلوا رجال الشرطة ويقتلوهم ويمثلوا بجثثهم، ثم نجحت الشرطة، في القبض على العديد من العناصر الإرهابية، التي ارتكبت العديد من الجرائم، وكانت تتخذ من كرداسة وكرًا لها، وعلى رأسهم المتهم بإطلاق أول قذيفتى آر بى جى على مبنى مركز شرطة كرداسة، عقب فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، ثم دعوة الجماعات الإرهابية والبلطجية لمحاصرة المبنى واقتحامه، ومطاردة القيادات الأمنية به وقتلها.
وتبين أن المتهم يقطن بمنطقة العرب، بعد أبورواش، وسبق ارتكابه للعديد من الوقائع الإجرامية، وأن قوات الأمن كانت تداهم أوكاره بين الحين والآخر، إلا أنه كان يهرب إلى جبال أبورواش، ويتخذ منها حصنا للاحتماء بها من الشرطة حتى لا يتم القبض عليه، وأنه عندما علم بفض اعتصام رابعة العدوية، وأن هناك حالة من الانفلات الأمنى حمل آربى جى كان يملكه وتوجه به إلى مدينة كرداسة، حيث وجد العشرات يتجمهرون أمام المبنى، وأطلق قذيفتى آر بى جى نحو المبنى، وسط تكبيرات من الجناة، ثم أشار لهم بيده لبدء عملية الاقتحام، والتى خلفت وراءها قتلى ومصابين وتدميرًا وتخريبًا، ثم استولى المتهم على بعض مسروقات المبنى، وهرب بها إلى المنطقة التى يقيم بها.
والتقطت له الكاميرات، صورًا وهو يحمل الآر بى جى أمام مبنى المركز قبل تنفيذ مخططه الإجرامى، وتم التوصل إلى هويته، وإصدار قرار بضبطه وإحضاره، حيث إنه من المتهمين الرئيسين باقتحام القسم.
المشهد الأكثر قسوة، للإرهابية سامية شنن التي قدمه مياه النار لنائب المأمور العقيد عامر عبد المقصود، حيث تعد سامية شنن، المتورطة فى أحداث اقتحام قسم شرطة كرداسة وقتل ضباطه، أحد أبرز الأمثلة على تورط قسم الأخوات فى تنفيذ العمليات الإرهابية، حيث تعد شنن المرأة الوحيدة المتهمة فى قضية مذبحة كرداسة، بعد أن أظهر مقطع فيديو وقت وقوع الحادث فى أغسطس عام 2013، تورطها فى الاشتراك مع بقية المتهمين فى قتل وذبح مأمور قسم شرطة كرداسة ونائبه وآخرين.
وأوضح الفيديو تورطها فى التمثيل بجثث الضباط بعد ذبحهم وخلع ملابسهم داخل القسم فى مشهد دموى إرهابى، ونجحت أجهزة الأمن فى القبض عليها فى سبتمبر من 2013، وفى فبراير 2015 أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكما بمعاقبتها بالإعدام شنقا مع ما يقرب من 182 آخرين، إلا أنها تمكنت من الإفلات من حكم الإعدام، بعد أن قبلت محكمة النقض الطعن المقدم وقضت بإعادة محاكمتها، ليتم تخفيف الحكم للمؤبد.
"هتعيشى وتموتى سجينة، أى نعم ولادك هايزوروكى، لكن عمرك ما هتكونى حرة طليقة، وإذا كنتى نفدتى من حكم الإعدام، حكم ربنا مستنيكى، لأن ربنا أقوى من الكل، كانت هذه الرسالة التى وجهتها زوجة الشهيد عامر عبد المقصود للإرهابية سامية شنن صاحبة واقعة كرداسة.
الإرهابيون حرقوا سيارات الشرطة ودور العبادة وقتلوا مواطنين أبرياء، وأحدثوا حالة من الفوضى بالمنطقة، وحاولوا عزل كرداسة عن بقية المدن، إلا أن الشرطة داهمتها لتطهيرها من الإرهابيين فقتلت رصاصة غدر اللواء نبيل فراج، وتم القبض على الإرهابين وتقديمهم للعدالة، وصدرت ضدهم أحكام بالإعدام على 7 متهمين فى إعادة محاكمتهم فى القضية، والسجن المشدد 10 سنوات لـ5 متهمين وإلزامهم بالمصاريف وبراءة متهم.
وفي مرافعة تاريخية، طالبت النيابة فى مرافعتها التى ألقتها يوم 7 مارس 2016، بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين، وتابعت النيابة: ديننا ووطننا وشرعنا برئ من المتهمين، فأبدًا لم يدع للقتل، أقول وأقصد وطننا لأنه لم يكن لهم وشعبنا لأنهم أبدًا لم يكونوا يومًا منا، وأطالب بتوقيع أقصى عقوبة على هؤلاء الضالين الذين طمس الحقد الأسود أعينهم وصاروا لا يفقهون شيئًا ويشيعون فى الأرض فسادًا، إن الحكم لكم عدالة المحكمة فليكن حكمًا رادعًا وليتجرع الضالون عن الحق آثام ما ارتكبوا.
وتابع : سيدى الرئيس، قضية اليوم تمثل حلقة من حلقات الإرهاب والقتل، الذى يعتبر جرم وإثم عظيم، وجعل الله له العقاب فى الآخرة عذاب عظيم وفى الدنيا من جنس العمل، هؤلاء المتهمون ارتكبوا جرائم الإرهاب فى حق وطنهم بعد أن صوروا أنفسهم على أنهم مصلحين ومجاهدين، أرادوا أن يرجعوا بنا إلى الوراء، إلى عصور الظلام، والعدل هو أن لا يفلت المجرم من قبضة العدالة، هؤلاء المتهمين لم يشغل بالهم سوى تكفير المجتمع دون أن يتعلموا صحيح الدين، وخطورة قضية اليوم تتمثل فى جرائم فكر أدت إلى ازهاق أرواح دون وجه حق.