نقرأ معا كتاب "دراسات فى الفلسفة الوجودية" للفيلسوف المصرى الكبير عبد الرحمن بدوى (1917- 2002) والذى يعد أبرز الفلاسفة المصريين والعرب فى القرن العشرين.
وفي هذا الكتاب دراسات بسيطة موجزة عن الوجودية، قصد منها عبد الرحمن بدوى إعطاء القارئ العربى فكرة واضحة عن هذا المذهب الذي اختلط اسمه في ذهنه بمعان ليست لها به أية صلة، رغم أن الوجودية مذهب فى الوجود محدد تمام التحديد يقوم على مبدأ أساسى سهل بسيط هو أن وجود الإنسان هو ما يفعله فأفعال الإنسان هى التى تحدد وجوده وتكونه ولهذا يقاس الإنسان بأفعاله، فوجود كل إنسان بحسب ما يفعله - وذلك ضد مذهب القائلين "بالماهية" أى الذين يفترضون ماهية سابقة على وجود الإنسان وعنها تنشأ أفعاله، ووفقاً لما يحكم عليه، وبها يحدد.
تناول الكتاب الفلسفة الوجودية ابتداء من كيرجارد حتى انتهى إلى سارتر، وكان بينهما قد ترجم لفلسفة وشخصية كل من هيدجر، وكارل يسبرز، وأورتيجا، وأونامونو، ألبيرتو كامى، وتناولها كان سهلا مقارنة بالفصلين التاليين حيث كانا أصعب نسبيا وهما (الزمن عند هيدجروخلاصة مذهبنا الوجودي) فالأخير عبارة عن خلاصة شاملة تركزت في مناقشة طبيعة الزمن وشرح المقولات الثمانية عشر المقابلة للمقولات العقلية وهى مقولات الإدراك بواسطة الوجدان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة