"نقطة مياه تساوى حياة"، شعار رفعته مديرية الرى بمحافظة سوهاج تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، وتنفذه وزارة الموارد المائية والرى ويهدف إلى ترشيد وتقليل الفاقد من المياه التى يتم هدرها فى الشبكة المائية.
المشروع أتى ثماره بمحافظة سوهاج حيث تم تغير الشكل العام للترع الموجودة بالقرى، ووصلت نسبة التنفيذ فى بعضها ما بين 70 إلى 100% حيث إختفت الحشائش والمخلفات والحيوانات النافقة والحشرات منها تماما، وعلق المزارعين عن هذا التغير أن الترع أصبحت تشبه حمامات السباحة، وحصتنا من مياه الرى متوفرة طول الوقت، ونسبة الهدر من مياه الرى وصلت إلى درجة الصفر.
المشروع بمرحتله الأولى يستهدف ما يصل إلى 7 آلاف كيلو متر من الترع على مستوى الجمهورية، بما فى ذلك تأهيل وتطوير الترع الرئيسية على مستوى الجمهورية، الذى تصل تكلفته إلى 20 مليار جنيه.
فى البداية يقول المهندس محمد طايع، مدير عام رى سوهاج لـ"اليوم السابع"، إن المشروع ساهم بشكل كبير فى تأهيل الجسور وترتيبها بما يسمح بجعلها طرق سهلة للسير عليها من الأفراد والمركبات، وبما يحسن المظهر الحضارى للأماكن المجاورة للترع، ويساهم فى تحسين البيئة المحيطة بالترع، كما يسمح بتبطين الترع بإنشاء مشروعات للمزارع السمكية فى هذه الترع، وفق نظم جيدة تقلل الهدر وتساعد فى استخدام مخلفات الأسماك فى تسميد الأراضى الزراعية.
وأكد مدير عام الرى بسوهاج، أن المرحلة الأولى من المشروع القومى لتأهيل الترع بدأت العام الماضى 2020، ومن المقرر أن تنتهى منتصف 2022، والمشروع يستهدف فى سوهاج 101 ترعة بطول 265.92 كيلو متر، وبلغت التكلفة الإجمالية 742 مليونا و275 ألف جنيه، موضحا أنه تم الانتهاء من تبطين 82 ترعة بطول 174 كيلومترا وبتكلفة 495 مليون جنيه بقطاع هندسة الرى.
وأوضح طايع، أن مشروع تأهيل وتبطين الترع يأتى ضمن المشروعات التى يتم تنفيذها لترشيد استخدام الموارد المائية كأحد محاور الإستراتيجية القومية للموارد المائية 2037، وأن الرئيس السيسى، كلف الحكومة بضرورة الانتهاء من مشروع خدمة تبطين الترع والمصارف خلال عامين فقط، لترشيد الفاقد من المياه.
وأشار طايع، إلى أن أعمال التأهيل الجارى تنفيذها بمحافظة سوهاج تأهيل ترع هندسة رى أخميم بطول 174 كيلو، وتم الانتهاء من 45 كيلو بإجمالى 10 ترع بتكلفه إجمالية 495 مليون جنيه، وتأهيل ترعة المدمر بطما بتكلفه 3 ملايين جنيه بنسبة تنفيذ 5% وترعة الضمانية بالبلينا بطول 1200 متر بتكلفه 3 ملايين و700 ألف، بالإضافة إلى الترع التابعة لخزنات الإدارة العامة لقناطر نجع حمادى بتكلفه 2 مليون و200 بنسبة تنفيذ 100%.
وكذلك ترعة القبيصات بتكلفه 3 ملايين و800 بطول كيلو 1200 متر بنسبة تنفيذ 100%، وترعة إسخات جرجا بتكلفه 4 ملايين و800 ألف بطول 2 كيلو ونصف بنسبة تنفيذ 60%، وترعة أسيل بالمراغة بتكلفه 10 ملايين و200 ألف بطول 3 كيلو و700 متر بنسبة تنفيذ 50%، وتأهيل ترعة السمرى بجرجا بتكلفه 9 مليون و400 بطول 4 كيلو و700 متر نسبة تنفيذ 100%، وترع شرق طهطا بتكلفه 47 مليون بطول 14 كيلو نسبة تنفيذ 90% وترعة نزلة عمارة بطهطا بتكلفه 4 مليون و100 بطول 1 كيلو و400 بنسبة تنفيذ 97% وفى رى سوهاج ترعة الجنانين بتكلفه 2 مليون جنيه بطول 400 متر بنسبة تنفيذ 75% وترعة ساحل سفلاق بتكلفه 2 مليون و500 ألف بطول 750 متر بنسبة تنفيذ من البنك الدولى.
فى البداية يقول فتحى محمد محمدين، أحد المواطنين، إن المشروع الخاص بتبطين الترع من أفضل المشروعات التى تم تنفيذها لخدمة المزراعين على مر تاريخهم فالترع دائما مياهها موجودة والهدر الخاص بالمياه إختفى تماما والبلهارسيا والحشرات انتهت، وعندما تشاهدها تشعر أن الترعة أصبحت حمام سباحة الهيش إختفى تماما، موضحا أن توجيهات الرئيس لوزارة الرى بتبطين الترع أتت بثمارها فبعد أن كنا نروى ارتوازى الأن نروى مياه من الترعة وهذا يساعد على نمو الزرع وزيادة المحصول الترع أصبح شكلها حضارى والتلوث إختفى تماما، مطالبا وزارة الرى بتعميم هذا المشروع على كافة الترع الموجودة على مستوى المحافظة من أجل خدمة الفلاح.
ويضيف يسرى الخطيب، من أهالى قرية الصوامعة غرب بطهطا، أن الترعة فى الوضع القديم كانت كلها هيش وضفادع وبعوض وحشرات وكان الأهالى يلقون فيها مخلفات الصرف الصحى وكانت تنقل لنا الأمراض بسبب ما يخرج منها حتى أن الفئران كانت تهاجم الأرض الزراعية والمنازل بشكل مخيف كل يوم وكنا نذهب بالأطفال إلى المستشفيات بسبب ما ينتج عنه من مخلفات قذرة حتى أن الثعابين كانت موجودة بالهيش وأشياء غريبة كانت موجودة بها.
وتابع الخطيب، أنه بعد تطوير الترع نشكر القيادة السياسية والرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، الذى أصدر التوجيهات لوزارة الرى بتبطين الترع، وهذا جهد نشكر عليه الحكومة ونشكر الرئيس الذى غير الترع من الوضع السيئ إلى الوضع الحضارى الذى هى عليه الآن وأنا فى غاية السعادة بسبب هذا التطوير، فمنازلنا التى كانت بجوار الترعة كانت تخفيها الحشائش العملاقة وكانت تحوى عددا كبير من الكلاب الضالة التى تهاجمنا ليل نهار.
فيما أعرب المزارعون عن سعادتهم لاتخاذ الرئيس السيسى، لمثل هذا القرار الذى أوصل مياه النيل لكل الأراضى الزراعية، وقالوا إن عملية التبطين منعت تماما وجود المخلفات بالترع ومنعت ظهور الحشائش ومنعت وجود ورد النيل، وكل هذه الأشياء كانت تهدر كميات كبيرة من المياه، وتمثل عائقا فى وصول المياه إلى نهايات الترع، وتمنوا أن يتم استكمال المشروع ليغطى باقى الترع الموجودة بالمحافظة.