تمر اليوم الذكرى الـ232 على تولى جورج واشنطن رئاسة الولايات المتحدة ليكون أول رئيس لها، وذلك فى 30 أبريل عام 1789، حيث كان أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، وقاد التمرد الذى انتهى بإعلان انفصال الولايات المتحدة عن بريطانيا فى 4 يوليو 1776، كما أنه ترأس الاتفاقية التى صاغت الدستور، الذى حل محل مواد الاتحاد الكونفدرالى، وأنشأ منصب الرئيس.
اشتهر عن جورج واشنطن بأنه أحد أنصار الحرية، ولقب بأبو الحرية الأمريكية، لكنه أيضا يمتلك سيرة تاريخية سيئة تضعه فى مكانة العنصريين، وتجار العبيد، ورغم التباين الكبير فى سيرة الرئيس الأول للولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن الكثير من الأمريكيون يصفونه بالرئيس القوى الذى وحد دولتهم، لكن هذا لم يمنعه من أنه دفع الجزية للمسلمين.
الولايات المتحدة الأمريكية كانت تدفع أموالًا للدولة العثمانية، ربما تعلم بالفعل أن عددًا كبيرًا من الدول الأوروبية خضعت فى فترةٍ ما لسلطان الدولة العثمانية وكانت تدفع لها أموالًا هى الأخرى.
بعد استقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا، وفى ظل اشتعال الصراعات بين القوى العظمى وقتها وعلى رأسها الدولة العثمانية والمملكة البريطانية، كان لابد من تقوية الأسطول الأمريكى من أجل مواجهة أى غزو محتمل، ووجدت الإدارة الأمريكية وجدت صعوبة فى بناء أسطول قوى قادر على مواجهة القوتين العثمانية والإنجليزية، فلجأت إلى توقيع اتفاقية صلح مع الدولة العثمانية فى سبتمبر عام 1895.
وكتبت المعاهدة باللغة التركية، لتكون بذلك المعاهدة الوحيدة فى تاريخ الولايات المتحدة التى يوقع عليها رئيس أمريكى غير مكتوبة باللغة الإنجليزية، علاوة على تفرد لغة الكتابة كان مضمونها أيضًا غير مسبوق فى تاريخ الولايات المتحدة، فهى المعاهدة الوحيدة التى تقر الولايات المتحدة فيها بدفع ضرائب لدولة أخرى مقابل الحماية.
بمجرد التوقيع على الوثيقة دفع جورج واشنطن، أول رئيس أمريكي، 642 ألف دولار ذهبى فى الحال لـ«بكلر حسن التركي» باشا، على أن تدفع الولايات المتحدة سنويًا 12 ألف ليرة عثمانية للجزائر التى ترسلها بدورها إلى الخزينة العثمانية، أما من ناحية العثمانيين فقد أطلقوا سراح السفن المحتجزة لديهم، ومنحوا أساطيل الولايات المتحدة الإبحار الآمن فى البحر المتوسط وفى المحيط الأطلسي.
ويعود فضل دفع الأمريكيون للجزية إلى المسلمين إلى الصدر الأعظم غازى حسن محمد باشا بن المختار جزايرلى بلابيك "أبو شنب" من الأعلام المشهورين فى التاريخ العثمانى والجزائرى، حيث كان معروف عليه المشى رفقة الأسد، وكانت له هيبة كبيرة لدى سفراء الدول الأجنبية، وقد أصدر فى عهده قرارات غيرت مجرى التاريخ أهمها الاعتراف بالثورة الفرنسية والبريطانية والأمريكية وانتصاره فى الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية، ما جعل جورج واشنطن يدفع له الجزية بقيمة 50 ألف دولار أمريكى إضافة لهدايا و ضرائب دول أوروبا، وبذلك كانت الجزائر فى عهده أقوى المناطق فى العالم سياسيا وعسكريا واقتصاديا.