يعد "تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام" هو أشهر وأكبر ما ألفه الإمام الذهبى، ويعتبر من أهم الكتب الموسوعية الضخمة التى صنفها المؤرخون المسلمون، وهو كتاب تاريخ وتراجم معا، وكما يستشف من العنوان فهو رصد للتاريخ الإسلامي، بداية من الهجرة النبوية وحتى سنة 1300م/700هـ مبنيا على 70 طبقة (أى 700سنة حسب التقويم الهجرى)، هذه الفترة تشكل إطارا زمنيا هامًا فى نشأة حضارة جديدة اتسعت جغرافيا لتلامس الشرق والغرب وتؤثر فيهما بجوانب أخرى، فترة شهدت أحداث عظام وثقها الذهبى مع تراجم للمشهورين "بلغ عددهم أربعين ألف شخصية" فى كل ناحية من نواحى الحياة، الشيء الذى ميزه عن باقى الكتب.
الكتاب رصد للتاريخ الإسلامى بداية من الهجرة النبوية وحتى سنة 1300م/700هـ ، كما يتميز الكتاب أيضاً على سير أعلام النبلاء بترجمة لرجال آخرين غير موجودة فيه منهم المشاهير كالراشدون الأربعة ومنهم المجاهيل، التزم الذهبى 3 خطط: من الهجرة (بدء الكتاب) حتى سنة 40هـ، وفيها دمج كلامه عن الطبقات الأربع، وخلط فيها ذكر الوفيات بالحوادث، من سنة 41هـ حتى 300هـ وفيها ساق تراجمه حسب الطبقات، من سنة 300هـ حتى 700هـ وفيها ساق تراجمه حسب وفيات كل سنة، مرتبة على حروف المعجم باعتماد اسم الشهرة.
ويصور الكتاب الحياة الفكرية فى العالم الإسلامى وتطورها على مدى سبعة قرون، ويبرز المراكز الإسلامية ودورها فى إشعاع الفكر ومساعدة الناس، وذلك من خلال حركة العلماء وانتقالهم بين حواضر العلم المعروفة وغير المعروفة، واتساع الحركة وقت دون آخر، الأمر الذى يظهر مدى ازدهار المراكز الثقافية أو خمول نشاطها.
ويبين الكتاب من خلال ترجمته لآلاف العلماء وعلى مدى القرون الطويلة التى تعرض لها اتجاهات الثقافة الإسلامية وعناية العلماء بعلوم معينة، ويكشف عن طرائقهم فى التدريس والإملاء والمناظرة، ودور المدارس فى نشر العلم والمذاهب الفقهية فى أنحاء العالم الإسلامى، وهذا العمل الضخم جرت أكثر محاولة لنشره كاملا، حتى وفق الدكتور عمر عبد السلام التدمرى فى تحقيقه فى نحو خمسين مجلدًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة