فى جزر صخرية وسط نهر النيل جنوب مصر، تقع "مئذنة بلال" أقدم المآذن الإسلامية فى صعيد مصر، وتعد المئذنة من نماذج العمارة الحربية كما يصفها الأثريون، وتظل شاهدة على إخماد الثورات الجنوبية فى العصر الفاطمى على أرجح الروايات.
الأثرى حسن جبر، مدير البحث العلمى لمناطق آثار مصر العليا، تحدث لـ"اليوم السابع"، عن قصة مئذنة بلال مؤكداً أنها واحدة من ثلاث مآذن بُنيت عند البوابة الجنوبية لمصر لتأمينها وصد أى غارات هجومية ضدها ومئذنة بلال هى واحدة من نماذج العمارة الحربية بأسوان.
وتابع "جبر" الحديث قائلاً، مئذنة بلال التى تقع بجزر الشلال النوبية أحد نماذج العمارة الحربية الإسلامية فى العصر الفاطمى فى مدينة أسوان، وتقع المئذنة على الشاطئ الشرقى من بحيرة خزان أسوان جنوب قرية الشلال وتحديداً فى قرية باب الأثرية وقد تحدث عن هذه المئذنة العديد من الرحالة والمؤرخين والباحثين العرب والأجانب وورد ذكر تلك المئذنة فى العديد من مؤلفاتهم.
وحول الوصف المعمارى للمئذنة، أضاف مدير البحث العلمى لمناطق آثار مصر العليا، أنها تتكون من قاعدة مربعة طول ضلعها 4.15 م وارتفاع القاعدة 4.58م يعلوها بدن إسطوانى يستدق قليلاً كلما إرتفع لأعلى ويبلغ إرتفاع البدن 4.43م، وفتح به ثلاث نوافذ صغيرة لإضاءة السلم والتهوية ويعلو البدن الأسطوانى منصة بارزة محمولة على دعامات حجرية غير متساوية الأبعاد، وأبعاد هذه المنصة 2.5م مربع وفى كل ضلع من أضلاعها يتوسطه نافذة صغيرة النافذة الأولى مستطيلة الشكل أبعادها 1م ×60 سم يعلوها عقد منكسر والثانية مستطيلة الشكل أبعادها 1م ×50سم.
وأشار جبر، إلى أن المئذنة يعلوها عقد نصف دائرى، أما النافذة الثالثة فأبعادها 65م ×45 سم ويغطى الجوسق قبة نصف دائرية يتخللها أشكال نجمية أخرى فى مستوى أعلى من هذه الأشكال النجمية لكنها ذات ثمانية رؤوس، وقد زُين أعلى هذا الطابق بكتابات نُفذت بإستخدام قوالب الآجر بطريقة طولية وعرضية وهى ما تعرف بطريقة "الهازرباف" وتم قراءة هذه الكتابات "عمل حاتم البنا وولده".
وأوضح الأثرى حسن جبر، بأن المئذنة بداخلها سلم له قلبات تنتهى إلى جوسق المئذنة، وفى ضوء الملامح والعناصر السابقة والموقع الإستراتيجى أُرجع بناء تلك المئذنة إلى عام 475 5هـ فى عهد الخليفة المستنصر بالله، ولم يحدد سبباً لتحديد هذا العام بالذات اللهم إلا إذا كان هذا التاريخ مرتبطاً بإنتهاء حملات بدر الدين الجمالى على صعيد مصر والقضاء على ما حدث من ثورات
.
وأكد جبر، أن خلاصة القول، بأن تلك المئذنة كانت ذات غرض دينى وغرض حربى وهى واحدة من ثلاث مآذن بُنيت عند البوابة الجنوبية لمصر لتأمينها وصد أى غارات هجومية ضدها ومئذنة بلال هى واحدة من نماذج العمارة الحربية بأسوان.