-كانت على تواصل بالرئيسين "عبد الناصر" و"السادات"
نجحت مفيدة عبد الرحمن في وضع بصمة خاصة بها بالموهبة والاجتهاد والإخلاص في عملها، لتصبح من أوائل السيدات المصريات اللاتي التحقن بكلية الحقوق، وأول سيدة قيدت بمحكمة النقض، كما أنها أول امرأة ترفع دعوى أمام محكمة عسكرية في مصر، بالإضافة إلى كونها أول امرأة ترفع دعوى أمام المحاكم فى صعيد مصر، رغم أنها كانت أم لتسع أبناء، وحققت شهرة كبيرة بعد أول قضية "قتل غير متعمد" ترافعت بها وتمت تبرئة موكلها، لتمارس مهنة المحاماة طوال 50 عاما، لتتوفي عن عمر ناهز 88 عاما بـ الثالث من سبتمبر عام 2002 .
وتحدث محمد إسماعيل عبد اللطيف المحامي بالنقض، بعد مرور 107 أعوام على ولادة جدته المحامية مفيدة عبد الرحمن، لـ"اليوم السابع:" ولدت جدتي سنة 1914، ونشأت فى حي الدرب الأحمر، والداها كان معني بطباعة المصحف، وكان يحب تعليم بناته وشجعها على الدراسة، وبعدها أكمل زوجها محمد عبد اللطيف المسيرة، ليقف بجوارها عندما تقدمت لكلية الحقوق، ليواجه رفض عميد الكلية محمد كامل مرسي باشا فى ذلك الوقت، وتحفظه على تقدم فتاة للكلية، ويقنعه أن طلب العلم فريضة ووقع على تعهد من أجلها، ، وكانت من لتصبح من أوائل من التحقن بالكلية".
المحامية مفيدة عبد الرحمن
وأضاف:" جدتي كانت دائما ما تذكر لنواحي الايجابية بعلاقتها بزملائها فى الكلية وأثناء عملها بالمحاماة، والتي بدأت في ممارستها فى ظروف غير سهلة سنة 1939، بسبب أن المحاماة فى ذلك الوقت مقتصرة على الرجال، فكانت مسائلة أن يعهد الموكل بقضيته لسيدة شيء صعب، ولكن بجدها وكفاحها تمكنت شيئا فشيئا على التفوق واكتساب ثقة الموكلين، وذاع صيتها، وكانت أول من قيدت أمام محكمة النقض، لتعمل فى القضايا الجنائية، والجنح والقضايا المدنية والأحوال الشخصية".
وتابع حفيدها الذي عمل معها لنحو عامين في قضايا عديدة:"بعد للتمرين بمكتبها قبل التحاقي بسلك النيابة العامة، كانت تتحدث دائما معي عن قضايا الأحوال الشخصية، والتى اكتسبت فيها خبرة كبيرة حيث كانت عضوه فى اللجان التى تنظر تعديل تلك القوانين، وكانت دائما ما تقول لى أنه يؤلمها أن تتعرض الأسرة لتنازع بين الأب وإلام ليكون الضحية الأبناء، وكان الاتجاه الخاص بها عندما تأتي لها قضية خاصة بالأسرة التواصل مع الطرف الأخر وتبذل اقصي ما وسعها للصلح بينهما".
وأكمل:" جدتي ظلت طوال 17 سنة عضوة فى البرلمان، وعندما كنا أطفال كنت أري كيف تهتم بكافة التفاصيل الخاصة بخوض الانتخابات من الوقوف مع الخطاط لكتابة اللوحات الخاصة بالدعاية الانتخابية، وكانت تحصل على أعلى الأصوات فى كلا من دائرة فى الأزبكية والضاهر، وتحرص على حضور الجلسات، ومناقشة القوانين والتشريعات".
وأضاف:" التحدي الأكبر فى حياة جدتي هو أن تمارس دورها فى كل الوظائف بقدر عالي من الإتقان كأم وزوجة ومحامية وبرلمانية بخلاف العمل التطوعي، وأسست مع صديقات لها مكاتب تسوية المنازعات لاحتواء النزاع فى مرحلة مبكرة، وكانت قضية المرأة والمساواة من المسائل المهمة لها ولكن بشكل متوازن وليس فيه انحياز للمرأة، وكانت تضع فى اعتبارها أثناء الدفاع عن المرأة أن يكون دورها كشخص موثر فى المجتمع لا يتعارض مع واجبها كزوجة وكأم".
وأكد :" جدتي مفيدة عبد الرحمن كانت تلقي تقدير من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وأنور السادات التى عملت معه وكان هناك اتصال مباشر بينهما، كما كان فى مودة ما بين أسرة جمال عبد الناصر وبعد وفاة جدي زوجته وأولاده جاءوا لتعزية جدتي وكانت تتولي قضايا لأسرتهم، كما كانت كانت جدتي قارئة وزميلها مصطفي أمين الذى كان برفقتها فى كلية الحقوق، يرسل لها حالات من الصفحة الخاصة به "ليلة القدر" التى كان يشرف عليها أثناء عمله الصحفي ".
وأضاف:"علاقة جدتي بزوجها محمد عبد اللطيف كانت راقية ومودة وحب واحترام والحرص الشديد لكل طرف على الأخر، كان يساعدها ويتولي بعض شئون الأولاد أثناء مذاكرتها، ويشجعها على العمل وينزل يوميا معها إلى المحكمة وهو إلى عمله فى دار النشر الخاصة به، ويعودوا معا إلى المنزل فى جو أسري جميل".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة