محمد محمود خليل.. سياسى أحب الفنون وترك أشهر متحف للفن التشكيلى

الأحد، 04 أبريل 2021 01:28 م
محمد محمود خليل.. سياسى أحب الفنون وترك أشهر متحف للفن التشكيلى محمد محمود خليل
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم أنه لم يكن فنانًا لكنه كان متذوقًا جيدًا للفن، فكان الفن يجرى فى دمه، لم يفوت فرصة لاقتناء أى عمل أو لوحة فنية تقع أمامه، فجمع العديد من التحف الفنية فى منزله، وأوصى بأن يكون متحفًا مفتوحًا للفن، يتذوق الجميع وينهل منه حب الفن، إنه محمد محمود خليل.
 
محمد محمود خليل (1877 - 1953)، هو سياسى مصري، كان وزيرًا للزراعة فى عام 1937، ورئيسًا لمجلس الشيوخ عام 1939، كما أدى دورًا مهمًا الحياة الثقافية فى مصر، حيث كان راعياً للحركة الفنية التشكيلية بها، فهو أول من شارك فى تأسيس جمعية محبى الفنون الجميلة مع الأمير يوسف كمال عام 1924، والتى تولى رئاستها عام 1925. أوصى بتحويل قصره بالقاهرة إلى متحف.
 
ولد محمد محمود خليل فى القاهرة وفى عام 1877 لعائلة ثرية تمتلك أراضى زراعية شاسعة؛ ولهذا درس الزراعة، لكنه سافر إلى باريس فى عام 1903 لدراسة القانون فى جامعة "السوربون" عام 1897، وهناك تزوج "إميلين هيكتور" الفتاة المنتمية إلى الطبقة الفرنسية المتوسطة فى عام 1903، والتى كانت تدرس الموسيقى، وقد عرف هواية جمع روائع الأعمال الفنية عن طريق زوجته وعاد مع زوجته إلى مصر وأقام فى قصره بالجيزة منذ عام 1918.
 
 
ورث محمد محمود خليل ثروة طائلة ضاعفها فى حياته فكان أغنى الأغنياء بما يملك من أرض وسندات وأوراق مالية ونقدية والتحق بمدرسة الليسية الفرنسية بالقاهرة وفى عام 1897م سافر إلى فرنسا لدراسة القانون بجامعة السوربون مع أن دراسته الأصلية كانت فى علوم الزراعة وفى عام 1903م أثناء إقامته فى باريس التقى بفنانة تدرس الموسيقى بمعهد كونسرفتوار بارشرا اسمها اميلين هيكتور لوس والتى اشتهرت باسم زورو ونشأت بينهما قصة حب وكانت هى الأخرى عاشقة للفنون واقتناء التحف واللوحات الفنية وحدث أنه قامت هذه الفنانة بدفع 400 جنيه إسترلينى كاملة فى لوحـة تسمى الفتاة ذات رباط العنق الأبيض للفنان بيير أوجست رينوار وعندما راجعها محمد محمود خليل فى الأمر أجابته ضاحكة سوف يقدر التاريخ قيمة هذه اللوحة وبالفعل تحقق ما توقعته ويتجاوز سعر هذه اللوحة الآن 50 مليون دولار ومن هنا ازداد إعجابا بها واختلطت عنده العاطفة مع عشقه وعشقها لاقتناء كنوز الفن فتزوجها فى العام نفسه وعادا معا إلى القاهرة وأقاما فى قصره المطل على النيل بالجيزة منذ عام 1918م وفى الحقيقة لم يصل أحد فى مصر إلى ما وصل إليه محمد محمود خليل وحرمه من رقة الإحساس والرفاهية الثقافية سوى قلة من الأمراء فى مقدمتهم الأمير يوسف كمال صديقه لكنه لم يصل إلى ذلك المستوى الرفيع من الاقتناء للوحات النادرة فى سوق الفن.
 
وجدير بالذكر أن محمد محمود خليل كان من هواياته أيضا الموسيقي والأدب فترك مكتبة لا يستهان بها حيث بلغ عدد الكتب النفيسة التي ضمتها مكتبته وهي موجودة في قصره أربعمائة كتاب باللغة الفرنسية من بين عدد 2794 كتابا نادرا تضمها المكتبة كما كان خليل ضيفا دائما في منزل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين وكان منزل محمد محمود خليل صالونا دائما للوزراء والوجهاء وعلية القوم من الأعيان وكبار الأدباء والشعراء والفنانين.
 
خلد محمد محمود خليل نفسه بنفسه بأن أقام فى قصره المتحف الذى يحمل إسمه وجمع به كل ما إستطاع أن يقتنيه من لوحات وتماثيل وتحف لأمهر وأشهر الفنانين العالميين حيث يضم المتحف عدد 207 لوحة فنية لرواد الفن فى العالم وفنانى التأثيرية مثل فان جوخ ورينوار ومونيه وجوجان وكوربين وديلاكرواه وبييرو وسيزان علاوة على مجموعة من الأعمال المشغولة بأحجار كريمة وتماثيل رخامية وبرونزية وجصية لكبار النحاتين فى العالم مثل كوردييه ورودان فربما لما تذكره كثيرون فى تاريخنا المعاصر.
 
توفى محمد محمود خليل فى باريس يوم 31 ديسمبر عام 1953م بعد أن داهمته أزمة قلبية مفاجئة عن عمر يناهز 76 عاما وتم نقل جثمانه إلى القاهرة طبقا لوصيته ليتم دفنه فى تراب مصر وحقيقة فإن الكنوز الفنية النادرة والمقتنيات الفريدة التى يزخر بها متحفه هى ما يجذب الزائر إليه حيث أنها تعد من أكبر وأشهر المجموعات الشخصية فى الشرق ومن أهم المجموعات العالمية وأكثرها شهرة بما تضمه من أعمال فنية.
 
بناء على رغبته وتنفيذا لوصية زوجته الفرنسية إيميلين التى توفيت فى عام 1960م وتركت وصية بأن يؤول المتحف ومقتنياته إلى الدولة تحول هذا القصر فى يوم 23 يوليو عام 1962م إلى متحف يحمل اسمه واسم زوجته السيدة اميلين هيكتور لوس الفرنسية الأصل وفى عام 1971م استولت على هذا المتحف الحكومة المصرية لاستغلاله كمقر تابع لرئاسة الجمهورية وظل كذلك طوال فترة حكم الرئيس الراحل أنور السادات وتم نقل المتحف ومحتوياته إلى مركز الجزيرة للفنون بالزمالك ثم حدث أن أغلق القصر بعد وفاة الرئيس السادات لمدة 14 سنة كاملة ثم أعيد افتتاحه بشكله الجديد بعد نقل محتوياته مرة أخرى لمكانها الأصلى فى شهر أكتوبر عام 1995م









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة