قدم تليفزيون اليوم السابع، بثا مباشرا لجولة داخل متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، حيث يضم المتحف مجموعة من القطع الأثرية التى تنتمى إلى عصور مختلفة للحضارة المصرية، بدءًا من العصر الفرعونى حتى العصر الإسلامى مرورًا بالحضارة اليونانية، التى جاءت إلى مصر مع قدوم الإسكندر الأكبر، والتى أعقبتها الحضارة الرومانية ثم القبطية قبل دخول الإسلام إلى مصر.
وقال الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إن المتحف يضم 1276 قطعة أثرية، منها 1200 فى صالات العرض، وبعض القطع الأخرى بالمخازن للترميم، ويتم تغيير القطع المعروضة واستبدالها من القطع التى توجد بالمخازن لضمان التنوع فى العرض وجذب الزائرين.
وأشار فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى أن أهم القطع الأثرية بالمتحف، تمثال الكاتب المصرى الذى تم نقله من المتحف القونى للحضارة المصرية بالفسطاط إلى المكتبة، وكذلك تمثال رأس الإسكندر الأكبر التى تم وضعها فى مقدمة المتحف، ولوحات الموزييك التى تم اكتشافها أثناء الحفر لإقامة المكتبة.
بالإضافة إلى تمثال الراعى الصالح، والمنجلية، الطفل النائم، مجموعة معبد الرأس السوداء، وتمثال إيمحوتب المهندس الذى بنى هرم سوزر، فى عهد الأسرة الثالثة بداية عصر بناة الأهرام والمتواجد فى قسم الآثار الفرعونية ضمن مجموعة الآثار المصرية، بالإضافة إلى تمثال بتاح.
من جهة أخرى وحول أعمال تطوير العرض المتحفى، قال مدير متحف الآثار، إن أعمال التطوير تضمنت وضع نسخة حجر رشيد وهى النسخة الوحيدة المطابقة للأصل بالمتحف، حيث تعد باق القطع قطع أصلية، وترجع أهمية نسخة حجر رشيد إلى أنها مقدمة عن علم الآثار المصرية، وفك اللغة المصرية القديمة فى عام 1822 وبداية نشر علم المصريات.
وأضاف حسين عبد البصير، أن المتحف شهد أسلوبا جديدا فى العرض، حيث تم عرض لوحات ثنائية الأبعاد للمكفوفين وهو أسلوب يطبق للمرة الأولى على الإطلاق، ويسمح للمكفوفين الاستمتاع بالآثار عن طريق حاسة اللمس، وقام المتحف بتطبيقها على 3 تماثيل حتى الآن وسوف يتم تعميمها على باقى التماثيل الهامة بالمتحف، خاصة أن المتحف يتلقى عددا كبيرا من الزائرين المكفوفين من متحف طه حسين التابع للمكتبة أيضًا.
ويعد قسم الآثار المصرية القديمة من أهم الأقسام التى تعتبر المقصد الأول للزائرين الأجانب والسائحين، لذلك اختير لها مكان مستقل ومنفرد داخل المتحف، ينخفض ببعض درجات السلم عن مستوى المتحف، ويضم قطعًا أثرية رائعة للحياة المصرية القديمة، تركز على الجانب الثقافى لتلك الحضارة، وتبرز أيضًا الناحية الفنية التى برع فيها المصريون القدماء.
وتضم قاعة العرض تمثالا لـ"إيزيس" وهى ترضع "حربوقراط"، وتمثالا صغيرا يصور "أمنحتب"، وجزءا من حائط مقبرة يصور رجل وزوجته، وبعض الأوانى الفخارية القدمة، وأخيرا 2 من المومياوات القديمة الأولى تم عرضها خارج التابوت ومغطى وجهها بأحد الأقنعة التى كان المصرى القديم يصنعها خصيصا لهذا الغرض والثانية داخلة، ويتم وضع المومياوات داخل أحدث الأجهزة الخاصة بحفظ المومياوات التى استجلبها المتحف حديثا خصيصا لهذا الشأن، بالإضافة إلى روعة النقوش التى رسمها الفنان المصرى القديم على التابوت من الخارج، حيث قام المتحف بتوفير أجهزة حديثة لحفظ المومياوات وحفظ درجة الحرارة داخل جهاز العرض، وتعقيم بالنتروجين لإطالة عمر المومياء داخل جهاز العرض.
أما قسم الآثار اليونانية والرومانية، فيعد من أكبر الأقسام، حيث يضم قطعًا أثرية تعكس المفهوم الدينى لتلك الفترة بالإضافة إلى القطع المستخدمة فى الحياة اليومية ويضم 11 قطعة أثرية، وفور أن تقع عينيك على تمثال "الطفل النائم" سوف تشعر بروعة تذوق الفن المجسم، حيث ينتمى إلى فئة النحت المجسم (ثلاثى الأبعاد)، ويعود إلى العصرين اليونانى والرومانى (31 ق.م. – 395 م)، وتم اكتشافه فى كفر الشيخ (بحيرة البرلس)، وهو مصنوع من الصخور والرخام ويعد من أبرز وأروع القطع الأثرية بهذا القسم.
كما يضم المتحف بعض القطع الفريدة من المتحف اليونانى الرومانى لعرضها بشكل مؤقت لحين تطوير المتحف الرومانى واستعادة تلك القطع مرة أخرى، ويقع القسم فى مدخل المتحف ليكون أول قسم يجذب أعين الزائرين نظرا لروعة تلك القطع الأثرية ودقة أعمال النحت بها، تضم هذه المجموعات قطعًا متميزة فنيًّا وتاريخيًّا وأثريًّا؛ ترجع لعصور تاريخية مختلفة، وتضم مجموعة المحمرة التى اكتشفت بمنطقة سيدى بشر وترجع للعصر الرومانى، مجموعة من الأقنعة الجنائزية، مجموعة تماثيل معبد الرأس السوداء الرومانية، التى تم تخصيص غرفة عرض منفصلة فى بهو مدخل المتحف لتجذب الأعين وتشعر الزائر بالانبهار نظرا لوجود تماثيل مجسمة بالحجم الطبيعى، بالإضافة إلى مجموعة خاصة بالإلهة إيزيس ومخصصاتها، وتحتوى على منحوتة لثعبان منقوش على مدخل مقبرة، ويعد تحفة فنية رائعة قد يقف أمامها الزائر كثيرا لملاحظة روعة النقوش الحجرية، بالإضافة إلى قطع منفردة مثل رأس الإمبراطور أوكتافيوس، وتمثال الراعى الصالح، وذراع من الرخام.
ولقد تأسس متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية فى عام 2001، بهدف عرض نبذة عن العصور المتعاقبة التى مرت على مصر، بالإضافة إلى نشر الوعى الثقافى لدى النشء، وذلك من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة التعليمية، وجاءت تلك الفكرة بعد اكتشاف لوحة نادرة من الفسيفساء، فى أعمال الحفر التى شهدتها مكتبة الإسكندرية أثناء الإنشاء.