أكد الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، أن مصر كما هى رائدة فى كل شىء، لها دورها ومكانتها فى التراث الثقافى.
وأشار "المسلم" فى مقابلة خاصة مع "اليوم السابع"، على هامش متابعة فعاليات أيام الشارقة التراثية الجارية فى إمارة الشارقة، والتى ينظمها معهد الشارقة للتراث، أن الباحثين الأوائل فى مصر هم من وضعوا أسس ومصادر وليس فقط مراجع التراث.
وأضاف "المسلم"، أن فى مصر يوجد المعهد العالى للفنون الشعبية، الذى له مكانة علمية عالية، وهو من أقدم المعاهد المختصة بالتراث فى الوطن العربى.
وأشار رئيس معهد الشارقة للتراث، إلى أن البنية التحتية للتراث فى مصر تتوفر بغزارة، والتراث حاضرا على أرضها، لأنها تضم كافة المستويات الاجتماعية لذلك لازال التراث منتجا.
وقال إن مصر يمكن أن تكون قاعدة فى الدراسات لأنها ما زالت تحافظ على كثير من كنوز تراث لم تنل منها الحداثة المفرطة، ومصر فى كل العصور هى خام يمكن أن ينتج منه الكثير.
وفيما يتعلق بتجربة إطلاق فعاليات أيام الشارقة التراثية الـ18 فى ظل ما يشهده العالم من إجراءات بسبب جائحة كورونا، أوضح أن التجربة صدق الرهان على نجاحها حيث مرت الفعاليات بسلاسة ومرونة جميله، لافتا إلى أنه منذ شهور مضت والاستعدادات تجرى لإطلاق الحدث واضعين فى الاعتبار أنه جماهيرى، ليس منظما والزوار من كل الأعمار وكل الجنسيات، وفاجأنا جمهورنا بتطبيق كل معايير الالتزام لأنه جمهور متشوق لحدث فيه شىء من الجماهيرية الشعبية، وسجلت الإحصائيات نهاية الأسبوع الأول وصول 60 ألف زائر، وهذا العدد كبير قياسا بظروف جائحة كورونا، لكن كان تعدادنا أكبر من هذا بكثير فى الدورات السابقة، مشيرا إلى أن فعاليات أيام الشارقة التراثية هذا العام والتى انطلقت فى 20 مارس الماضى وتتواصل حتى 10 إبريل الجارى تشترك فيها 29 دولة بعرض فنون وحرف من تراثها .
وعن تجربة الإمارات فى حفظ التراث ممثلة فى معهد الشارقة للتراث، أوضح أنه منذ بداية العمل فى مجال التراث الثقافي، كان التركيز على تقوية عنصر التراث المحلى، بما يمكن للجميع عربى وأجنبى مشاهدة هذا العنصر التراثى والاستمتاع به، وسجلت الإمارات كثيرا من عناصرها التراثية على لائحة التراث غير المادى عالميا منها الصيد بالصقور، وصناعات القهوة والمجالس والتى هى من صميم حياة أهل الإمارات، وحتى اليوم ومنذ نصف قرن، لم يتم التنازل عنها مع هذا التطور الكبير الذى تشهده الدولة .
وأشار إلى أن عملهم فى التراث الإماراتى بدأ بالمحلية فى الشارقة وشمل وجميع الإمارات، أعقبه التواصل مع الآخر بتنظيم عدد من الفعاليات الكبيرة، مثل: "أيام الشارقة التراثية"، و"ملتقى الشارقة الدولى للراوى"، و"ملتقى الحرف التراثية"، وتدار كل فعالية بالتركيز على موضوع معين فى التراث، ويتم دعوة كل من له علاقة به، ليقدم مساهمته وأفكاره ونماذج من عمله.
وأشار إلى أن النجاح فى إبراز التراث من خلال تجربتهم، هى بالموافقة بين المكتوب بحثا ودراسة، وبين المعروض للمشاهدة بما يهم الجمهور، بحيث يرى الزائر ما يمتع نظره وما يهمه إذا كان معنى بالدراسة والبحث، لافتا إلى أن كثيرا من المراكز البحثية لم تنجح لأنها كانت تتعالى على الجمهور، وأردف بالقول: "هنا السؤال طالما هذا التراث أخذ من الناس لماذا كل جهة لا تعيده للناس ليستفيدوا منه بعد دراسته وبحثه، ويمكنه أن ينتج من خلال مشروع تجارى شخصى أو جماعى وغيره".
تراث-عربى-يعرض-فى-ايام-الشارقة
وقال إنهم استطاعوا أن يجعلوا من التراث ركنا فى كل محفل عربى وعالمى، وكان هذا تحديدا بدأ عام 1998، بتوجيهات من " الشيخ الدكتور سلطان القاسمى"، حاكم الشارقة بالخروج خارج الإمارات، وفى محافل ليس لها علاقة بالتراث كمعارض الكتب والمعارض التجارية وغيرها، لأن التراث هو جزء أصيل من الثقافة، لذلك يجب أن يكون بجانب كل شيء، وقال: "دائما أرفض أن يكون التراث مكان خارج المعرض أو الترحيب، إما أن نكون فى قلب الحدث أو لا".
وأشار "المسلم"، إلى أنه فى هذا السياق، تمت المشاركات فى محافل وفعاليات بجميع الدول العربية، ودول أمريكا الجنوبية والشمالية وأوروبا وشرق آسيا وبلاد ماوراء النهر .
وحول تجربة معهد الشارقة للتراث فى اعتماد شهادات اكاديمية للعاملين فى حقل التراث، قال رئيس المعهد الدكتور عبد العزيز المسلم: كانت تواجهنا عقبة فى الحصول على دبلومة مهنية فى التراث، وكانت الدولة ترسلنا لبعض الدول مثل أمريكا وبريطانيا وغيرها لأخذ دبلومات مهنية، ومن هنا بدأنا فى معهد الشارقة للتراث منذ فترة فى منح الدبلومات المهنية لكل من هو حاصل على شهادة جامعية عليا او دكتوراه ويبحث عن شهادة متخصصة فى التراث، واتحنا الفرصة من خلال 5 مجالات وتمت شراكة وتعاون مع جامعات عربية وأوروبية.
وعن فكرة وآلية الاستثمار فى التراث أوضح أنه إيجابى ومهم، ومن هنا معهد الشارقة للتراث يدعم مشاريع بحث ودراسة فى الوطن العربى ويقوم بتمويلها، كما تقوم جهات مماثلة فى الوطن العربى والعالم بتمويل دراسات وأبحاث تراثية وتتابعها، وأهمية هذا لتعزيز نجاح أى مشروع تراثى حتى لا ينتهى بانتهاء عمله كإصدار ومعرض ومتحف، لافتا إلى أن معهد الشارقة للتراث، جهة داعمة لكل مشروع تراثى ناجح ويوجد ضمن مكونات المعهد مركز التراث العربى يدعم المشاريع العربية.
وأشار إلى أن معهد الشارقة للتراث هو مؤسسة ثقافية أكاديمية تم إشهارها من حكومة الشارقة بمرسوم أميرى من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى حاكم الشارقة، يعمل بها ما يقارب 1000 موظف، وفيها مراكز رئيسية للمعهد نفسه، وفيه الإدارة العليا ومكتبة الموروث ويصدر مجلتين، وهى الموروث مجلة علمية محكمة ومجلة مراود وهى مجلة ثقافية منوعة، كما يضم مختبر ترميم المخطوطات والوثائق، والقاعات التعليمية ومبنى آخر يسمى مركز التراث العربى ويتضمن متحف الأزياء والزينة العربية ومركز بحوث ودراسات خاصة بالوطن العربى ومركز المنظمات الدولية المعنية بالتراث الثقافى وهى 6 منظمات دولية، ومركز الحرف الاماراتية وبيوت الألعاب الشعبية .
الحفاظ-على-حرف-قديمة
رئيس-معهد-الشارقة-للتراث
رئيس-معهد-الشارقة-يتحدث-لليوم-السابع
لقاءات-وندوات-علمية-تخص-التراث
مقر-معهد-الشارقة-للتراث
من-فعاليات-ايام-الشارقة-التراثية
من-فنون-التراث
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة