تمر اليوم الذكرى 51 لمذبحة شهداء مدرسة 2 بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية ، والتي ارتكبتها إسرائيل فى صباح الثامن من أبريل عام 1970، ضد أطفال عزل، بالطائرات الإسرائيلية وراح ضحيتها 19 تلميذًا وتلميذة وأصيب 50 آخرين.
تحرص السيدة نبيلة على محمد حسن على مدار 51 عاما إحياء ذكرى استشهاد نجلها" ممدوح حسنى" ابن الستة أعوام فى مذبحة مدرسة بحر البقر، بالتوجه إلى النصب التذكاري بمدخل قرية 2 بحر البقر لقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة وأرواح زملاءه، لن يمحى من ذاكرة السيدة المسنة تفاصيل يوم 8 أبريل من عام 1970، واصفة هذا اليوم، باليوم الأسود فى حياتها وحياة أهالى شهداء مدرسة بحر البقر، قائلة : أصيت بالقلب من هول هذا اليوم، فصوت طائرات الفانتوم لن أنساه أبدا ولن يروح من ذكرتى.
وسردت قصتها قائلة: زوجى توفى قبل المذبحة بأربعة سنوات، وترك لى 4 أطفال، ويوم المذبحة، جهزت الساندوتشات لأطفالى، لأنهم يذهبون لمدرسة بعيدة عن القرية، وقمت للقيام بأعمال الخبيز فى الصباح، و نجلى "مدوح "قالى "يا ماما عايز ساندوتش أخذه المدرسة" قلت له هخبز عيش وأجهز لك ساندوتش تعالى فى الفسحة خده، قالى مش راجع فى الفسحة، ومرجعش للأبد".
وتابعت الحاجة "نبيلة": فجأة سمعت صوت غارة قوية، أسفرت عن تهشم نوافذ المنزل، من صوت الانفجار، وخرجت مسرعة لكي أبحث عن أطفالى، وعندما شاهدتهم حضنتهم، وحمدت الله أنهم بخير، ولكنها سرعان ما تذكرت، أن "ممدوح" كان بالمدرسة، فهرعت حافية إليه وجدته جثة وأحد الأهالى يحتضنه وسلمه لي، وأسرعت به على أمل أن الروح فيه، وفى الطريق حاول أحد الأهالى إيقاف سيارة سائق كان يعمل مع المرحوم زوجى، لكي تركب معه.
أضافت الحاجة نبيلة: أخذت مع أطفالي الثلاثة الأيتام بالعربية، وبعد ما صعدت العربية "ربع نقل "شاهدت على الكرسى أطفال مصابين وأشلاء المجزرة، والسيارة بيها لحم ميت، بيقول "أه أه " وينازع ويتألم، فخفت ونزلت من هول المنظر مع أبنائى، وأخذته إلى قرية المناجاة مسقط رأس والده ودفنته.
يذكر أنه فى صباح يوم الأربعاء 8 أبريل 1970م فى الساعة التاسعة وعشرين دقيقة، كانت مدرسة بحر البقر على موعد لتدخل التاريخ من باب الكوارث، حيث قامت 5 طائرات إسرائيلية من طراز إف-4 فانتوم، تزن "1000 رطل" بقصف المدرسة وتدميرها على أجسام التلاميذ الصغار.
وأسفرت الهجمات عن استشهاد 19 طفلا وطفلة وقتها وبلغ عدد المصابين أكثر من 50 فيهم حالات خطيرة، وأصيب ومدرس و11 شخصاً من العاملين بالمدرسة، وقامت الحكومة المصرية بعد الحادث بصرف تعويضات لأسر الضحايا بلغت 100 جنيه للشهيد و10 جنيهات للمصاب، وتم جمع بعض متعلقات الأطفال وما تبقى من ملفات، فضلًا عن بقايا لأجزاء من القنابل، التى قصفت المدرسة، والتى تم وضعها جميعًا فى متحف، يحمل اسم المدرسة.
ومن أسماء التلاميذ الشهداء "حسن محمد السيد الشرقاوى"، و"محسن سالم عبدالجليل محمد"، و"بركات سلامة حماد"، و"إيمان الشبراوى طاهر" و"فاروق إبراهيم الدسوقى هلال"، و" محمود محمد عطية عبدالله"، و"جبر عبدالمجيد فايد نايل"، و" عوض محمد متولي الجوهري"، و" محمد احمد محرم"، و" نجاة محمد حسن خليل"، و" صلاح محمد إمام قاسم"، و" أحمد عبدالعال السيد"، و" محمد حسن محمد إمام"، و" زينب السيد إبراهيم عوض"، و"محمد السيد إبراهيم عوض" و"محمد صبرى محمد الباهي"، و"عادل جودة رياض كراوية"، و"ممدوح حسنى الصادق محمد".