بأياد مصرية خالصة حقق رجال البعثة الأثرية المصرية بقيادة الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنجازا عالميا جديدا حققه المصريون بإعادة واجهات معبد الأقصر لما كان عليه منذ آلاف السنين، حيث تمت إعادة تمثالين فى 8 أبريل الجاى 2021 فى الواجهة الغربية للمعبد، بجانب 3 تماثيل عادت لموقعها الأصلى بترميمها وتجميعها بأيادي مصرية فى أعوام 2017 و2018 و2019.
احتفالية بتركيب التمثال الثالث للملك رمسيس
وفى هذا الصدد شهدت محافظة الأقصر، مساء أمس الخميس، افتتاح مشروع عالمى جديد تم على أرض معبد الأقصر الفرعوني بكورنيش النيل، حيث تمت إزاحة الستار عن أعمال تجميع وترميم وإعادة تركيب تمثالين جديدين للملك رمسيس الثاني، وذلك في الواجهة الغربية للفناء الأول بالمعبد وهما بالهيئة الأوزورية، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه رجال الترميم والآثار المصريين في ترميم وتجميع 3 تماثيل خلال السنوات الماضية للملك رمسيس الثاني في واجهة المعبد الرئيسية وسط اهتمام دولي وعالمي بهذا المشروع الضخم.
أحد التماثيل للملك بعد تجميعها علي مصطبة واحدة
ومن جانبه، يقول وقال الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنه تم العمل فى المشروع بأيدى رجال البعثة الآثرية المصرية بمعبد الأقصر على مدار الشهور الماضية، وتم افتتاح التمثالين بحضور سفير الإمارات بمصر وقيادات السفارة الإماراتية، ومسئولى الآثار والسياحة بالمحافظة، قائلاً:- "بأيادي مصرية خالصة أثبت الآثرى والمرمم والعامل المصرى جدارته للعالم أجمع، وتحدوا كل الظروف فى رحلة مميزة استمرت 6 سنوات علي التوالي، عادت خلالها تماثيل الملك رمسيس الثاني العظيمة من الدمار والتحطم إلي عشرات القطع علي أيدي المخربين، لموقعها الأساسي في واجهة معبد الأقصر التي طالما كانت فيها، وبنيت بأيادي مهندسي معابد القدماء المصريين، وأعادها حديثاً مهندسو الآثار المصريون حالياً، وقمنا بإعادة تماثيل الملك رمسيس الثلاثة إلي واجهة المعبد بأيادي مصرية، وذلك في يوم التراث العالمي 18 أبريل أعوام 2017 و2018 و2019، وأخيراً فى 8 أبريل 2021 عاد تمثالين من جديد للواجهة الغربية للمعبد".
أحد التماثيل يحظي باهتمام وسائل الإعلام المحلية والعالمية
وأكد الدكتور مصطفى وزيري فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه تم ذلك بدعم كبير من وزير الآثار، وبأيادي رجال البعثة الأثرية المصرية بقيادة الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، ورئيس البعثة الآثرية المصرية، وأحمد عربي مدير عام معبد الأقصر، وأحمد بدر العماري مدير المعبد، وفريق مميز من رجال الترميم والأثريين والعمال وخلافه من أبطال تلك الملحمة الأثرية التي اهتم بها العالم أجمع وظل يتابعها عاماً تلو الآخر سنوياً.
الأهالي والسائحون يحتفون بعودة واجهة المعبد لما كانت عليه أيام الفراعنة
وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنه تم افتتاح مؤخراً مشروع عالمى جديد تم على أرض معبد الأقصر الفرعونى بكورنيش النيل، وذلك بالعمل فى تجميع وترميم وإعادة تركيب تمثالين جديدين للملك رمسيس الثانى، وذلك فى الواجهة الغربية للفناء الأول بالمعبد وهما بالهيئة الأوزورية، موضحاً أن العمل فى هذا المشروع العالمى يتم بأيادى مصرية خالصة قررت أن تبنى لصالح مصر وخدمة القطاع الأثرى داخل معبد الأقصر التاريخى، لتجديد مشهد المعبد أمام ضيوفه من كافة دول العالم خلال زياراتهم اليومية للمعابد المصرية، موضحاً أن ذلك المشروع نجح فى إعادة الواجهة الرئيسية للمعبد لماكانت عليه بصورة كبيرة وأثبت قدرة الأثريين المصريين على العمل تحت أى ظروف وضغوط، وبعد الافتتاح الجديد فى الواجهة الغربية لأعمال ترميم وتركيب التمثالين الجديدين، وشدد على أن رجال البعثة يقدمون أقوى وأفضل خدمات للقطاع الأثرى لتحقيق أكبر دعم للسياحة ووزارة الآثار فى شرق وغرب الأقصر، حيث أنه تم تشكيل البعثة لتضم فريق من رجال الآثار والمرممين والعمال تتكون من حوالى 78 رجلا مصريا من أقصى جنوب الصعيد، وتم تقسيم عمل البعثة بالعمل فى البر الشرقى بتماثيل الملك رمسيس الثانى بمعبد الأقصر والتى شارك فيها أحمد عربى مدير معبد الأقصر ويشاركه العمل 10 رجال أثريين، و10 من فريق الترميم الأثرى المصرى، و30 عاملا من معابد الكرنك ومعبد الأقصر بجانب قيادات معبدى الأقصر والكرنك.
الفرعون رمسيس الثانى يحتفل بعودة تماثيله لواجهات معبده بعد آلاف السنين (2)
ويقول أحمد عربى مدير عام معبد الأقصر، أن تلك التماثيل الجديدة الخاصة بالملك رمسيس الثانى تعود للأسرة الـ19 واقفاً من الجرانيت الأحمر، وتم العثور على بقايا وكتل هذه التماثيل فى حقبة الخمسينات خلال الفترة من 1958 إلى 1961 أثناء حفائر الدكتور محمد عبد القادر الآثرى الكبير، مضيفاً أنه تم العمل فى تمثالى الملك رمسيس الجديدين بالتعاون بين البعثة الأثرية المصرية بقيادة الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وبإشرافه برفقة أحمد بدر الدين مدير معبد الأقصر، وبين بعثه معهد شيكاغو للآثار الشرقية برئاسة الدكتور راى جونسون، حيث تم البدء فى الأعمال فى التمثالين فى سبتمبر 2019، وذلك بدراسة وتجميع الكتل الخاصه بالتماثيل وتوثيقها وتصويرها، تمهيداً لبدء أعمال الترميم، مؤكداً أنه يبلغ إرتفاع التماثيل الواحد منهما حوالى 7 أمتار تقريباً، وهى بالوضع الأوزيرى الشهير.
الفرعون رمسيس الثانى يحتفل بعودة تماثيله لواجهات معبده بعد آلاف السنين (6)
ويضيف أحمد عربى مدير عام معبد الأقصر فى تصريحات لـ"اليوم السابع" قائلاً:- "كلنا فريق عمل وأصغر عامل فى المشروع مثل المدير تماماً، ونتشاور دائماً فى كل خطوة نتحرك فيها فى ترميمات التماثيل الخاصة بالملك رمسيس، وحتى نكون منصفين الفترة التى نعيشها حالياً نحصل على دعم كبير، فهى من أزهى وأفضل فترات وزارة الآثار فالأمين الأعلى للآثار يتابعنا يومياً فى ترميمات التماثيل الخاصة بالملك رمسيس الثانى، وجميعنا نعمل بكامل طاقتنا حباً فى العمل تحت تلك القيادة".
وأوضح مدير معبد الأقصر، أن التمثالين الجديدين تم تجميع قطع خاصة بهما ووضعه بجوارهما قبل بدء العمل فى سبتمبر 2019، موضحاً أنه كانت توجد خرطوشة على إحدى القطع تحمل إسم "رمسيس الثاني"، ومنها جزئية النصف العلوى من التمثال وجزئين من الكتف متراكبين على بعضهما البعض والرداء الخاص بالتمثال وكذلك رقبة التمثالين، وجزء من الوجه وغيرها من أجزاء التمثالين التى تم ترميمهما خلال الفترة الماضية، حيث أن العمل تم على قدم وساق طوال اليوم لإنهاء التمثالين الجديدين وهو ما تم على أكمل وجه.
الفرعون رمسيس الثانى يحتفل بعودة تماثيله لواجهات معبده بعد آلاف السنين (8)
فيما صرح أحمد بدر العمارى مدير بمعبد الأقصر، أنه تم خلال الفترة الماضية بكل جدية وروح ومحبة بين فريق البعثة الآثرية المصرية، بإعادة التمثالين الجديدين للواجهة الغربية للمعبد، وكذلك تماثيل الملك رمسيس الثلاثة إلى واجهة المعبد بأيادى مصرية، وذلك فى يوم التراث العالمى 18 أبريل أعوام 2017 و2018 و2019، وذلك بدعم كبير من وزير الآثار، وبأيادى رجال البعثة الأثرية المصرية التى تضم فريق مميز من قيادات المعبد ورجال الترميم والأثريين والعمال وخلافه، موضحاً أن أجزاء التماثيل للملك رمسيس الثانى عثر عليها الدكتور محمد عبدالقادر عام 1958 خلال أعمال الحفائر التى أشرف عليها بعد دعم من الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر وتكلفت وقتها 10 آلاف جنيه.
الفرعون رمسيس الثانى يحتفل بعودة تماثيله لواجهات معبده بعد آلاف السنين (9)
وأكد أحمد بدر، لـ"اليوم السابع"، أنه قام رجال الآثار بترميم تمثالين من الجرانيت الأسود أحدهم فى عام 2017 والثانى عام 2018، أما الثالث فعثر عليه الأثرى محمد عبد القادر بشكله الأوزيرى والذى قامت البعثة المصرية بترميمه بالهيئة التى وجد عليها وهى "الهيئة الأوزيرية"، وتم استكمال الواجهة كما كانت عليه فى عهد المصرى القديم، موضحاً أن التمثال الأخير والأحدث فى واجهة معبد الأقصر للملك رمسيس الثانى، تمت صناعته فى عصور الفراعنة من الجرانيت الوردى، وتم العثور عليه فى عدة أجزاء أكبرهم رأس التمثال كاملة، وتم الانتهاء من أعمال التسجيل والتوثيق وضم القطع للتمثال فى وقت قياسى، والذى يبلغ ارتفاعه تقريباً 12 مترا بوزن حوالى 75 طنا من حجر الجرانيت الوردى.
أمين الأعلي للآثار رئيس البعثة التي أعادت تماثيل الملك لموقعها بواجهة المعبد
وأضاف أحمد بدر العماري، أنه بعد سنوات وشهور طويلة من العمل الجاد من رجال الترميم والآثار بمعبد الأقصر تم الانتهاء رسمياً من عمليات الترميم النهائية والدقيقة لكافة تماثيل الملك رمسيس الثاني عقب وضعها في مكانها الصحيح، مؤكداً علي أنه تم خلال الترميم مراعاة النسب والأبعاد، وهو ما أشاد به الجانب الأمريكي والبعثات الأجنبية التي تعمل في الأقصر، حيث تمت الأعمال تحت إشراف ومتابعة كل من الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، وأحمد عربي يونس مدير عام معبد الأقصر، وبذلك تكون قد اكتملت تماماً واجهة معبد الأقصر.
الفرعون رمسيس الثانى يحتفل بعودة تماثيله لواجهات معبده بعد آلاف السنين (12)
الفرعون رمسيس الثانى يحتفل بعودة تماثيله لواجهات معبده بعد آلاف السنين (13)
الفرعون رمسيس الثانى يحتفل بعودة تماثيله لواجهات معبده بعد آلاف السنين (14)
المشهد الأخير لتماثيل الملك رمسيس بواجهة معبد الأقصر
الواجهة النهائية لمعبد الأقصر بعد تركيب التماثيل
فريق البعثة الأثرية أبطال الملحمة أمام واجهة المعبد
وزير الآثار راعي المشروع العالمي بتركيب 3 تماثيل للملك رمسيس الثاني