مصر العروبة تواصل دورها الريادى إقليمياً.. دعم إنسانى وتحرك دبلوماسى لدعم لبنان فى أزمته.. وزير الخارجية والأمين العام المساعد يزوران الجامعة العربية لمد يد العون للبنانيين.. ويؤكدان: حريصون على استقرار الدولة

الجمعة، 09 أبريل 2021 12:30 م
مصر العروبة تواصل دورها الريادى إقليمياً.. دعم إنسانى وتحرك دبلوماسى لدعم لبنان فى أزمته.. وزير الخارجية والأمين العام المساعد يزوران الجامعة العربية لمد يد العون للبنانيين.. ويؤكدان: حريصون على استقرار الدولة مصر العروبة تواصل دورها الريادى إقليمياً.
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لطالما كانت مصر الدعم والسند لأى دولة عربية شقيقة تمر بأزمة أو محنة فاستحقت عند جدارة لقب "مصر العروبة"، من بين تلك الدول لبنان الذى كانت مصر من أوائل الدول الداعمة له فى محنته على المستويين الإنسانى والدبلوماسى.

على الصعيد الإنسانى بادرت مصر بإنشاء جسر جوى وبحرى عقب انفجار مرفأ بيروت فى الرابع من أغسطس الماضى وتم خلاله نقل أكثر من 17 طائرة محملة بمساعدات طبية وإغاثية، إضافة للسفن التى قامت بنقل مواد لإعادة إعمار المنازل والمبانى التى دمرها انفجار مرفأ بيروت، كما دعمت مصر القطاع الطى فى لبنان من خلال إرسال 21 طبيبا مصريا قدموا الخدمات الطبية للبنانيين.

واستمرارا للدور المصرى فى تعضيد اللبنانيين قامت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة بزيارة بيروت يناير الماضى، إضافة إلى 3 طائرات تحمل مساعدات طبية للبنان لإعانته فى حربه ضد وباء كورونا، وشملت تلك المساعدات 16 ألف طن من ألبان الأطفال، بالإضافة إلى شحنة من الأدوية والمستلزمات الطبية بلغت 15 ألف طن تضم مستلزمات وقائية، وأدوية بروتوكولات علاج فيروس كورونا، وذلك لدعم القطاع الصحى بدولة لبنان خلال مواجهة جائحة فيروس كورونا، واشتملت الشحنة الثالثة أيضًا على 7.6 طن من الأجهزة الطبية.

وعلى الصعيد الدبلوماسى، واستمرار للدور المصرى فى لبنان بالتزامن مع الأزمة التى يمر بها بخصوص تشكيل الحكومة الجديدة وما يتعلق بذلك من أزمات اقتصادية تخنق البلد، فلبت مصر النداء وتكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسى قام وزير الخارجية سامح شكرى بزيارة الأسبوع الماضى لبيروت ليبدِ الاستعداد لتقديم كافة أشكال الدعم والحريص على مؤازرة لبنان والتضامن معه وإنهاء أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية، بما يحقق مصالح الشعب اللبنانى الشقيق والمصالح المشتركة بين البلدين ودول المنطقة.

جاءت زيارة سامح شكرى فى إطار الجهود المصرية الرامية إلى حث الفرقاء السياسيين اللبنانيين على الإسراع فى تشكيل "الحكومة الإنقاذية.

والرسالة ذاتها حملها الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكى الذى زار بيروت الخميس والتقى كل منهما رئيس لبنان ورئيس مجلس النواب نبيه برى البطريرك المارونى الكاردينال مار بشاره بطرس الراعى، ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريرى وممثلى الأحزاب السياسية الرئيسية فى الدولة.

 

حصاد زيارة وزير الخارجية

حملت زيارة وزير الخارجية سامح شكرى التى قام بها مؤخرا لبيروت رسالة ضمنية مفادها أن مصر فى عون لبنان، وتضامن الدولة المصرية مع شعب لبنان وتوفيرها كل الدعم للخروج من هذه الأزمة، وأكد على استعداد مصر لبذل كل الجهود للتواصل مع كل الجهات لإخراج لبنان من الأزمة السياسية الحالية.

 

الرئيس عون ووزير الخارجية سامح شكرى
الرئيس عون ووزير الخارجية سامح شكرى

 

اشتملت زيارة شكرى على عدة لقاءات مع القيادات السياسية في الدولة، وخلال لقائه مع رئيس الدولة ميشال عون، شدد شكرى على أن مصر حريصة على إرساء قواعد الاستقرار في لبنان حرصا على استقرار المنطقة وفى هذا السياق تُبذل كافة الجهود لتشكيل حكومة اختصاصيين تُخرج الدولة من أزمتها الاقتصادية.

وزير الخارجية ورئيس الحكومة المكلف
وزير الخارجية ورئيس الحكومة المكلف

 

ولفت شكر إلى أن الإطار السياسي يحكمه الدستور واتفاق الطائف وأهمية الالتزام بهذه الدعائم الرئيسية للاستقرار، ولن نوفر الجهود لمساعدة لبنان بهذه المرحلة الدقيقة.

وأكد وزير الخارجية دعم مصر الكامل لجهود تشكيل حكومة منسجمة وقادرة على تنفيذ مهامها الدقيقة والصعبة، وبطريقة غير تقليدية ومختلفة جذريا عن منطلق التعطيل والتجاذب السياسي، باعتبار أن ذلك هو الطريق الوحيد لنجاح "حكومة المهمة" وحصولها على الدعم المطلوب عربيا ودوليا، واستعادة لبنان لموقعه الطبيعى كمنارة عربية عزيزة على قلب كل مصرى وعربى.

وأضاف: "أن مصر حريصة على أمن واستقرار لبنان، وذلك يقتضي إنهاء حالة الجمود الراهنة واضطلاع الجميع بمسئولياتهم في تعزيز استقرار لبنان ووحدته، واضطلاع مؤسساته بمسئولياتها الكاملة تجاه الشعب اللبناني الشقيق".

رئيس لبنان ميشال عون ووزير الخارجية سامح شكرى
رئيس لبنان ميشال عون ووزير الخارجية سامح شكرى

 

وأوضح أن الروابط التاريخية التي تجمع بين مصر ولبنان والأرضية الراسخة من المشاعر الفياضة والعلاقات الوطيدة بين الشعبين وكذلك على المستوى السياسي، تجعلنا دائما حريصين على كل جهد يبذل من أجل خير لبنان وخير المنطقة وتحقيق استقرار لبنان والعمل على الارتقاء به واستعادته لمكانته وقدرته الكبيرة، وهو الذي كان داعما دائما لمحيطه العربي والإقليمي، على حد قوله.

ومن جانبه أعرب الرئيس اللبناني العماد ميشال عون عن تقديره  للدور  المصرى  لمساعدة لبنان

 

دور ريادى للجامعة العربية

تستمر جامعة الدول العربية فى دورها الريادى على الصعيد الإقليمى من خلال بذل مساعيها لحل أزمات المنطقة، وكان لها تواجد قوى فى الأزمة اللبناننية حيث قام السفير حسام زكى الامين العام المساعد الخميس بزيارته الثانية لبيروت، والتقى الاطراف الرئيسية فى الساحة الللبنانية ، وشملت اللقاءات الرئيس اللبنانى ميشال عون ورئيس البرلمان اللبنانى نبيه برى ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وعدد من رؤساء السياسيين البارزين.

لقاء السفير حسام زكى والرئيس عون
لقاء السفير حسام زكى والرئيس عون

 

وتناولت تلك اللقاءات سبل حل الأزمة الحالية وتسهيل خطوة تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وتوفير الآليات التى تضمن استقرار لبنان ، وضم الوفد المرافق للسفير زكي، السفير عبد الرحمن الصلح ومديرة إدارة المشرق العربي في الجامعة لمى قاسم ومستشار الأمين العام جمال رشدي والمستشار في مكتب جامعة الدول العربية في بيروت الدكتور يوسف السبعاوي والدبلوماسى ناصر الهاجري.

 

وفى السياق أكد السفير حسام زكى عقب لقائه الرئيس عون، أن الجامعة العربية حريصة على متابعة الوضع في لبنان، وهو وضع متأزم فهناك أزمة سياسية وازمة اقتصادية ضخمة، والازمتان متلازمتان، ولا يمكن حل الأزمة الاقتصادية من دون الوصول إلى مخرج وتسوية للأزمة السياسية. ووضع الأمين العام المساعد السفير زكي، إمكانات الجامعة بتصرف أي خطوة تساعد على تسهيل الاتفاق بين الأطراف اللبنانيين في المجالات كافية. وفق بيان صحفى صادر عن قصر الرئاسة بلبنان.

السفير حسام زكى ورئيس حكومة تصريف الأعمال
السفير حسام زكى ورئيس حكومة تصريف الأعمال

أضاف السفير حسام زكى، أنه من هذا المنطلق عرض على الرئيس استعداد الأمين العام للمساعدة فى الاتصالات بين الاطراف الرئيسية فى هذه الأزمة إذا كان هناك داع للتدخل من الجامعة العربية، وحتى إذا كان الأمر يتطلب أن يكون سقف الجامعة هو السقف المقبول من الجميع، فنحن حاضرون لذلك. ومن جانبه رحب الرئيس عون بهذا الطرح، مؤكداً أن لا مشكلة لديه بذلك، وأكد أنه سوف تكون هناك اتصالات مع الاطراف السياسية لحلحلة الوضع السياسى.

 

وأضاف السفير حسام زكى: "كما جرى خلال اللقاء الاستفسار عن الكلام الذى كثر فى الفترة الأخيرة حول اتفاق الطائف ومصيره وعما إذا كان مهددا بشكل من الاشكال، فأكد الرئيس عون أن اتفاق الطائف غير مهدد وهو اساس الدستور اللبنانى، وبالتالى هو لا يستشعر أى تهديد للاتفاق، فهناك دستور لبنانى يجب أن يُحترم من قبل جميع الأطراف."

 

وقال السفير حسام زكى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية خلال كلمة ألقاها من بيت الوسط ببيروت، حيث مقر لقائه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال بلبنان حسان دياب، إنه تلقى طرحا مقبولا من رئيس البرلمان نبيه برى للخروج من مأزق تشكيل الحكومة، وسيتم بحث الطرح مع كافة الأطراف للوقوف على المعوقات. وفق تصريح له تم بثه مباشرة من بيت الوسط ونقلته قناة إم تى فى اللبنانية.

 

وعقب لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، أكد السفير حسام زكى أن الحوار كان مفيدا، حيث اطلع على الوضع المعيشى الاقتصادى فى لبنان الحرج والمحفوف بمخاطر كثيرة، مؤكدا أن الحديث كان صريحا حول مستقبل الوضع وكيف يمكن للمجتمع الدولى والعربى المساعدة.

 

أضاف: "قلت لدولة الرئيس أن الوضع يجب أن يشهد حلحلة سياسية أولا حتى نستطيع الحديث عن تحسين الأوضاع الإقتصادية، ووجدت تفهما لديه حول هذه النقطة. ندرك كجامعة عربية بأن الوضع الخاص الاقتصادى والأزمة السياسية يحتاج إلى مساعدة عربية ومد يد العون للأطراف والفرقاء السياسيين وهو ما نحن مستعدون للقيام به إذا ما رغبت الأطراف فى ذلك. وأتمنى أن نصل إلى المنهج الأفضل لكيفية دعم ومساعدة لبنان على الخروج من أزمته الحالية".

 

وأكد السفير حسام زكى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن تحسين الأوضاع الاقتصادية فى لبنان يتطلب فى المقام الأول حلولا للأزمة السياسية الراهنة، وقال أن جامعة الدول العربية مستعدة لمد يد العون للأطراف والفرقاء السياسيين اللبنانيين فى سبيل حل الأزمة اللبنانية، إذا ما رغبت الأطراف المعنية فى ذلك الأمر.

 

جهود حلحلة الأزمة

وأكد السفير حسام زكى، خلال مؤتمر صحفى عقده السفير حسام زكى، عقب المباحثات التى أجراها ظهر اليوم مع رئيس الوزراء المكلف سعد الحريرى، أن الجامعة العربية ترغب فى تقديم يد العون فى سبيل حل الأزمة السياسية والمساعدة بإخراج لبنان من المأزق الحالى الذى يواجهه بسبب التعثر فى تشكيل الحكومة الجديدة.

 

وأشار إلى أنه حضر إلى لبنان بتكليف من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وأن الجامعة مستعدة للقيام بأى دور يُطلب منها فى سبيل مساعدة لبنان، سواء من خلال التواصل الدبلوماسى المكثف مع الأطراف اللبنانية الرئيسية المعنية بالتأليف الحكومى، أو من خلال توفير سقف عربى متمثل فى الجامعة العربية للقاء الفرقاء السياسيين اللبنانيين.

 

وأضاف أنه استمع إلى وجهة نظر الحريرى كاملة إزاء مسألة تشكيل الحكومة الجديدة، ومكامن العقبات التى يواجهها فى مسار التأليف الحكومى، لافتا إلى أنه وجد لدى رئيس الوزراء اللبنانى المكلف قبولا إلى حد كبير، بالطرح الذى أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه برى فى سبيل تذليل العقد التى تحول دون إنجاز تأليف الحكومة الجديدة.

 

وتابع: "أنا بصدد إجراء المزيد من الاتصالات والمشاورات لتبين الموقف ومساعدة الأطراف السياسية اللبنانية فى الوصول إلى مخرج للوضع الحالى، ونأمل أن نوفق فى هذه المهمة، ونكرر دعوتنا إلى الجميع بضرورة إعلاء المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات الضيقة، سواء حزبية أو خلافه".

 

وشدد السفير حسام زكى على أن تطورات الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، تتطلب أن يعمل الجميع من أجل تحقيق مصلحة الشعب اللبنانى، والخروج من الوضع الاقتصادى الصعب الذى يواجهه لبنان.

 

ولفت إلى أن اللقاءات السياسية المباشرة التى سيجريها فى لبنان، قد لا تشمل جميع الأطراف، لاعتبارات تتعلق بضيق الوقت والمسافات، غير أنه سيستعيض عن هذا الأمر بإجراء مجموعة من الاتصالات الهاتفية، والتى يُمكن أن يكون من بينها اتصال مع رئيس التيار الوطنى الحر النائب جبران باسيل، باعتبار أنه من المهم الوقوف على مواقف جميع الأطراف السياسية ومعرفة أين تكمن العقبة الحقيقية والمساعدة فى الخروج من الوضع الحالى.

 

عون: ملتزمون باتفاق الطائف

كما أبدى عون ترحيبه بأى مبادرة تقوم بها جامعة الدول العربية لحل الأزمة اللبنانية الراهنة، وأكد للأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن الاهتمام الذى تبديه الجامعة العربية حيال لبنان هو موضع تقدير لأن لبنان من مؤسسى الجامعة والحريصين على احترام ميثاقها وكل القرارات التى تصدر عنها والتعامل معها بإيجابية. وفق الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانى.

 

وشرح الرئيس عون للسفير زكى الأسباب التى حالت حتى الآن دون تشكيل الحكومة والعراقيل التى تواجهها، مؤكدا التزام لبنان بتطبيق اتفاق الطائف الذى انبثق منه الدستور والعمل استنادا إلى بنوده.

 

واعتبر عون أن كل ما يقال خلاف ذلك أو يوحى بأن اتفاق الطائف مهدد، هو كلام لا يستند إلى الواقع وتروجه جهات معروفة ومعنية بالتأليف.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة