علاقات دبلوماسية مترسخة امتداد لعلاقات تاريخية متجذرة تلك التي تجمع بين مصر وتونس، فطالما اتفقت الدولتان في الرؤى للعديد من القضايا الإقليمية البارزة، وفى إطار تعزيز تلك العلاقات يزور الرئيس التونسى قيس سعيد مصر الجمعة وتمتد زيارته لثلاثة أيام بدعوة من الرئيس عبد الفتّاح السيسي، وفق ما أعلنت رئاسة الجمهورية التونسية.
ووفق البيان، فإن هذه الزيارة تأتى في إطار ربط جسور التواصل وترسيخ سنة التشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين، فضلا عن إرساء رؤى وتصوارت جديدة تعزز مسار التعاون المتميز القائم بين تونس ومصر بما يُلبّي التطلعات المشروعة للشعبين الشقيقين في الاستقرار والنماء.
علاقات دبلوماسية راسخة
وفى إطار العلاقات الدبلوماسية الراسخة بين مصر وتونس زار وزير الشئون الخارجية والتونسيين بالخارج بالجمهورية التونسية، عثمان الجرندى مصر مارس الماضى ، وأكد الجرندى وقتذاك إن مصر وتونس بإمكانهما العمل سويا بتنسيق كامل فى عدد من المحافل الإقليمية والدولية، مضيفا: "الأمن القومى التونسى مرتبط بأمن مصر والعلاقات المشتركة تدعونا لتعزيز التعاون بين البلدين".
وعقد خلال زيارته جلسة مباحثات مع وزير الخارجية سامح شكرى، حيث بحث الجانبان خلال اللقاء سبل تدعيم أوجه التعاون بين مصر وتونس بخلاف الملفات الإقليمية والدولية ومن بينها الأوضاع فى ليبيا.
وزيرا خارجية مصر وتونس
وأكد وزير الخارجية التونسى أن هناك العديد من مجالات التعاون بين مصر وتونس ونحتاج لتكثيف التشاور فى عدد كبير من القضايا، مشيرا إلى تطلع بلاده للارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدا وجود تنسيق بين قيادتى البلدين فى عدد من القضايا المشتركة.
سبق الزيارة مشاورات هاتفية أجراا سامح شكرى مع عثمان الجرندي ، وتم بحث سُبل تعزيز العلاقات الثنائية وتفعيل أُطر التعاون القائمة بين الدولتين .
وأكد الوزيران ضرورة مواصلة الجهود العربية التي تستهدف التوصل لتسوية عادلة ودائمة للقضية الفلسطينية، واتفقا على تكثيف الجهود أيضًا من أجل إنهاء الأزمة الليبية بما يحقق تطلعات الشعب الليبي. وأكدا أيضًا على أهمية إستمرار التشاور والتنسيق بين الجانبيّن المصري والتونسي حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك. هذا، وإنتهز الوزير شكري هذه المناسبة لتهنئة الوزير الجرندي على رئاسة تونس الناجحة لمجلس الأمن خلال شهر يناير الماضي.
دعم التعاون في المحافل الدولية
وفي إطار تدعيم العمل العربي المشترك، سبق وأن بحثت مصر وتونس تعزيز التنسيق داخل المحافل الدولية والإقليمية، خلال لقاء جمع وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، عثمان الجرندي، والسفير المصري لدى تونس، إيهاب عبد الحميد.
وتطرق اللقاء للمستجدات التي تمر بها المنطقة العربية، وما تطرحه من تحديات، وتم التأكيد في هذا السياق على أهمية تعزيز التنسيق والتشاور بين البلدين بشأن مختلف القضايا العربية والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والمساهمة في التوصل إلى تسويتها في ضوء عضوية تونس في مجلس الأمن الدولي، وباعتبارها صوت العرب داخل هذا الجهاز الأممي.
ومن جانبه أشاد الوزير التونسي، بحسب بيان للخارجية التونسية، بالمستوى المتميز للعلاقات التونسية - المصرية، مؤكداً ضرورة المضي قدماً نحو مزيد تطويرها وتنويع مجالات التعاون الثنائي، بما يرتقي إلى مستوى الإمكانيات والفرص المتاحة بالبلدين الشقيقين.
وشدد الوزير التونسي على أهمية الإعداد المحكم للاستحقاقات الثنائية المقبلة، لا سيما انعقاد اللجنة المشتركة التونسية - المصرية أواخر هذا العام، والعمل معا من أجل تفعيل المبادرات والتوصيات الهادفة إلى تطوير العلاقات الثنائية في عدة مجالات.
من جانبه، أبرز السفير المصري «حرص بلاده على مزيد تعزيز العلاقات التونسية - المصرية، وتوثيق أواصر الأخوة والتعاون التي تربط البلدين»، مؤكداً «أهمية استثمار الإمكانيات المتوفرة في البلدين بما من شأنه أن يعزز التعاون الثنائي بين تونس ومصر».